مشكلة عدم التوافق النفسي لدى المراهقين وطرق التعامل معها والسيطرة على الأطفال في هذه المرحلة العمرية الصعبة.
مراهقة
يمكن تعريف المراهقة بأنها المرحلة العمرية التي تفصل بين فترة الطفولة ومرحلة النضج عند الشباب، ويمكن تحديد بدايتها من سن الثانية عشرة، مع بداية ظهور علامات البلوغ عند الذكور والإناث.
ويقول البعض إن المراهقة قد تستمر عند الشاب حتى يبلغ الحادية والعشرين؛ قراراته قبل ذلك غالبا ما تكون غير صحيحة.
وأهم ما يميز المراهقة أنها تنقل الإنسان من مرحلة الطفولة والوداعة إلى مرحلة البلوغ والبلوغ. خلال هذه الفترة تتشكل شخصية الشاب، وكذلك طريقة تفكيره ونظرته للأمور.
المراهقة هي نوع من أزمة العمر. والتي تنشأ خلالها العديد من المشاكل؛
يحتاج الإنسان في هذه المرحلة إلى من يعتني به ويوجهه إلى الطريق الصحيح.
أحياناً يقع الشاب ضحية صحبة السوء، مما يؤدي إلى استنفاد طاقته بطرق تضره.
تتطلب هذه المرحلة توجيهات تربوية كبيرة من أولياء الأمور.
مشاكل المراهقة وحلولها
– يعتبر عدم التكيف النفسي لدى المراهق من أخطر مشاكل المراهقة التي يتعرض لها المراهق، حيث أن سوء التكيف قد يجعله حزيناً لفترة طويلة، كما قد يستسلم المراهق لسلوكيات غير مرغوب فيها مثل السرقة، والتدخين أو تعاطي المخدرات، أو الشعور… الوحدة المستمرة وغياب العلاقات مع الأفراد الآخرين، بالإضافة إلى انعدام الأمن والأمان الذي يحتاجه كل فرد، ومن عيوب ضعف التوافق أيضًا الشعور بالقلق طوال الوقت. ، محنة، غياب الجانب العاطفي والنفسي، والتفكير الدائم في الأمور السلبية التي تجعل منه شخصاً كئيباً. غير متوازن.
ولحل مشكلة عدم التوافق والتي تعتبر من أخطر المشاكل في مرحلة المراهقة يمكن اتباع أنظمة التربية الأسرية، لأنه في هذه الحالة قد يعاني الشخص من عجز في التوافق التربوي والاجتماعي، مما ينتج عنه الشخص الذي عدم الاستعداد لحياة اجتماعية صحية، ومع استمرار عمليات التربية فإن تدريب الفرد على التكيف مع الحياة الاجتماعية يمكنه من قبول نفسه والتكيف مع بيئته.
-تنشأ مشكلة صراع الأجيال بين المراهق وأفراد أسرته الأكبر منه سناً. وتتمحور هذه المشكلة في كثير من الأحيان حول اتهام أفراد الأسرة للمراهق بالفشل وعدم قدرته على التغلب على العديد من القضايا المتعلقة بحياته الخاصة، كالدراسة والعمل والسفر وغيرها، وفي كثير من الأحيان تفرض الأسرة على الفرد المتوتر العديد من المتطلبات التي تعيق مسيرته. الحياة وتجعله يفضل الاستقلال والانفصال عن الأسرة. وهذه من السمات الواضحة التي تظهر على الفرد في فترة المراهقة.
هذه المشكلة، وهي من مشاكل المراهقة المعروفة، يمكن حلها من خلال اتباع الأسرة نظاماً متخصصاً في التعامل مع الفرد المراهق، من خلال الاستماع إلى الفرد المراهق، ومعرفة كل ما يدور في ذهنه، والتوصل إلى الحل. الحلول التوفيقية التي ترضي الطرفين، وأيضاً إتباع أسلوب الاحتواء والمرافقة من أجل الخروج من هذه المرحلة دون الانزلاق في أي مشاكل نفسية أو اجتماعية أو سلوكية للمراهق.
-مشكلة الخجل الزائد والانطواء والتي غالباً ما تنتج عن تدخل الوالدين في كل ما يمر بحياة المراهق، ويكون ذلك من خلال تدليل المراهق في مرحلة الطفولة وتعويده على عدم تحمل المسؤولية والاعتماد على الآخرين في كل شيء. مرتبطة بحياته، مما يجعله شخص سلبي لا يفضل الاعتماد. على نفسه، كما أن هناك عدم اعتماد الشخص على نفسه إذا اتبع الأهل نظام الشدة وفرض الآراء على المراهق. ومن خلال هذه الحالات يحدث نقص في الثقة بالنفس، مما يجعل الشخص يميل إلى الانسحاب والابتعاد عن الآخرين. يسبب عجزاً في الجانب الاجتماعي للشخص ويجعله خجولاً بشكل ملحوظ.
نصائح لتحقيق التوافق النفسي مع ابنك في مرحلة المراهقة
يجب على الوالدين تهيئة الجو النفسي المناسب لتربية المراهق تربية سليمة ومتكاملة، حتى ينشأ عليه جو إيجابي مبني على التوافق مع الذات والأسرة والمجتمع والمدرسة. مع إبعاد المراهق عن أجواء القلق والتمرد والخوف والصراع والوحدة والعزلة والتشاؤم.
يجب على الأهل دعم ابنك وتحفيزه على تحمل مسؤولية بعض الأمور. إن تحمل المسؤولية والخبرة يدعم بشكل كبير ثقة المراهق بنفسه ويساعده على تحقيق التوازن النفسي والمجتمعي. يستطيع أن ينسجم مع نفسه ومجتمعه ومدرسته لأنه يكتشف أنه قادر على التفكير والإبداع والابتكار.
وأوضحت فاطمة محمود أن دور الوالدين هو التقرب من ابنك المراهق نفسيا واجتماعيا وتربويا، ومساعدته على الاستقلال في شخصيته والاعتماد على نفسه، في إدارة بعض شؤون حياته، مع تنبيهه. أن الحرية الشخصية ليست مطلقة أو حالة من الفوضى، بل هي التزام ومسؤولية.
كما يجب على الوالدين الابتعاد عن سلطة القهر والقهر والعقاب في تربية أبنائهم، مع ضرورة استبدال هذه السلطة بالرعاية والحنان واللطف والتوجيه البناء والهادف، وتشجيع الحوار الأسري في مناقشة جميع المشاكل الأسرية، وخاصة المشاكل الأسرية. مشاكل المراهقين. يجب على الآباء أيضًا تقديم إرشادات قيمة ومفيدة لأطفالهم المراهقين.
محددات الصحة النفسية
تعتبر فترة المراهقة فترة حرجة لتطوير والحفاظ على العادات الاجتماعية والعاطفية المهمة للصحة النفسية. ويشمل ذلك اتباع أنماط نوم صحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتطوير مهارات التأقلم وحل المشكلات ومهارات التعامل مع الآخرين، وتعلم كيفية إدارة العواطف. تعد البيئات الداعمة داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع الأوسع مهمة أيضًا. تشير التقديرات إلى أن ما بين 10 إلى 20% من المراهقين على مستوى العالم يعانون من أمراض الصحة العقلية، لكن مستوى تشخيص هذه الأمراض وعلاجها لا يزال منخفضًا.
هناك العديد من العوامل التي تحدد نتائج الصحة العقلية. كلما زادت عوامل الخطر التي يتعرض لها المراهقون، زاد التأثير المحتمل على صحتهم العقلية. تشمل العوامل التي يمكن أن تساهم في التوتر خلال فترة المراهقة الرغبة في الحصول على قدر أكبر من الاستقلالية، والضغط للتأقلم مع الأقران، واستكشاف الهوية الجنسية، وزيادة الوصول إلى التكنولوجيا واستخدامها. يمكن أن يؤدي تأثير وسائل الإعلام والمعايير القائمة على النوع الاجتماعي إلى زيادة التناقض بين الواقع الذي يعيشه المراهق وتصوراته أو تطلعاته المستقبلية. وهناك محددات أخرى مهمة للصحة النفسية للمراهق، وهي نوعية حياته الأسرية وعلاقاته مع أقرانه. علاوة على ذلك، فإن العنف (بما في ذلك المعاملة الأبوية القاسية والمضايقات) والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية تعتبر من المخاطر المعترف بها على الصحة العقلية. الأطفال والمراهقون معرضون بشكل خاص للعنف الجنسي، الذي يرتبط بشكل واضح بعواقب ضارة على الصحة العقلية.
يُعتبر بعض المراهقين أكثر عرضة لخطر اعتلال الصحة العقلية بسبب ظروفهم المعيشية أو الوصمة أو التمييز أو الاستبعاد، أو عدم حصولهم على دعم وخدمات جيدة النوعية. ويشمل ذلك المراهقين الذين يعيشون في حالات إنسانية وحالات ضعف، والمراهقين الذين يعانون من أمراض مزمنة، واضطراب طيف التوحد، والإعاقة الذهنية أو غيرها من العاهات العصبية، والمراهقات الحوامل، والآباء المراهقون/الأمهات المراهقات، والزواج المبكر و/أو القسري، والأيتام. والمراهقين الذين ينتمون إلى أقليات عرقية أو جنسية أو مجموعات أخرى تعاني من التمييز.
ويكون المراهقون الذين يعانون من أمراض الصحة العقلية، بدورهم، معرضين بشكل خاص للاستبعاد الاجتماعي والتمييز والوصم (الذي يؤثر على الاستعداد لطلب المساعدة)، والصعوبات المتعلقة بالتعليم، والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر، واعتلال الصحة البدنية، وانتهاكات حقوق الإنسان.
التوافق والتكيف النفسي:
التكيف النفسي والتكيف هما مصطلحان يتم استخدامهما غالبًا كما لو أنهما نفس الشيء. في كثير من الأحيان يتم الخلط بينهم، ولكن في الواقع هناك فرق كبير بينهما.
يشير مصطلح التكيف إلى حالة التوافق والانسجام بين الكائن الحي وبيئته، مثل تكيف حدقة العين مع الضوء الشديد الساقط عليها، مثل تكيف الحرباء مع لون البيئة التي تعيش فيها. فهو يعيش مثلا. كما أن المصطلح مأخوذ من علم الأحياء، ويمثل حجر الزاوية في نظرية التطور لداروين، والتي يعتبر فيها أن الكائنات الحية الأكثر قدرة على البقاء هي تلك التي تمتلك الخصائص التي تؤهلها للتكيف مع الظروف البيئية التي تناسبها. . وهذا ما أعرب عنه. لقد أطلق داروين على ذلك مبدأ البقاء للأصلح. وقد استخدم علماء النفس هذا المفهوم تحت اسم “التوافق” ويعني حالة تكيف الإنسان مع بيئته المادية والطبيعية والاجتماعية.
والفرق الأساسي بين المصطلحين هو أن مصطلح التوافق يستخدم عند الحديث عن تكيف الإنسان فقط، بينما التكيف بمعناه الأوسع يشمل جميع الكائنات الحية.
وينظر البعض إلى الصحة النفسية على أنها عملية توافق نفسي. وسواء كان التوافق صحياً أم غير صحي يعتمد على مدى نجاح الأساليب التي يتبعها الفرد. الوصول إلى حالة من التوازن النسبي مع البيئة.
يعرف التكيف النفسي بأنه عملية ديناميكية مستمرة تتعامل مع السلوك والبيئة، أي “الطبيعة الاجتماعية”، بالتغيير والتعديل حتى يحدث التوازن بين الفرد والبيئة التي يعيش فيها.
خطوات تحقيق التوافق النفسي لدى المراهقين:
خلق الجو النفسي الملائم لتنشئة المراهق السليمة والمتكاملة. تربيته في جو إيجابي يقوم على التوافق مع الذات، والتوافق مع الأسرة، والتوافق مع المجتمع، والتوافق مع المدرسة، مع إبعاد المراهق عن أجواء القلق والتمرد، والخوف والصراع، والوحدة والعزلة، والتشاؤم. .
دعم ابنك وتحفيزه على تحمل مسؤولية بعض الأمور. تحمل المسؤولية والخبرة يدعم ثقة المراهق بنفسه، ويساعده على تحقيق التوازن النفسي والمجتمعي. يستطيع أن ينسجم مع نفسه ومجتمعه ومدرسته. لأنه يكتشف أنه قادر على التفكير والإبداع والابتكار.
اقتربي من ابنك المراهق نفسياً واجتماعياً وتربوياً، وساعديه على الاستقلال في شخصيته والاعتماد على نفسه في إدارة شؤون حياته، مع إدراك أن الحرية الشخصية ليست مطلقة أو حالة من الفوضى، بل هي التزام و مسؤولية.
ويجب على الوالدين الابتعاد عن سلطة الظلم والإكراه والعقاب في تربية الأبناء. ومن الضروري أيضًا استبدال هذه السلطة بالعناية والحنان واللطف والتوجيه البناء والهادف. – تشجيع الحوار الأسري في مناقشة كافة المشاكل الأسرية وخاصة مشاكل المراهقين. يجب على الآباء أيضًا تقديم إرشادات قيمة ومفيدة لأطفالهم المراهقين. .