وفي هذه السطور التالية سنتعرف على عدد فتوحات الرسول، وما هي أهم أهداف فتوحات الرسول، وأهم الأسباب التي أدت إليها.
الجهاد في سبيل الله
اصطلاح إسلامي يعني جميع الأعمال والأقوال التي تتم لنشر الإسلام، أو لرد عدو يستهدف المسلمين، أو لتحرير أرض مسلمة، أو لمساعدة مسلم وغيره من المسلمين. وقد جاء هذا المصطلح في صدر الإسلام عندما ذكرت غزوة بدر الكبرى في القرآن الكريم. ثم تم تعميم هذا اللفظ ليشمل كل فعل أو قول يضر بالمسلمين. ومن مصلحة الإسلام دفع عدو يستهدف الإسلام بالفعل أو بالقول.
وللجهاد مراتب، منها ما يجب على كل مكلف، ومنها ما يجب على الكفاية. فإذا قام به بعض المكلفين سقط الفرض عن الباقين، وبعضهم مستحب. وجهاد النفس وجهاد الشيطان واجب على كل مكلف، وجهاد المنافقين والكفار وأرباب الظلم والبدع والمنكرات واجب للكفاية، وقد يكون لا بد من ذلك. وجهاد الكفار باليد على كل من استطاع في بعض الأحوال. قال ابن القيم: “وإذا عرف ذلك فإن الجهاد على أربع مراتب: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين”.
الفرق بين الغزو والمعركة
ولا بد من التفريق بين مصطلحي الغارة والمعركة، حيث أن مصطلح الغارة يشير إلى الفتوحات والحروب التي شارك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم في القتال بين جيش المسلمين وجيوش المشركين. . ويقول المؤرخون والرواة إن النبي صلى الله عليه وسلم شارك مع جيش المسلمين في خمس معارك تقريبًا. ومن عشرين إلى تسع وعشرين غارة، لم يكن حاضرا في معظمها إلا للتوجيه والتخطيط، إلا أن مشاركته الفعلية في القتال اقتصرت على تسع غارات فقط. ويقال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل أحداً في هذه الغزوات كلها إلا أبي بن خلف في غزوة أحد. أما لفظ “المعركة” فيطلق على جميع أنواع الفتوحات والحروب والاشتباكات والمناوشات والاحتكاكات القتالية المسلحة التي حدثت بين جيش المسلمين والمشركين، ولكن دون مشاركة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وسلم عليه.
وكان امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن الخروج والمشاركة في مثل هذه الحروب لسبب، سواء كان المرض أو أمر الله تعالى له. ورغم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشارك في المعارك، إلا أنه ساعد قادة المعارك، وأرشدهم، ووضع لهم استراتيجية. الحرب، والجدير بالذكر أن كلمة “معركة” أُطلقت أيضًا على الحروب التي كانت تقع بين المسلمين والمسلمين المخالفين للشريعة، وقد انتشر هذا النوع من المعارك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. له السلام فيما يعرف بالحروب. الردة وغيرها من الحروب التي كانت ضد المسلمين العصاة الذين نقضوا عهدهم القديم مع المسلمين وبدأوا يتعاونون مع المشركين واليهود أو يتسببون في ضرر مادي أو معنوي للمسلمين.
كم فتوحات قام الرسول صلى الله عليه وسلم، وكم كان جيشه؟
وقد ثبت في الصحيحين أنه قيل لزيد بن أرقم: كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسعة عشر. قيل: فكم غزوة قمت معه؟ قال سبعة عشر. قلت: والذي قاله هو أبو إسحاق السبيعي الراوي عنه، فأيهم كان الأول؟ قال: العسيرة أو العشارة.
وقد ذكر أهل السيرة أن فتوحاته كانت خمسًا وعشرون، وقيل: سبعًا وعشرون، وقيل: تسعًا وعشرون.
وبعد أن ذكر هذه الأقوال ذكر الحافظ ابن حجر طرق الجمع بينهما، ومنها أن من ذكر عددا كبيرا عد كل معركة على حدة، ولو كانت قريبة من غيرها في الزمان، وأن من ذكر قليلا أو متوسطا وربما جمع عدد بين المعركتين المتقاربتين في الزمان وعدهما معركة واحدة، مثل الخندق وبني قريظة، ومثل حنين. والطائف .
وأما الشركات فهي أكثر من الغارات، وفيها خلاف أكثر، فهي تتراوح من نحو أربعين إلى سبعين، وقال الحافظ في الفتح في آخر كتاب المغازي: ” وقرأ بخط مغالاتاي أن مجموع الغارات والسرية مائة، وهو كما قال.
أول فتوحات الرسول
تعتبر غزوة بدر الكبرى أول معركة حقيقية وقعت بين المسلمين والمشركين، وقد وقع قتال حقيقي بين الفريقين. لأن الاشتباك هناك كان مباشراً، على عكس ما كان يحدث في السرايا الأخرى، وكان نقطة البداية الحقيقية الأولى لبدء الغزوات الكبرى والقتال الحقيقي بين معسكر الكفر ومعسكر الإيمان، وعندما كان المسلمون تعرضوا لقافلة قريش، لم يكونوا في طور التفكير في شن معركة أو حرب مع قريش، بل اندفعوا إليها بعد قصة اعتراض قافلة قريش، وبعد الظلم الذي تعرضوا له و ال وإنكار حقوقهم، فأرادوا استرداد بعض حقوقهم المسروقة لا أكثر؛ إلا أن بقاء القافلة وتغيير مسارها غيّر مجرى الحادثة لتتحول إلى معركة حاسمة، وكانت تلك الحادثة مبنية على شعور كبير لدى المسلمين بالظلم الذي لحق بهم من كفار قريش جسدياً وعقلياً، وماديا.
غزوات الرسول
خاض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعًا وعشرين غزوة، كلها كانت بعد هجرته إلى المدينة المنورة في بداية تكوين الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وبعد أن أذن الله تعالى في ذلك. فتمكن المسلمون من القتال ورد عدوان المشركين وأذن لهم ببدء العدو بالقتال حتى ينتشر دين الله تعالى بلا عوائق. قال الله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة. والدين لله. فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين.} بدأت فتوحات الرسول -صلى الله عليه وسلم- بغزوة الأبواء، وانتهت بغزوة تبوك، وبعدها وتوفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك بسنتين تقريبًا. وبعد ذكر عدد غزوات الرسول سيأتي ذكره. الغزوات بالترتيب:
– غزوة الأبواء: وتسمى أيضًا غزوة ودان، وهي أول غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم- التي وقعت في شهر صفر في السنة الثانية للهجرة. الهجرة.
– غزوة بواط: وقعت في شهر ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة.
– غزوة صفوان: وقعت في شهر ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة أيضاً.
– غزوة العشيرة: وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة.
غزوة بدر: وقعت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة.
– غزوة الكدر: أو غزوة بني سليم، والتي وقعت في شهر شوال في السنة الثانية للهجرة، بعد غزوة بدر الكبرى، والتي عاد فيها المسلمون دون قتال.
غزوة بني قينقاع: وقعت في شوال من السنة الثانية للهجرة، عندما حاصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يهود بني قينقاع وأجلاهم عن المدينة المنورة.
– غزوة السويق: وقعت في شهر ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة.
– غزوة ذو عمار: وقعت في شهر المحرم في السنة الثالثة للهجرة، وفيها غزا رسول الله نجد مستهدفا قبيلة غطفان، لكنه عاد دون قتال.
– غزوة الغصن من بحران: أو غزوة بحران، والتي خرج فيها المسلمون يطلبون قريشاً، لكنهم عادوا دون قتال. وكان ذلك في شهر ربيع الآخر من السنة الثالثة للهجرة.
غزوة أحد: وقعت في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة، تمكن فيها جيش المشركين من تحقيق انتصار عسكري بعد أن حقق المسلمون انتصاراً أولياً، بسبب تخلي بعض المسلمين عن مواقعهم الدفاعية. والانشغال بجمع الغنائم.
غزوة الأسد الأحمر: وقعت في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة. وكان غرضها مطاردة المشركين بعد غزوة أحد خوفاً من عودتهم إلى المدينة، ورفع معنويات المسلمين.
– غزوة بني النضير: وقعت أحداثها في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة بعد محاولة يهود بني النضير اغتيال الرسول – صلى الله عليه وسلم -. منحه السلام.
غزوة بدر الآخرة: أو غزوة بدر الموعودة، وقعت أحداثها في شعبان من السنة الرابعة للهجرة، خرج فيها المسلمون ينتظرون قريش قرب بدر، لكن جيش المشركين فشل في الحضور، وعاد المسلمون بغير قتال.
– غزوة دومة الجندل: وقعت أحداثها في شهر ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة.
– غزوة بني المصطلق: وقعت في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة.
– غزوة الأحزاب : وقعت في شهر شوال من السنة الخامسة للهجرة.
غزوة بني قريظة: وقعت في شهر ذي القعدة في السنة الخامسة للهجرة، بعد خيانة يهود بني قريظة للمسلمين. فحاصرهم المسلمون وأنهى وجود اليهود في المدينة بهذه المعركة.
غزوة بني لحيان: وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة.
– غزوة الحديبية: وقعت في شهر ذي القعدة في السنة السادسة من الهجرة.
– غزوة ذو قرد: وقعت في شهر المحرم في السنة السابعة للهجرة.
– غزوة خيبر : وقعت في شهر المحرم في السنة السابعة للهجرة.
غزوة ذات الرقاع: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأديب البدو في صحراء نجد بعد أن بلغه خبر رغبتهم في غزو المدينة المنورة. وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة.
– غزوة مكة: وقعت في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة، وفيها دخل جيش المسلمين مكة فاتحاً دون قتال.
غزوة حنين: وقعت في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة.
غزوة الطائف: وقعت في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة.
غزوة تبوك: وقعت في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، واجه فيها جيش المسلمين جيش الروم. ولم يقع قتال، لكنها حققت أهدافها العسكرية وأجبرت الروم على الانسحاب من مواقعهم لصالح المسلمين، وتغيرت تحالفات كثيرة نتيجة لهذه المعركة.