هل دخان الفحم مضر للحامل، وهل دخان الفحم فقط هو الذي يؤثر على الحامل والجنين؟ سنتعرف على كل ذلك من خلال هذا المقال.
الفحم
الفحم هو صخرة سوداء أو بنية غالبا ما تكون قابلة للاشتعال والاحتراق. ويوجد في الطبقات الأرضية أو الأوردة. ويتكون بشكل أساسي من الكربون، بالإضافة إلى نسب متفاوتة من عناصر أخرى (معظمها الهيدروجين، والكبريت، والأكسجين، والنيتروجين، بالإضافة إلى عناصر أخرى).
دخان الفحم والخشب وأضراره على المرأة الحامل
أظهرت دراسة صينية حديثة أن تعرض النساء الحوامل لتلوث الهواء الناتج عن طرق الطهي التقليدية مثل الفحم والخشب يؤثر على الصحة العقلية للأطفال حديثي الولادة ويزيد من فرص إصابتهم بفرط النشاط.
وأجرى الدراسة باحثون في كلية الصحة العامة بجامعة تشونغشان في الصين، ونشروا نتائجها يوم الأربعاء في المجلة العلمية Journal of Child Psychology and Psychiatry.
وأوضح الباحثون أن الطهي يعد أحد المصادر الرئيسية لتلوث الهواء الداخلي في الصين، لذلك قام الفريق بدراسة آثاره على الصحة العقلية للأطفال الصغار.
وشملت الدراسة 45518 أمًا لأطفال في مدينة شنتشن الصينية بين عامي 2015 و2017.
ووجد الباحثون أن تعرض الأمهات أثناء الحمل لمستويات عالية من الدخان الناتج عن الطهي باستخدام الطرق التقليدية، مثل الحطب والحطب والفحم، ارتبط بزيادة خطر إصابة الأطفال الصغار في سن 3 سنوات بسلوكيات مفرطة النشاط، مقارنة بأطفالهم الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات. أولئك الذين يستخدمون وسائل الطبخ الحديثة، كالكهرباء.
ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بالعدوى يزداد أكثر إذا كانت التهوية سيئة أثناء الطهي في المنزل.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتعرض أكثر من 40 في المائة من سكان العالم، بما في ذلك مليار طفل دون سن 15 عاما، لمستويات عالية من الهواء الداخلي الملوث، الناجم بشكل رئيسي عن الطهي بالفحم والخشب والتقنيات الملوثة.
وأضافت أن عام 2016 شهد ما يقرب من 600 ألف حالة وفاة بين الأطفال دون سن 15 عاما، والتي تعزى إلى الآثار مجتمعة لتلوث الهواء المحيط وتلوث الهواء الداخلي.
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن نحو 17 مليون رضيع حول العالم يتنفسون هواء ساما قد يضر بنمو أدمغتهم.
– الروائح التي يُمنع استنشاقها على الحامل
– المبيدات الحشرية ومبيدات القوارض.
– أنواع الدهانات المختلفة، وكذلك المواد الكيميائية المستخدمة لتخفيف مواد الدهان (عادة ما ترغب الأم في طلاء غرفة الأطفال قبل الولادة).
– تلميع الأثاث الخشبي والأرضيات الباركيه.
– أنواع مختلفة من البخاخات، من المبيدات الحشرية إلى العطور، وكذلك الأبخرة ذات الروائح النفاذة. المواد الكيميائية والمنظفات المختلفة المستخدمة في التنظيف بالمنزل، وخاصة تلك التي نصت على سميتها في تعليمات الاستخدام. يمكنك دائمًا الاعتماد على المواد الطبيعية لتنظيف المنزل، مثل الخل والكربونات – بيكربونات الصوديوم – أو استخدام المنظفات البخارية.
– صبغات الشعر أو المواد الكيميائية المستخدمة لتنعيم الشعر، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل. يمكنك استخدام الحناء كبديل. أما البروتين والكيراتين وغيرها من المواد التي لا يمكن التأكد من آثارها المباشرة وغير المباشرة، فيفضل تجنبها تماماً خلال فترة الحمل.
يجب أن يتم استخدام طلاء الأظافر (المانيكير) ومزيله (الأسيتون) في مكان جيد التهوية.
أثر استنشاق تلك الروائح المحرمة
ويختلف تأثير استنشاق هذه الروائح على المرأة الحامل، من التأثير على تكوين أجهزة جسم الجنين وإحداث تشوهات خلقية، إلى التسبب في الإجهاض أو الولادة المبكرة، وأحيانا الحكم على إصابة الطفل بحساسية الجهاز التنفسي بعد الولادة.
يجب على المرأة الحامل أن تستجيب دائماً لحساسيتها للرائحة خلال فترة الحمل، وأن تحرص على اللجوء إلى البدائل الطبيعية في حياتها اليومية، وذلك لتجنب المواد الكيميائية ذات الروائح القوية قدر الإمكان.
تأثير التلوث على الجنين
أثبت باحثون من جامعة كولومبيا، في دراسة نشرت في المجلة العلمية Jama Psychiatry، أن تلوث الهواء يعيق نمو الجنين. وقد تبين أن تعرض الأجنة في بطن أمهاتهم بكثرة للهيدروكربونات Aromatiques polycycliques له تأثير قوي على دماغهم، ويتجلى ذلك من خلال الاضطراب السلوكي وضعف القدرات الإدراكية.
وراء مصطلح “الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات” هناك جزيئات سامة يمكن أن تخترق المشيمة وتلحق الضرر بدماغ الجنين. وينتج هذا النوع من الجزيئات عن حرق الوقود الأحفوري مثل الخشب والفحم والمواد العضوية مثل التبغ ووقود السيارات.
وأجريت الدراسة على 720 امرأة حامل في مدينة نيويورك لم يدخن ولكن تعرضن للملوثات من خلال جهاز مراقبة الهواء. ثم أجريت دراسة على 40 طفلاً ولدوا لهؤلاء الأمهات بين عامي 1997 و2006. وبعد اختيارهم عشوائياً، تبين أن 20 منهم تعرضوا لكميات صغيرة من الهيدروكربورات العطرية polycycliques أثناء نموهم الجنيني، بينما تعرض الـ 20 الآخرون. إلى نسبة أعلى. ولذلك أظهرت النتائج أن هذه الملوثات تؤثر بشكل مباشر على الدماغ، فتسبب اضطرابات مثل تباطؤ القدرات الفكرية، واضطرابات سلوكية مثل فرط النشاط وقلة الانتباه، والشعور بالضيق الاجتماعي الذي قد يكون سببا في الشعور بالاكتئاب والضيق. أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي وجود انخفاض ملحوظ في سطح المادة البيضاء للدماغ في حالة التعرض للهيدروكربورات Aromatiques polycycliques. وكلما زاد التعرض، انخفضت نسبة المادة البيضاء، وأصبح الطفل أكثر عرضة للاضطرابات السلوكية وتراجع القدرات الفكرية. المادة البيضاء عبارة عن شبكة من الألياف التي تعزز نقل المعلومات بين الخلايا العصبية في المادة الرمادية.
وفي حديث لـ«النهار»، أوضح الدكتور رمزي فينان، رئيس قسم الأمراض النسائية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، أن «التلوث في لبنان أمر لا يمكننا الهروب منه». وتكمن الوقاية في فرض فلتر على عوادم السيارات والمصانع للحد من تلوث الهواء. يمكن لبعض النساء ارتداء الكمامات لتجنب استنشاق الهواء الملوث، لكن هذا قد يخلق بلبلة وحالة من الذعر في البلاد، وهذا لا يحظى بشعبية لدينا”.