وهذا حكم الصلاة إلى غير القبلة جهلاً. وسنتعرف أيضًا على حكم الصلاة إلى غير القبلة للمسافر، وحكم من اكتشف خطأ اتجاه القبلة بعد الصلاة، وهل تجوز الصلاة إلى غير القبلة؟ اتجاه القبلة للمريض. كل ذلك سنتعرف عليه في هذا المقال.
حكم الصلاة إلى غير القبلة جهلاً
وذهب فقهاء الحنفية إلى أن صلاة من أخطأ في اتجاه القبلة صحيحة، ولا يجب عليه إعادتها إذا اجتهد وأدى جهده إلى تلك الجهة. أما إذا صلى بغير اجتهاد أو تمكن من السؤال عن اتجاه القبلة ولم يفعل، فإنه يجب عليه إعادته. وجاء في الاختيار أنه قال: إذا شك في الاتجاه ولم يكن له من يسأل اجتهد وصلى، ولا يعيده وإن أخطأ. ولما روي أن جماعة من الصحابة ارتابوا في اتجاه القبلة في ليلة مظلمة، فصلى كل واحد منهم في اتجاه واحد وكتب بين يديه خطا. فلما أصبحوا وجدوا الخطوط غير القبلة، فأخبروا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: تمت صلاتكم. وفي رواية: ولا حاجة إلى إعادته. لأنه يجب عليهم الذهاب إلى جهة التحقيق؛ وبما أن الفريضة على قدر الاستطاعة… قال: إذا صلى بغير اجتهاد وأخطأ أعادها. وكذلك إذا كان له من يسأله لم يسأله، لأنه أهمل واجب إقامة الدليل بالتحقيق والسؤال. انتهيت.
وعند المالكية من صلى إلى غير القبلة مجتهداً فلا إعادة عليه، بل يستحب له في حينه. قال في الشرح الكبير: وإذا تبين الخطأ بعد ذلك، أي بعد الانتهاء من الصلاة، أعاد الندبة لمن يقطع إذا رآه فيها، وكان على بصيرة وبصيرة. منحرف كثير في ذلك الوقت، وليس من لا يجب عليه قطعه، وهو أعمى تماما، والبصير منحرف قليلا. انتهيت.
وأما الشافعية فيجب عليهم القضاء في كل حال ما دام الخطأ ظاهرا. قال النووي في المنهاج: ومن صلى مجتهدا أيقن بالخطأ حكم على ما هو ظاهر، فإذا تيقنه وجب عليه استئنافه. انتهيت.
وأما الحنابلة ففرقوا بين العيش والسفر، وأوجبوا على من أخطأ في اتجاه القبلة أن يكرر في حال إقامته، على ما هو صحيح عندهم. قال في الإنصاف: الصحيح من المذهب أن البصير إذا صلى في المدينة وكان إعادتها مكروه عليه وعلى الصحابة، وعنه لا يعيدها إذا كان على أساس. على الاجتهاد. واستدل أحمد بقضية أهل قباء، وذكر أن ابن الزغوني روى حديثا أنه يجب أن يجتهد ولو في المدينة. انتهيت.
إذا كنت تعرف مذاهب الأئمة في هذه المسألة، فإذا صليت إلى غير القبلة مع الاجتهاد، فلا تلزمك إعادتها عند كثير من أهل العلم، وتلزمك إعادتها عند كثير منهم. طالما أن الخطأ قد اتضح لك، كما وضحنا سابقاً.
أما إذا كنت مقصرا في اجتهادك أو في طلب الأمانة، فلا شك أن إعادتك واجبة عليك. وكل هذا صحيح إلا إذا كان انحرافك عن القبلة انحرافاً بسيطاً لا يخرج عن اتجاه الكعبة. وإلا فإن كان الانحراف يسيرا فإن صلاتك صحيحة عند جمهور العلماء.
حكم الصلاة إلى غير القبلة بالنسبة للمسافر
وإذا كان مسافراً فله أن يصلي على البهيمة في صلاة التطوع، والفريضة إذا دعت الحاجة. أما في صلاة النافلة فله أن يصليها في السفر وفي المدينة…. وأما الفريضة فلا، يجب عليه أن يقوم ويستقبل القبلة إلا في حالة الضرورة، كالسيل الغزير والمطر على أعلى منه. يصلي على الحيوان. ويستقبل القبلة بالإشارة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
س: الاستلام واجب؟
الشيخ: واجب في الصلوات المفروضة. وأما صلاة التطوع فيصلي في اتجاه سفره. وفي صلاة التطوع على دابته أو سيارته في اتجاه السفر، وإذا أحرم مستقبل القبلة فالأفضل ثم يستقبل اتجاه السفر. وقال أنس: «إذا حضر وقت التطوع استقبل القبلة، ثم استقبل اتجاه سفره». » هذا أفضل، وإذا صلى في اتجاه سفره مطلقاً، ولو في أول الإحرام، فلا بأس، كما قال عامر بن ربيعة وغيره، وأنس وغيره، روا ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم يسير في اتجاه سفره صلى الله عليه وسلم، يعني في صلاة التطوع.
وأما الصلاة المكتوبة فينزل على الأرض ويستقبل القبلة فيركع ويسجد. لكن عند الضرورة في الفريضة فلا بأس أن يصلي على الجبل، مستقبل القبلة، ويوقف الإبل إذا عجز عن النزول. فهذا مثل المطر الذي تجري الأرض من تحته، وكالمريض المقيد إلى دابة لا يستطيع النزول، سواء كان مريضًا أو خائفًا. فإذا نزل خاف؛ يصلي على دابة متوجهة إلى القبلة.
حكم من اكتشف أنه أخطأ في استقبال القبلة بعد الصلاة
فإذا تبين الخطأ بعد ذلك، أي بعد الانتهاء من الصلاة، أعاد ندب القاطع إذا رآه فيها، وهو بصير ومنحرف كثير في ذلك الوقت، وليس من ليس كذلك. مضطراً إلى القطع، وهو أعمى تماماً، والبصر منحرف قليلاً. انتهيت. وأما الشافعية فيجب عليهم القضاء في كل حال ما دام الخطأ ظاهرا.
هل تجوز الصلاة إلى غير القبلة للمريض؟
إذا دخل وقت الصلاة للمريض وهو غير قادر على استقبال القبلة بنفسه أو بمساعدة أحد، وشق عليه ذلك، فله أن يصلي على حاله، ولو كان ذلك. ولا يستقبل القبلة، ولا يجب عليه الإعادة، كما هو مذهب الحنفية والحنابلة. والله تعالى أعلم.
هل يجوز تغيير القبلة أثناء الصلاة؟
فإذا اجتهد المصلي في معرفة اتجاه القبلة إذا كان عنده علم بأدلتها، أو اعتمد في ذلك على عالم عادل لأنه ليس من أهل الاجتهاد، ثم أدرك أثناء الصلاة صلاة أنه أخطأ في اتجاه القبلة أو غلب على ظنه، ثم توجه إلى القبلة وصلاته صحيحة، هكذا في المبسوط. من أجل المتعة وهو حنفي: أما إذا كان يصلي في الاتجاه الذي قاده إليه اجتهاده، وتبين له أنه أخطأ، فإنه يجب عليه أن يتجه إلى اتجاه الكعبة ويبني على صلاته، لأنه إذا تبين له بعد الانتهاء ، فلا يجب عليه أن يعيده. وكذلك إذا تبين له أثناء الصلاة. انتهيت.
وكذلك عند الحنابلة يتجه إلى جهة القبلة، وعند المالكية فإنه يستقبل القبلة أيضاً إذا كان أعمى أو انحرف قليلاً، ويترك الصلاة إذا لم يكن أعمى شديد الانحراف.