الصداقة في الإسلام تطرقت إلى جوانب عديدة، أبرزت لنا معنى الصداقة الحقيقية في أعظم صورها. كما يحدثنا الإسلام عن مواقف عظيمة تدل على مدى وجود صداقة قوية بين النبي وأصحابه. ما أعظم ديننا الإسلام الذي يضرب فينا الكثير من الأمثال والمواقف الحقيقية عن الصداقة والتي سنتعرف عليها خلال… هذا المقال.
الصداقة في الإسلام
الصداقة في الإسلام تتناول أمورا كثيرة، فهي تلك العلاقة السامية. إن مفهوم الصداقة يقوم على الصدق، وهو تلك الشخصية العظيمة التي تحث الشريعة الإسلامية وتدعو المسلمين إلى الالتزام بها. كما أن مفهوم الصداقة يأتي من قيم الولاء والإخلاص والرفقة الطويلة. الصديق يرافقه رفيق طويل. صديقه رغم تقلب الظروف والأزمنة، فإن كلمة الصداقة تظهر في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بمفاهيم ومصطلحات مترادفة لها معنى، وهو مفهوم الخلوة أو الخلوة.
خصائص الصداقة في الإسلام
1- المعونة على الطاعة: ليس الصديق من حض على معصية أو اتباع هوى. بل الصديق الصالح في الإسلام نعمة من الله على عباده. وذلك لأن الصديق الصالح يحث صديقه على فعل الخير والالتزام بمنهج الله وشرعه. ولذلك يجب على المسلم أن ينظر ويتحرى عن الصديق. الصالح الذي ينفعه في الدنيا والآخرة.
2- الارتباط بالاعتقاد والأخلاق الحميدة: من أهم ما أشار إليه الدين عن الصداقة في الإسلام أنها مرتبطة بالاعتقاد والأخلاق الحميدة. ولا خير في صاحب ولا صاحب عاصي. لأنها تضر المسلم ولا تنفعه، وتصبح صحبته فتنة له في دينه ودنياه، لذلك حذر الرسول الكريم من جليس السوء، وحث على ملازمة الجليس الصالح.
3- الصديق مرآة صديقه: من أعظم القيم التي كرّسها ديننا الإسلامي أن الصديق في الإسلام هو مرآة صديقه. فإذا كان الرجل ملتزماً بشرع ربه وسنة نبيه، ويحرص على التحلي بالأخلاق الحميدة في معاملاته مع الناس، فإنه يجد صديقه يشبهه في تلك الصفات والأحوال. وذلك لأن القواسم المشتركة التي تجمع الأصدقاء والأقارب تجعلهم يشجعون بعضهم البعض على تعزيز صداقتهم دائمًا، ألا وهي الالتزام بنفس النهج والأسلوب في الحياة.
أسس اختيار الصديق في الإسلام
1- أن يكون حسن الخلق: والمقصود هنا أن يكون إنساناً طيب الأصل، معروفاً بحسن الخلق، والدين، وحسن السمعة، وحسن السمعة بين الناس. وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ التنور. فحامل المسك إما أن ينعلك، أو أن تشتري منه، أو تجد منه ريحا طيبة، والذي ينفخ في التنور إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحا خبيثة». رواه البخاري.
2- يحرص على من يصادقه ويطابقه في الفكر والمعتقد والأخلاق، فيكون الصديق في علاقته ومعاملاته وصفاته وصفاته كأنه نسخة أخرى من الشخص، بل كأنه نسخة أخرى منه. كان هو.
3- أن يتصف بالتفكير السليم، وحكمة العقل، وحسن الخلق. أن نكون عونا جيدا في اتخاذ القرارات وتوجيه الناس نحو الخير والنجاح.
صفات الصديق الرحيم
كثير من الناس يسمعون هذه الجملة ولا يعرفون معناها. والمقصود بالصديق الرحيم في الإسلام هو الذي يريد للإنسان الخير والسعادة الحقيقية، وليس الذي يصاحب الإنسان لإرضائه أو كسب مودته على حساب مصالح حقيقية ومهمّة، الصديق الرحيم. . فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: من دعاك إلى دار الخلد وأعانك على العمل؟ بالنسبة لها هو الصديق الرحيم”.
عبارات عن الصداقة في الإسلام
1- قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: «من لم يمتحن في اختيار الإخوان أدخله الخداع في صحبة الأشرار». وقال عليه السلام أيضاً: “اعرضوا على الاختبار وحاولوا إثباته في اختيار الإخوان، وإلا اضطررتم إلى مقارنة الأشرار”.
2- عن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال لبعض أصحابه: «إذا غضب عليك أحد إخوانك ثلاثا ولم يقل عليك سوءا». أنت، خذها. لديك صديق لنفسك. وقال (عليه السلام): «لا تدعو رجلا ذا خصلة من العلم حتى تمتحنه بثلاث: أغضبته، ورأيت غضبه يخرجه من الحق إلى الباطل». ، وبالدينار والدرهم، وحتى تسافر به.
حقوق الصداقة في الإسلام
الصداقة لها حقوق يجب مراعاتها والوفاء بها، وقد تحدث عنها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه الإمام الحسن (عليه السلام). قال: «اكف نفسك عن أخيك إذا تشدد في العلاقة، وإذا قاوم بالرفق والإقتراب، وإذا تعنت في العطاء. وإذا بعد اقتربت، وإذا كان قاسيا رفق، وإذا غضب فلك عذر، حتى كأنك عبده، وكأن له نعمة عليك. .)
وأضاف الإمام قائلاً: (لا تتخذ عدو صديقك صديقاً، فيعادي صديقك، ونصح أخاك خيراً كان أم شراً).
ومن بنوده قوله:
(وإذا أردت قطيعة أخيك فاحتفظ له بحصة من نفسك يرجع إليه إن ظن ذلك يوما ومن ظن بك خيرا فليصدق ظنه ولا تضيع حقك .
أخوك معتمد على ما بينك وبينه، فإنه ليس بأخيك إذا أهملت حقه.
فهل رأيتم هذه النصائح الذهبية التي قالها الامام لابنه الامام الحسن (عليه السلام) وكانت مليئة بأروع فوائد الصداقة؟
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في حق الصديق: (لا يكون الصديق صديقاً حتى يحمي أخاه في ثلاث: في مصيبته، وغيبته، وموته).
وقد ذكر الامام زين العابدين (عليه السلام) حقوق الصداقة قائلا (عليه السلام): (وأما حق الصديق: أن ترفق به ما دمت تجد سبيلا إلى ذلك، وإلا فلا أقل من الإنصاف، وأن تكرمه كما يكرمك، وأن تحفظه كما يحفظك، وأن لا يسبقك فيما بينك وبينه إلى كريم إذا سبقك فله الأجر له، ولا تعجز عن إعطائه فيجب عليك نصحه وحمايته وتأييده على طاعة ربه ومساعدته على نفسه فيما لا يبالي بمعصية ربه، فيكون له رحمة ولا يكون. عليه العذاب ولا قوة إلا بالله).