فوائد العمل

سنتعرف في هذا المقال على فوائد العمل، كما سنتعرف على أهمية العمل في حياتنا وأهم خصائصه.

الوظيفة

العمل هو الجهد المبذول في عمل معين ويقوم به الإنسان، وينتج عن ذلك كله منتج معين يحقق مصالح شخصية أو مصالح عامة تساهم في تلبية احتياجات الناس. وقد حث الإسلام العظيم، من هذا المنطلق، على العمل والسعي إلى عمل يكسب الإنسان رزقاً يساهم في توفير الحياة. إنه كرم لصاحب العمل وعائلته. وقد شجع الإسلام هذا الأمر بشكل كبير جداً، حيث أكد على ضرورة السير في هذا الجانب بالخروج إلى الأرض بحثاً عن الرزق.

مستويات العمل

ويمكن التمييز بين عمل وآخر من حيث مستواه وذلك من عدة جوانب:
يتطلب العمل جهدا أو طاقة مستهلكة، والمقارنة من هذا المنطلق هي أنه إذا تساوت الشروط الأخرى بين وظيفتين وكانت الأولى تتطلب طاقة أكثر من الثانية، فإن الأولى تكون بمستوى أعلى.
العمل يتطلب الاستعداد، كما يتطلب قدرات الفرد. وإذا تساوت الشروط الأخرى بين وظيفتين وكانت الأولى تتطلب قدرات أعلى وتدريباً أطول في المدة، فإن الأولى تكون بمستوى أعلى من الثانية.
يؤدي العمل إلى نتائج معينة أو يؤدي إلى نتائج معينة. وإذا تساوت الشروط الأخرى بين عملين وأعطى الأول نتائج تفوق قيمتها قيمة نتائج الآخر، فإن الأول يكون بمستوى أعلى.
أن يكون للعمل دخل أو أجر أو راتب معين يدل على مستوى العمل.

أهمية العمل في حياة الإنسان والمجتمع

يحتل العمل مكانة هامة في حياة الإنسان، فهو مجال نشاطه المنتظم الإنتاجي. وهو مجال أساسي بعد المدرسة تظهر فيه قدرات الفرد وكفاءاته ومهاراته. وقد يكون المصدر الرئيسي الذي يحصل من خلاله على الموارد اللازمة للإنفاق على معيشته. العمل في البيئة التي يعيش فيها يشكل جزءاً من حياته. ومن ثم، يحتل العمل مكانة مهمة في حياة الإنسان. العمل هو المجال الذي يلتقي فيه الفرد مع الآخرين كنوع من العلاقة الاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العمل يضع الفرد في مستوى اجتماعي واقتصادي معين. ومما يزيد من أهمية العمل في حياة الفرد أنه قد يكون مصدر سعادته أو شقائه، إذا كان العمل متناسباً مع قدراته. ميوله وآماله هي مصدر سعادة بالنسبة له، أما إذا وجد تنافراً بين العمل وقدرات الفرد وآماله وميوله وطموحاته، فهي مصدر تعاسته.
العمل هو الوسيلة التي تلبي احتياجات المجتمع من جهة، والمستهلك الفردي من جهة، والمنتج من جهة أخرى، ولذلك يجب أن ينتظم الأفراد في العمل الضروري للمجتمع.
ولهذا السبب تهتم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بالبحث عن جدوى العمل في مختلف المجالات. العلوم التي تهتم بالعمل كثيرة ومتنوعة، مثل علم النفس، وعلم وظائف الأعضاء، والطب، والهندسة، والاقتصاد، والقانون، وعلم الاجتماع. ويتزايد هذا الاهتمام مع تطور الحياة البشرية وتعقيدها، ومن ثم تطور ظروف العمل ومتطلباته وتعقيده.

فوائد العمل

للعمل فوائد كثيرة تعود بالنفع والتطور والتقدم على المجتمع والفرد. وفيما يلي أبرز فوائد العمل:
– تحقيق الاعتماد على الذات، وتوفير الاحتياجات الخاصة والرغبات المختلفة، وحماية النفس من الفقر والمشقة.
-اكتساب المهارات؛ مثل: مهارة الحوار والاستماع للآخرين ومجاملتهم، مما يقرب أفراد المجتمع من بعضهم البعض.
-تحسن الحالة النفسية للفرد؛ لأن العامل الفرد يشعر بدوره في الإنتاج وأنه لا يعتمد على أحد.
– المساعدة على تحقيق الأهداف بالرغم من الجهد المبذول لتحقيق الأهداف والشعور بقيمتها.
– ملء الفراغ مما يحمي الإنسان من المشاكل التي قد تحدث بسبب الفراغ.
– استغلال الطاقات وتنميتها، إذ أن لدى بعض الأشخاص طاقات كبيرة قد تفيد الجميع.
– تنمية المجتمع وزيادة قوته مما ينشط مختلف المجالات.
– نشر القيم والأخلاق بين الناس لأنه يؤدي إلى التعاون بين الناس وتعزيز روح العمل ضمن الفريق الواحد، بالإضافة إلى تحقيق التكافل والتكامل بينهم.
– خفض معدلات البطالة بين أفراد المجتمع والحد من المشاكل المجتمعية التي تنتج عن البطالة.
– زيادة قدرة البلاد على الإنتاج مما يشبع احتياجاتها ويجعلها مكتفية بما لديها ولا تحتاج إلى مساعدات من الدول الأخرى، وبالتالي زيادة قوتها ومكانتها أمام الدول الأخرى.
– زيادة القدرات العسكرية للدولة. لأن النشاط الاقتصادي يساهم بشكل كبير في زيادة القدرة على تصنيع وشراء الأسلحة.

الإسلام ونظرته إلى العمل

بعض الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي حثت على قيمة تعمير الأرض بالعمل، مثل قول الله تعالى في سورة الجمعة: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من الفضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون.
وهو أمر مباشر من الله تعالى بضرورة العمل حتى بعد أداء الصلوات والعبادات المختلفة، وأن لكل منها وقتها الخاص.
إن أحد الأهداف النبيلة للشريعة الإسلامية هو الحفاظ على المال، وهنا نفهم منه ضرورة كسب المال والبحث عن الرزق الحلال بشتى الطرق من خلال العمل والبحث في الأرض.
يعتبر الإسلام العمل قيمة للإنسان، وهو من أعلى القيم لأنه جزء من عمارة الأرض ودرء الشرور ونحو ذلك.
لقد حث الإسلام على عدم التبعية والتبعية والاعتماد على الآخرين، بل من أفضل الأمور الاعتماد على النفس وضرورة كسب الرزق عن طريق يد الإنسان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى على العمال وقال مرة لصاحبي الجليل إن هذه يد يحبها الله ورسوله.
إن تنمية المجتمع بمختلف مجالاته من الأمور التي يسعى إليها الإسلام الحنيف، وذلك بتشجيع العمل والعمال وعدم الاعتماد على الدول الأخرى. يجب على كل دولة أن تتحكم في مواردها الخاصة وأن يعمل مواطنوها على النهوض ببلادهم وعدم الاعتماد على الدول الأخرى في الغذاء والملبس.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً