سيرة حياة الحجاج بن يوسف الثقفي

إليكم سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي. وسنتعرف أيضًا على صفات الحجاج بن يوسف الثقفي، وجرائم الحجاج بن يوسف الثقفي، وماذا قال الإمام الشافعي عن الحجاج بن يوسف الثقفي؟ كل ذلك في هذا المقال.

سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي

سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي
سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي

نشأته وتألقه:

ولد الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 40 هـ (660 م) بالطائف ونشأ بها.
اشتهر بالذكاء والفطنة منذ صغره، وتعلم الفقه واللغة العربية.
انتقل إلى بلاد الشام في شبابه، حيث برز في المجال العسكري والسياسي.

خدمته في الدولة الأموية:

ولفت الحجاج انتباه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بذكائه وحنكته، وكلفه بمهام عسكرية وسياسية مهمة.
وكان له دور كبير في قمع ثورة عبد الله بن الزبير، وقتله سنة 73هـ (712م).
وعين الحجاج واليا على العراق سنة 69 هـ (708 م)، حيث اشتهر بسلطته القوية وحكمه الصارم.
واستطاع الحجاج بسط نفوذ الدولة الأموية في العراق، وقمع العديد من الثورات ضدها.
وعرف الحجاج بقسوة شخصيته وظلمه وقسوته، حيث سفك دماء كثيرة.
وقد حقق الحجاج العديد من الإنجازات الإدارية والعمرانية، مثل بناء مدينة واسط.

وفاته:

توفي الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 95 هـ (714 م) بواسط، عن عمر يناهز 54 سنة.

أعمال الحجاج:

ويعتبر الحجاج من أهم الشخصيات في تاريخ الدولة الأموية، إذ كان له دور كبير في إرساء أسسها.
واشتهر الحجاج بشخصيته القوية وحكمه الصارم، وبإنجازاته الإدارية والعمرانية العديدة.
ويعتبر الحجاج شخصية مثيرة للجدل، إذ يراه البعض ظالما قاسيا، فيما يراه آخرون قائدا ناجحا له العديد من الإنجازات.

خصائص الحجاج بن يوسف الثقفي

خصائص الحجاج بن يوسف الثقفي
خصائص الحجاج بن يوسف الثقفي

الصفات الجسدية:

وكان الحجاج رجلاً طويل القامة، كبير الجسم، عريض الصدر، عظيم الرأس، كث اللحية، كأنه أحد جبال الحجاز.
وكان وجهه عريضا، وعيناه منتفختين، وكان شعره كثيفا كثيفا.
وكان صوته عاليا وقويا، وله هيبة وجلالة.

الصفات الشخصية:

كان الحجاج رجلاً شديد الذكاء والفطنة، ودهاءً وماكرًا، وكان يتمتع بفطنة سياسية كبيرة.
وكان شجاعاً شجاعاً، لا يخاف الموت، ولا يلين في وجه العدو.
كان يتمتع بإصرار قوي وإرادة قوية، ولن يتراجع عن قراره مهما واجهته من صعوبات.
كان يتمتع بشخصية قوية مسيطرة، تفرض هيبتها على من حولها.
لقد كان قويًا وقويًا للغاية، ولم يرحم أي شخص يعارضه.
وكان حاد اللسان، وفصاحة، وبلاغة. أقنع بما قال وترهّب بلسانه.

الصفات الدينية:

وكان الحجاج رجل دين، حافظاً للقرآن الكريم، مكرماً أهل العلم والفضل.
ووضع الحدود الشرعية وطبقها على الحرف، حتى لقب بـ«صاحب الشرط».
وكان شديد الاهتمام بالحج والبيت الحرام، وبنى منشآت كثيرة بمكة.

الصفات الأخلاقية:

لقد كان الحجاج رجلاً قاسياً ظالماً متعطشاً للدماء، لا يتردد في قتل الأبرياء.
واتهم بالفساد وجمع الأموال بشكل غير قانوني.
وكان يبغض أهل البيت ويعاديهم.
وكان متعصباً لقبيلته، ويفضلها على القبائل الأخرى.

الحجاج بن يوسف الثقفي في التاريخ

الحجاج بن يوسف الثقفي في التاريخ
الحجاج بن يوسف الثقفي في التاريخ

اختلف المؤرخون القدماء والمعاصرون في شخصية الحجاج بن يوسف، بين الثناء عليه والإدانة، وبين تأييد ومعارضة سياسته، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره الذي كان مشحونا بالفتن والاضطرابات، ولجوء خصوم الدولة إليه. إن استخدام السيف في التعبير عن معارضتهم لسياسته، أمر محفوف بالمزالق، ويؤدي إلى نتيجة موضوعية بعيدة كل البعد عن الصدق والنزاهة. .

ولا يجادل أحد في أنه اتبع نهجا مبالغا فيه في الحزم، وبالغ في قتل المتمردين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه معظم المؤرخين. لكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والاضطرابات التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.

ويقف ابن كثير في طليعة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج. ويقول: «إن أعظم عتاب الحجاج وأصحه هو سفك الدماء، وكفى به عقوبة من الله. كان حريصاً على الجهاد وفتح البلاد، وكان كريماً في إعطاء الأموال لأهل القرآن. وكان يتصدق بالقرآن كثيراً، فلما مات لم يترك على ما يقال إلا ثلاثمائة درهم».

وقد تطورت دراسات تاريخية عن الحجاج، وكان بعضها عبارة عن أطروحات علمية حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التي طغت معالمها وخصائصها تحت ركام العديد من الروايات التاريخية. توفي الحجاج بمدينة واسط في (21 رمضان 95هـ = 9 يونيو 714م).

إنجازات الحجاج بن يوسف الثقفي

إنجازات الحجاج بن يوسف الثقفي
إنجازات الحجاج بن يوسف الثقفي

ومن إنجازات الحجاج أنه قام بالعديد من الإصلاحات خلال فترة وجوده في العراق. وشملت الإصلاحات مختلف جوانب الحياة الصحية والاجتماعية والإدارية. ساعد في تعريب الديوان، وإصلاح العملة، ورعاية المزارعين، وإصلاح الأراضي الزراعية، وتوفير الحيوانات التي تقوم بالحراثة لدعم المزارعين وتشجيعهم. لمواصلة الزراعة. أمر الحجاج بقتل الكلاب الضالة، ومنع الغائط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمر، وأمر بعدم البكاء على الموتى في البيوت، وبنى الجسور على الأنهار في العراق، وأنشأ صهاريج لتخزين مياه الأمطار بالقرب من البصرة بهدف ذلك. توفير المياه للقوافل المارة. كما أمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للعابرين، وفي سنة 83هـ، أي 702م، بدأ ببناء مدينة واسط بين البصرة والكوفة. واستمر في بنائه ثلاث سنوات، ولما انتهى جعله مقراً لحكمه.

وقد اهتم الحجاج بترقيم الحروف في القرآن الكريم، ووضع العلامات النحوية على كلماته. وأمر أن يقوم بهذه المهمة نصر بن عاصم، الذي نسبت إليه عملية تقسيم القرآن، حيث وضع علامات تدل على نصف القرآن، وثلثه، وربعه، وفضل أن يعتمد الناس قراءة واحدة للقرآن، ثم اعتمدوا قراءة عثمان بن عفان، كما قام بتأليف مصاحف كثيرة وأرسلها إلى بلدان مختلفة، وقد حرص الحجاج على اختياره. ولخدمه وعماله كان يختارهم من ذوي المؤهلات والقدرات العالية، وكان يراقب عملهم باستمرار ويمنعهم من تجاوز الناس.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً