مقدمة عامة عن العمل نوضح من خلالها أهمية العمل في حياة الفرد والمجتمع وتأثير العمل على حياتنا اليومية من خلال هذا المقال.
الوظيفة
العمل هو بذل جهد بدني أو عقلي للقيام ببعض المهام في أوقات معينة، بهدف تحقيق منفعة شخصية أو عامة. ويحصل الشخص على مكافأة مالية على هذا الجهد، مما يضمن له ولأسرته حياة كريمة. كل عمل يستحق التقدير والاحترام. ولأن الناس، بغض النظر عن المهن التي يعملون فيها، يساهمون في تلبية احتياجات المجتمع المختلفة، فلا يمكن للمجتمعات أن تتطور إلا من خلال تطوير العمل وممارسته.
العمل هو أساس الحياة
العمل هو أساس الحياة ومن خلاله نحصل على رزقنا وقوتنا. لقد أمرنا الله تعالى بالعمل وترك الكسل في سبيل الاجتهاد في طلب الرزق، وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة عن عمره فيما أفناه. ولذلك يجب علينا أن نجتهد ونجتهد ونعمل من أجل الحصول على الرزق ولكي يرضى الله عز وجل عنا. بالعمل يكون لدينا جيل واعي ومتفهم، وبالعمل تسكن الأرض ونحصل على أموال كثيرة، لكن بدون عمل لن يكون لدينا ما نعيش به، وتزداد قيمة الإنسان من خلال عمله واجتهاده، فالعمل يرفع مستوى معيشة الإنسان ثقافياً واقتصادياً، كما يريحه من الذل والإهانة للناس. ولذلك فإن للعمل أهمية كبيرة جداً في المجتمع. فمن خلال العمل يشعر الإنسان بشخصيته وأهميته في الوطن.
قيمة العمل
إن العمل هو اللبنة الأساسية لبناء مجتمعات قوية، فلا يمكن لأي مجتمع أن ينهض دون جيش من العمال يعملون من أجله ومن أجل إعماره. ولذلك فإن الدولة تحتفل بعيد العمال كل عام، ولا تحتفل الدولة بعيد العمال فقط، بل العالم كله يحتفل به. عيد العمال يقام سنويا، وهذا يوضح لنا قيمة تقدير العالم أجمع للعالم.
كما أنه بدون عمل لا قيمة للإنسان في المجتمع ولا هدف يعمل من أجله. وكذلك من خلال العمل يستطيع الإنسان أن يحقق كل ما يهدف إليه، ويساعد في تحقيق الذات وتحقيق طموح الإنسان والأهداف التي يسعى إليها في حياته. يساهم العمل في استقرار المجتمعات، فبدون العمل تنهار المجتمعات.
ما هي أنواع العمل؟
– الدوام الكامل: وهو العمل وفق ساعات كاملة قد تصل إلى ثماني ساعات يومياً أو خمسة أو ستة أيام في الأسبوع في معظم دول العالم، وفق أجر معين.
– الدوام الجزئي: وهو العمل براتب متفق عليه مقابل العمل بعض أيام الأسبوع أو بضع ساعات يوميا.
العمل حسب الموسم: العمل الموسمي هو العمل الذي يمكن القيام به خلال مواسم معينة من السنة. وهذا العمل مثل قطف الثمار من المزارع خلال موسم الحصاد، أو موسم حصاد القطن، ونحو ذلك.
-العمل من المنزل: وهو من الأمور المستحدثة، وهو العمل عبر الإنترنت، مثل أعمال التصميم والكتابة الإبداعية، ويتميز بالمرونة.
– العمل الحر: وهو نوع مهم من العمل، يمكن من خلاله الحصول على راتب ثابت والتعاقد مع صاحب العمل بعقد محدد بشروط.
أهمية العمل في حياة الفرد:
– يساعد العمل على تنمية وصقل شخصية الإنسان، وتحقيق الذات.
– صياغة رؤية واضحة للمستقبل والعمل على تحقيق الأهداف.
توفير دخل مالي مستقر يلغي حاجة الإنسان لطلب العون والمساعدة من الآخرين.
-يساعد العمل في التعرف على نقاط القوة والضعف في شخصية الإنسان.
– يساعد على تنمية وصقل المهارات الاجتماعية وتنمية القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين.
-حماية الإنسان من الوقوع في فخ الفقر والعوز.
– استغلال الطاقة البشرية للقيام بالمهام والواجبات الإيجابية في الحياة.
أهمية العمل في حياة المجتمع:
– زيادة دخل الدولة وإيراداتها، وتحسين الوضع الاقتصادي في المجتمع.
– تقديم كافة الخدمات الصحية والاقتصادية والتعليمية للمواطنين.
– تعزيز التضامن والتضامن والتعاون بين الناس.
تقليل معدل الجرائم والسرقات الناتجة عن البطالة وعدم استغلال الناس لوقتهم بشكل منتج.
– الحد من انتشار العديد من الأمراض المجتمعية مثل المخدرات وشرب الكحول والاغتصاب.
– العمل يحقق النهضة والنهوض بالبلاد والعباد.
-القضاء على كافة عوامل الفقر المسؤولة بشكل أساسي عن التفكك الأسري في المجتمع.
– الحد من ظاهرة التشرد وأطفال الشوارع.
تأثير العمل على المجتمع
للعمل آثار إيجابية عديدة على المجتمع، منها ما يلي:
-زيادة الإنتاجية.
– تحقيق الربح في كافة المجالات.
– انخفاض معدلات الجريمة، مثل العنف والقتل والسرقة.
-حماية المجتمع من انتشار المخدرات وإدمان الكحول.
-زيادة درجة الأمان والاستقرار.
– معدلات استثمار عالية.
-تقوية العلاقات والروابط الاجتماعية بين الناس.
– انخفاض معدل البطالة.
-الدخل المرتفع للأفراد.
الإسلام ونظرته إلى العمل
بعض الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي حثت على قيمة تعمير الأرض بالعمل، مثل قول الله تعالى في سورة الجمعة: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من الفضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون.
وهو أمر مباشر من الله تعالى بضرورة العمل حتى بعد أداء الصلوات والعبادات المختلفة، وأن لكل منها وقتها الخاص.
إن أحد الأهداف النبيلة للشريعة الإسلامية هو الحفاظ على المال، وهنا نفهم منه ضرورة كسب المال والبحث عن الرزق الحلال بشتى الطرق من خلال العمل والبحث في الأرض.
يعتبر الإسلام العمل قيمة للإنسان، وهو من أعلى القيم لأنه جزء من عمارة الأرض ودرء الشرور ونحو ذلك.
لقد حث الإسلام على عدم التبعية والتبعية والاعتماد على الآخرين، بل من أفضل الأمور الاعتماد على النفس وضرورة كسب الرزق عن طريق يد الإنسان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى على العمال وقال مرة لصاحبي الجليل إن هذه يد يحبها الله ورسوله.
إن تنمية المجتمع بمختلف مجالاته من الأمور التي يسعى إليها الإسلام الحنيف، وذلك بتشجيع العمل والعمال وعدم الاعتماد على الدول الأخرى. يجب على كل دولة أن تتحكم في مواردها الخاصة وأن يعمل مواطنوها على النهوض ببلادهم وعدم الاعتماد على الدول الأخرى في الغذاء والملبس.