مفهوم فلسفة التاريخ

مفهوم فلسفة التاريخ. وسنتحدث أيضًا عن ما هي أهداف فلسفة التاريخ؟ نشأة فلسفة التاريخ وما هي فروع الفلسفة؟ كل هذه المواضيع يمكنك العثور عليها في مقالتنا.

مفهوم فلسفة التاريخ

يمكن تعريف فلسفة التاريخ بأنها دراسة الأسس النظرية للتطبيقات والممارسات والتغيرات الاجتماعية التي تحدث عبر التاريخ. كما يمكن تعريفها بأنها دراسة التاريخ، وهي دراسة عقلية نقدية ترفض كل الخرافات وتنقي التاريخ من الخرافات والقصص والمبالغات وكل رواية غير مقبولة عقلانيا أو يحتمل الشك فيها. وهو فرع وهو فرع من فروع الفلسفة يهتم بدراسة التاريخ من منظور فلسفي. ومن أشهر الفلاسفة الذين أبدوا اهتماماً بهذا المصطلح: ابن خلدون، والفيلسوف هيجل، وميشيل فوكو.

ما هي أهداف فلسفة التاريخ؟

1- الأهداف التفسيرية:

ويلجأ المؤرخ العادي إلى الاستدلال، لكنه يتغير باستمرار في استنتاجه لأسباب حدث جزئي أو محدد، فيظل بالتالي ملتزما بأطر التاريخ أو فئاته. أما فيلسوف التاريخ فهو يختزل الأسباب والأسباب الجزئية للأحداث الفردية إلى سبب أو سببين، أو قد تتزايد، وفق تقييم يفسر على ضوئه التاريخ العالمي. وقد يتطلب ذلك منه إعادة تشكيل حقائق التاريخ ليقدم منها صوراً ذهنية.
2- الأهداف العامة :

تبدو أحداث التاريخ للفيلسوف متفرقة، لا صلة بينها، وهي أكوام متراكمة بعضها فوق بعض. ولذلك فهو يرفض أن يكون التاريخ عبارة عن فوضى من الأحداث والمصادفات والكوارث التي تتوالى، تتخللها ومضات قصيرة من السعادة. ويسعى الفيلسوف إلى الوحدة العضوية بين هذه الأجزاء، إذ أن النقطة التي تبدأ بها فلسفة التاريخ تبدأ بتكامل الأجزاء وترابط الحقائق، فكل ذلك يشكل ما يسمى بالتاريخ العالمي. ولذلك فإن فلسفة التاريخ لا تتوقف عند عصر معين ولا تقتصر أيضا على مجتمع معين، بل تشمل العالم كله في إطار واحد يربط بين الماضي والحاضر يدون فيه الفيلسوف نظريته، وفلسفته. وقد يمتد التفسير إلى المستقبل أيضًا.
3- واقع الإنسانية ومستقبلها:

وهو جوهر الأهداف التي تدعو إليها فلسفة التاريخ. وكان للتطور الذي شهدته فلسفة العلم نتائج مهمة في كثير من مجالات المعرفة. وكانت القضية الأكثر إثارة هي رفض مفهوم الحقيقة المطلقة وصعود مفهوم الحقيقة النسبية. إن تأثير هذا التطور العلمي على العلوم الإنسانية فاق كل الأبعاد التي يمكن تصورها. وفي الفلسفة، أصبحت القضايا الفلسفية المتعلقة بمعنى الحياة، مثل السعادة والحرية، خاضعة للفهم الإنساني الذي قد يصل إلى درجة التناقص، تبعا للانتماء الاجتماعي أو السياسي، الأمر الذي أصبح من المستحيل القول عن إمكانية حدوثه. وجود فلسفة اجتماعية واحدة.

ظهور فلسفة التاريخ

إن ما دفع الإنسان إلى الفلسفة هو طبيعته الفطرية العميقة، وحب الفضول والبحث في أصول الأشياء، وأسبابها، وعلاقتها ببعضها البعض. وليس هناك دافع أقوى من هذه الفطرة التي يرتبط نموها بنمو العقل البشري. ولا يمكن لهذه الفطرة إلا أن تشجعه على التبصر في حقائق هذا الوجود. واعتبر أساس هذه الحياة، فالإنسان يستشعر الجهل في نفسه، فيشك وينظر ويفكر، ثم يسخر كل ما حققه ليعمل به في الحياة العملية. لكن إذا استخدمنا كلمة الفيلسوف بعناية، فسنرى أنها لا تنطبق على من ينظر إلى الشيء، ويتأمله، ويشك فيه، ويفحصه، ثم يرى فيه رأيًا يؤمن به ويلتزم به. ليس كل من يرسم على زاوية الورقة يصبح رساما، ولا من يصلح باب بيته المكسور يصبح نجارا. والرسام أو النجار هو من اتخذ هذا العمل حرفة له في حياته بعد مثابرة منحته المرونة والبراعة، إضافة إلى التعليم الأكاديمي الذي وحده لن يقدمه. الجهد أو الوقت في اكتساب المهارة.

ما هي فروع الفلسفة؟

1- الميتافيزيقا

يدرس الميتافيزيقيون أنواع الكيانات الموجودة في هذا العالم، وطبيعة العناصر التي يتكون منها العالم، وكذلك طريقة حدوث الأشياء وارتباطها ببعضها البعض.
2- القيم

وهنا يدرس فلاسفة القيم الأخلاق والسياسة والفنون، من بين مواضيع أخرى كثيرة. على سبيل المثال، ما الذي يجعل بعض الإجراءات خاطئة؟ أو كيف نحدد إذا كان الشخص جيدًا أم لا؟ أو ما الذي يجعل مجتمعاً معيناً مجرد…الخ.
هناك العديد من الفروع الثانوية الأخرى التي تتفرع من هذه الفروع الأربعة للفلسفة. أما مجالات المعرفة الأخرى، مثل العلوم والفنون والآداب والأديان، فلها فلسفتها الخاصة المرتبطة بها. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المناقشات الفلسفية الفريدة حول مجموعات سكانية أو مجتمعات محددة، مثل الفلسفة النسوية، والفلسفة الأفريقية، وغيرها.
ومن هنا نجد أن الفلسفة عالم واسع متداخل مع كثير من العلوم والمجالات الأخرى، وهذا ليس بغريب. إذا كنت تريد أن تفهم الوجود كله، فسوف تحتاج حتماً إلى الاستعانة بكل شيء في هذا الوجود لتحقيق هدفك.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً