مقال عن إتقان العمل وأهمية العمل في حياتنا ودور العمل في بناء المجتمع من خلال هذه السطور التالية.
الوظيفة
العمل هو الطاقة أو الجهد الحركي أو الفكري الذي يبذله الإنسان في سبيل الحصول أو إنتاج ما يؤدي إلى إشباع حاجة طبيعية معينة من السلع والخدمات التي يساهم الجهد البشري في خلقها أيضاً.
وقد يكون هذا الإنتاج سلعة، أو قد يكون خدمة. ويتجسد تكييف الطاقة في إنتاج السلع والخدمات. فالطبيب والنجار والعامل والحمال كل منهم يكيف طاقته البشرية من أجل إشباع حاجة معينة، لأن العمل جهد، أو قوة إنسانية تتفاعل مع عناصر أولية مختلفة من أجل توفير سلعة مادية، أو إشباع حاجة. حاجة فكرية. أو نفسية، مثل بعض الضروريات مثل شراء قميص وكتاب، واستخدام العلاج الطبي، وقراءة قصيدة، ومتابعة برنامج إذاعي وتلفزيوني.
أهمية العمل في الحياة
العمل مفيد للصحة، ويساعد على بناء الثقة واحترام الذات، بالإضافة إلى جعل الإنسان مستقلاً مالياً. للعمل أهمية كبيرة في الحياة، وذلك على النحو التالي:
العمل له فوائد صحية. فالأشخاص الذين يعملون هم أكثر سعادة وصحة من أولئك الذين ليس لديهم وظيفة، ويتمتعون بصحة بدنية وعقلية أفضل بشكل عام، وهم أقل عرضة للإصابة بالمرض والإعاقة على المدى الطويل.
العمل يُبقي الإنسان مشغولاً، ويأخذ الكثير من وقت الفراغ، ويوفر سبلاً لتطوير الذات.
العمل يسبب مشاعر الفخر والإنجاز والرضا عن النفس.
تمكن الإنسان من الاختلاط بالآخرين والتعرف عليهم والتواصل معهم.
يقدم الدعم المالي.
أهمية إتقان العمل
يحتاج كل إنسان إلى العمل في حياته من أجل كسب لقمة العيش وتوفير احتياجاته الأساسية واحتياجات أسرته من المأكل والمشرب والمسكن والملبس. لا يمكن الاستغناء عن العمل، وكل فرد يؤدي عمله في مجال تخصصه، ولكن ليس كل فرد يتقن أداء عمله كما ينبغي، لذا فإن إتقان العمل أمر في غاية الأهمية. وهو ما يجب على كل فرد أن يلتزم به ابتغاء مرضاة الله تعالى. أولاً: أمرنا بذلك، كما أوصانا به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». “.
إن إتقان العمل يوفر الكثير من الوقت والجهد الذي قد يضيع في إصلاح بعض الأمور التي تنتج عن الإهمال في العمل. كما أنه يؤدي إلى الصالح العام للناس، ويقود المجتمع إلى طريق النجاح والتقدم. وقد يؤدي أيضًا إلى رفع الدخل القومي من خلال تصدير منتج جيد وجيد الصنع، وهو بالطبع يحظى بشعبية كبيرة في كل مكان.
مقال عن إتقان العمل
وهذا هو الحديث العظيم الذي رواه البيهقي: (إلا أن هذا لا ينفع الميت ولا يضره، ولكن الله يحب من عمل صالحاً إذا عمله) وبلفظ: (إن الله يحب ذلك إذا عمل) من عمل عملاً فليحسنه) رواه البيهقي في السنن، وقال الألباني: حسن. في صحيح الجامع الصغير .
فانظر إلى هذا التوجيه النبوي الكريم لإتقان العمل حتى في تسوية القبر، وهو ما لا ينفع فيه الميت، وإنما هو الإرشاد التربوي الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا في كل عمل نقوم به أو نكلف به.
شريعتنا الإسلامية تحثنا على التفوق والتميز في عملنا وتأمرنا بالابتعاد عن الغفلة والتقصير، وأن يعرض عملنا على الخالق سبحانه وتقدس: ((وقل اعملوا وقل اعملوا)) فيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).
قال ابن كثير وغيره: قال مجاهد: وهذا وعد -يعني من الله عز وجل- لمن يخالف أوامره أن تعرض أعمالهم عليه وعلى الرسول وعلى المؤمنين، وهذا لا بد أن يكون يوم القيامة. يوم القيامة، وهذا قد يظهر للناس في الدنيا، والرؤية هنا تشمل العلمي والبصري.
يجب علينا أن نراقب الله في أعمالنا وفي جميع شؤوننا، وإذا التزمنا بعمل ما، يجب أن نقوم به إلى أقصى حد يحبه الله ويحبه خلقه، ويجب ألا ندخل عملاً آخر في عملنا قبل الانتهاء منه. لعملنا الحالي ما لم يتم الانتهاء منه أو لا يتعارض معه.
تضارب الأفعال والازدواجية يؤديان إلى السقوط والفشل، وهذا لا يؤدي إلا إلى التعب الجسدي.
ولا يخفى على الجميع أن العمل بدون إتقان لا ينفع من يفعله، ولا ينتفع به، ويعود على من فعله.
ولنا مثل في حديث المخطئ في صلاته: “ارجع فصل فإنك لم تصل”.
خاتمة:
الكمال صفة إسلامية، ونحن كمسلمين مطالبون بالكمال في كل عبادة أو سلوك أو حياة ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)). )[الأنعام:162].
إن إتقان وظيفة واحدة تتفوق فيها أفضل من القيام بعدة أعمال مرئية للجميع وقد تصنفك على أنك فاشل.
فالإتقان إذن صفة أساسية ووصف ملحق بجميع الأعمال الصالحة التي أمر بها الشرع.
تخيل معي مجتمعاً أتقن أفراده مسؤولياتهم، حتى أدى الحاكم حقوق الرعية، وقام القائمون على العمل بحقوق الناس، وأدى الحرفي عمله بدقة، والمشرف أدى عمله بإخلاص وأدى القاضي عمله دون تحيز لربه. وتخيل معي حالة هذا المجتمع النظيف مع إتقان عمله.
ومن جهة أخرى، انظر معي إلى صورة الكثير من مجتمعاتنا، التي انتشر فيها الإهمال والتغاضي عن الحقوق والواجبات، وأصبح البعض يلقي عمله على عاتق الآخرين، ويفكر الموظف كيف سيكون يوم عمله. النهاية، سواء أحسن العمل أم قصر، والعمال متكاسلون في أداء مهامهم والمسؤولون مقصرون في أدوارهم… فأي مجتمع أنت؟ يرى؟! إنه مجتمع هش يتآكل من الداخل وسرعان ما ينهار.
إن الإتقان في العمل وتحمل المسؤولية قيمة تربوية وأساس نفسي مؤثر، يبني على أساسه الإنسان المسلم منذ بداية حياته ليكون نشيطاً ومؤثراً وناجحاً. ويترك العجز والكسل والخمول والخمول، ويسير بفعالية فعالة في مختلف المجالات.