وسنتعرف في هذا المقال على مكونات المجتمع المدني، كما سنتعرف على أهم خصائص المجتمع المدني.
مجمع مدني
يشمل المجتمع المدني مجموعة واسعة من المنظمات غير الحكومية وغير الربحية التي لها حضور في الحياة العامة وتعبر عن اهتمامات وقيم أعضائها أو غيرهم، على أساس اعتبارات أخلاقية أو ثقافية أو سياسية أو علمية أو دينية أو خيرية. .
المجتمع المدني والاقتصاد
ولا يقتصر المجتمع المدني على التطوع الفردي فقط بهدف تحقيق منفعة اجتماعية للناس أو تكوين اتحادات مع أشخاص يشاركون في ممارسة رياضة أو هواية مشتركة في أوقات فراغهم، بل يشمل أيضاً حرية تأسيس الشركات والمؤسسات الخاصة التجارة أو الإنتاج الصناعي. ومع تزايد الشركات المساهمة التي ينشئها الناس، تزداد فرص العمل، ويقل العبء على الدولة في توفير العمل لكل مواطن، ويتيح للحكومة الاهتمام بالتعليم من المرحلة الابتدائية إلى الدراسة الجامعية والتأهيل الجيد للخريجين. الشباب حتى يتمكنوا بعد ذلك من المشاركة بفعالية في الإنتاج. ومن واجبات الدولة بناء البنية التحتية، على سبيل المثال، الاهتمام بالنقل وإدارة السكك الحديدية والبريد. المجتمع المدني هو تضامن اجتماعي يشمل الجميع، بما في ذلك الرابطة بين صاحب العمل والعمال. يحق للدولة وجهازها التشريعي إصدار القوانين التي تحدد علاقة صاحب العمل بالعامل والعمال، كما تصدر القوانين المتعلقة بالتأمين الصحي للعمال والموظفين.
مكونات المجتمع المدني
وينقسم المحللون السياسيون -في هذا الصدد- إلى فريقين:
المجموعة الأولى: ترى أن المجتمع المدني هو كافة المؤسسات غير الحكومية التي ترغب في بناء المجتمع وتطويره. أما المجموعة الثانية فيشمل تعريفها جميع أشكال المشاركة التطوعية، سواء كانت عامة أو خاصة، سياسية أو غير سياسية، اجتماعية أو ثقافية. وهذا التعريف -في رأيي- هو الأقرب إلى الواقع، خاصة في المجتمعات النامية مثل مجتمعنا الليبي، الذي يحتاج إلى كل عمل جماعي بناء. ولعل أهم المؤسسات الاجتماعية في مجتمعنا الليبي والتي سيكون لها دور مهم في ترشيد وتطوير المجتمع المدني هي ما يلي:
أ) النقابات المهنية مثل النقابات العمالية واتحادات الطلاب والأطباء والمحامين والنقابات النسائية وغيرها.)
ب) الأندية الرياضية والاجتماعية.
ت) القبائل: للقبيلة في ليبيا تعريفان. وفي الشرق يتم تعريف القبيلة عادة على أساس القرابة والنسب، مثل (قبيلة البراسة) أو (قبيلة العبيدات). لكن في معظم المنطقة الغربية من ليبيا، يغلب على تعريف القبيلة البعد الجغرافي، مثل يقال “قبيلة قصر حمد” في مدينة مصراتة. وهذه القبيلة مرتبطة بالمنطقة وليس بنسب أو نسب.. والقبيلة -بغض النظر عن تعريفها- لها دور. وهي مهمة اجتماعيا وسياسيا، ويمكن أن تلعب دورا رائدا إذا تم توظيفها بشكل مناسب والاعتراف بها ضمن الإطار السياسي للدولة.
د) أما المؤسسة الرابعة التي ستلعب دوراً مهماً في بناء المجتمع المدني، فهي “المسجد”. وهنا أذكر مصطلح “المسجد” بدلاً من “المسجد”، لأن المسجد هو المفهوم الأشمل والأعم ودوره أكثر من مجرد أداء الصلاة فيه، بل يجتمع فيه الناس للصلاة وإدارة جمهورهم شؤون. والخاصة. إنه المكان الذي تجري فيه العديد من الأنشطة الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية. لقد كان لدور المساجد في ليبيا دور ريادي يفخر به كل ليبي عادل وعاقل. ومن المساجد انطلق الجهاد وتخرج القادة، ومن المساجد أُعلن أول نظام جمهوري في الشرق الأوسط، “جمهورية طرابلس” مطلع القرن العشرين، وكانت أول جمهورية تعلن في تلك المنطقة. وهذا دليل على وعي ومعرفة النخبة الليبية التي قادت الجهاد وأعلنت قدرتها على إدارة البلاد في ذلك الوقت. لعبت المساجد دورًا اجتماعيًا وثقافيًا رائدًا في تاريخ ليبيا المعاصر.
ج) أما المؤسسة الخامسة والأخيرة التي يمكن اعتبارها مؤسسة مجتمع مدني، فهي مؤسسة “الإعلام”، وإن كان البعض قد يعتبرها مؤسسة (أو شركة) سوقية، لأن غالبية وسائل الإعلام في الدول الليبرالية خاصة الشركات التي تسعى – في المقام الأول – إلى الربح. إلا أن الإعلام من المؤسسات والركائز المهمة التي يجب أن يكون لها دور إيجابي في تطوير وبناء الدولة، وفي نفس الوقت يجب أن يتم ذلك باستقلال تام عن الحكومة، ولذلك يجب النظر إليه. إن الإعلام مؤسسة مهمة من مؤسسات المجتمع المدني التي تسمح للحكومة بالمشاركة فيها، لكن لا يجوز لها السيطرة عليها. ومن ناحية أخرى، يمكن اعتبار الإعلام جزءًا من السوق، لكن الهدف الوحيد للإعلام لا ينبغي أن يكون “الربح”. إن الدور الأساسي للإعلام في أي دولة هو التثقيف والتوعية والترفيه، وقبل كل شيء التنوير.
خصائص منظمات المجتمع المدني
غير ربحية: يجب أن تكون أنشطتها ومشاريعها غير ربحية وألا يكون هدفها كسب المال، بل مساعدة وتنمية المجتمع وتحقيق التكافل للمجتمع.
توفير الغطاء القانوني لعملها: يجب أن تعمل هذه المؤسسات بموجب قانون البلد الذي تتواجد فيه والمنظمات الدولية التي تنتمي إليها.
الابتعاد عن أي قرار سياسي: يجب على هذه التنظيمات عدم التدخل في أي قرار سياسي مهما كان، كما لا يجوز اعتبار أي من هذه التنظيمات واجهة لأي حزب أو حزب أو نظام سياسي. كما يجب منع السياسيين من تولي أو قيادة أي منصب خاص. معها.
الاستقلال الإداري والمالي: مما يمنحها الاستقلالية الكاملة للقيام بعملها ودورها، بعيداً عن أي دور حكومي فيها، كما يجعلها غير تابعة لأي مؤسسة حكومية أو أمنية.
الشفافية والمصداقية: يجب على هذه المؤسسات الإفصاح عن مصادر تمويلها، والغرض من وجودها، والمشاريع التي تقدمها للمجتمع وعددها. كما يجب أن يكون هناك نظام رقابي يراقب النفقات والمدخلات المالية لمحاسبة قادة ومسؤولي هذه المنظمات.
مكونات المجتمع المدني
تشمل مكونات المجتمع المدني مجموعة كبيرة من المنظمات والأفراد التي تندرج ضمن عدد كبير من القطاعات داخل الدول. ويمكن تصنيف مكونات المجتمع المدني إلى مجموعتين رئيسيتين: المنظمات والمؤسسات غير التابعة للحكومات، والتي توجد في المجتمع المدني بهدف التعبير عن اهتمامات وقضايا وإرادات ورأي المواطنين تجاه كافة المعيشين الاقتصاديين أو الاجتماعيين. الأحداث والقضايا، والأفراد الأحياء الذين يشكلون المجتمعات المستقلة عن الحكومات. كما تضم بين مكونات المجتمع المدني مجموعة من العناصر المرتبطة بحرية التعبير والقضاء المستقل.
ومن أبرز الأمثلة على المنظمات أو المؤسسات التي تعد من أبرز مكونات المجتمع المدني الأكاديميات التعليمية، الجمعيات الخيرية، الأندية الرياضية أو الاجتماعية، مؤسسات المجتمع المدني، المنظمات غير الحكومية، المنظمات غير الربحية، المنظمات التطوعية، الأحزاب السياسية، التعاونيات والجمعيات المهنية والنقابات العمالية. والمنظمات ذات الصلة بالحراك الاجتماعي، والمؤسسات الدينية. وقد تختلف المجتمعات المدنية التي تحتويها البلدان في نوعية ومدى وانتشار مكونات المجتمع المدني. كما يمكن أن تتميز بعض المجتمعات المدنية بوجود منظمات منبثقة عن بعضها البعض. وتكمن خصوصية هذه المجتمعات المدنية في أنها تتواجد داخل دول محددة.
وظائف المجتمع المدني
ويشارك المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الناس ورغباتهم، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الحقوق الصحية والبيئية والاقتصادية. يؤدي المجتمع المدني واجبات مهمة في ضبط وموازنة الديمقراطيات، لذا فهو لديه القدرة على التأثير على الحكومة ومحاسبتها. إن المجتمعات المدنية الحرة والنشطة هي مؤشر على وجود ديمقراطية تشاركية صحية. فعندما تتم تعبئة المجتمع المدني، الذي يطلق عليه أحيانا “القطاع الثالث” (بعد قطاعي الحكومة والتجارة)، فإنه يكتسب القدرة على التأثير على تصرفات صناع السياسات المنتخبين ورجال الأعمال.
ومع ذلك، لا تستطيع منظمات المجتمع المدني العمل بفعالية كبيرة، إلا في الأماكن التي تضمن حرية التعبير والتجمع، على عكس الوضع في معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك سوريا.
إن طبيعة المجتمع المدني ووظائفه تتطور استجابة للتطورات أو التغيرات الكبرى أو حتى الأكثر دقة داخل المجتمعات، ومع اختلاف أنظمة الحكم، تختلف أهداف ووظائف المجتمع المدني وهويته العامة.
وقد تكون من أهم وظائفها حملات حقوق الإنسان في المجتمعات القمعية، مع التركيز على تحسين الصحة والتعليم ومستويات المعيشة في البلدان المتقدمة والنامية.
في البلدان التي تعاني من الحرب، فإن الطبيعة المتغيرة للحرب تجبر المجتمع المدني على العمل بشكل مختلف عما هو عليه في البلدان المستقرة. على سبيل المثال، أولئك الذين يتحملون الجزء الأكبر من تكاليف الصراع في سوريا هم الناس العاديون. ويشكل المدنيون غير المقاتلين الهدف الرئيسي لنظام بشار الأسد في سوريا، المسؤول قانوناً عن كل ما يحدث على أراضي الدولة التي يحكمها ويدعي السيادة عليها. لكنها تستهدف المراكز المدنية الشعبية لمعارضيها بالحصار والقتل وتدمير المنازل والتهجير والاعتقال والتعذيب. كما ترتكب جماعات أخرى، مثل النصرة وداعش وغيرهما، جرائم وتستهدف استهدافًا غير قانوني.
وتشكل الوفيات بين المدنيين الغالبية العظمى من جميع الضحايا. التهجير القسري والمجازر واستهداف النساء والأطفال والصحفيين والعاملين في المجال الصحي واختطاف الأطفال للتجنيد وتدمير المدن والمباني المدنية والمدارس والمستشفيات والبيئة، والانهيار الاقتصادي خلق هوة عميقة في المجتمع، وكارثة تراث المرارة والخوف والانقسام. هذه بعض الأسباب التي تجعل الجهات الفاعلة في المجتمع المدني تشعر بأنها مضطرة إلى استخدام طاقتها وإبداعها لإيجاد بدائل للعنف، وإنهاء الحروب ومنعها من البدء أو تكرارها، وليس تقديم تنازلات مؤقتة من شأنها أن تعمق الفجوة المجتمعية أكثر مما هي عليه بالفعل. ، والتأقلم مع القتل والظلم بدلاً من معارضته.