ما هو التاريخ؟ ومن خلال السطور التالية سنتعرف على مفهوم التاريخ وماذا يعني مصطلح التاريخ ومفهومه.
مفهوم التاريخ
التاريخ هو تسجيل ووصف وتحليل الأحداث التي وقعت في الماضي، على أسس علمية محايدة، للوصول إلى حقائق وقواعد تساعد على فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل.
يقوم التاريخ بدراسة تعتمد على حقائق الماضي، وتتبع سوابق الأحداث، ودراسة ظروف السياقات التاريخية وتفسيرها. منهج البحث التاريخي هو مجموعة الأساليب والتقنيات التي يتبعها الباحث والمؤرخ للوصول إلى الحقيقة التاريخية، وإعادة بناء الماضي بكل حقائقه وزواياه، وكما كان في زمانه ومكانه. وعليه فإن المنهج التاريخي يحتاج إلى ثقافة واعية وتتبع دقيق لحركة الزمن التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على النص التاريخي. ولذلك يجب أن يرتبط المنهج بمستويات النقد في جميع مراحله المتمثلة في التفسير، والتفسير، والمراجعة، والحكم. نظراً لاهتمامه الجدي بالنص باعتباره رؤية واقعية مرتبطة بالزمن والعصر.
تعريف التاريخ كلغة
التاريخ في اللغة هو تعريف الزمان، فتعريف الشيء هو زمن حدوثه، ويعرفه البعض بإسناده إلى وقوع أمر شائع ومشهور، مثل سقوط دولة أو قيام الدولة. اندلاع الحرب أو أي شيء آخر. ومثال ذلك عام الفيل، فقيل إن فلانا ولد بعد عام الفيل بسنتين، وهكذا للشهرة. وأصبحت تلك الحادثة مقياسا للتاريخ، وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصبح التاريخ الإسلامي هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، واستمر هذا إلى هذا يوم.
تعريف التاريخ في المصطلحات
تعددت الآراء بشأن تعريف التاريخ من الناحية الاصطلاحية بين العلماء والباحثين قديما وحديثا، ومن أفضل تعريفات التاريخ ما طرحه ابن خلدون الذي يعتبر من مؤسسي هذا العلم في بشكله الحديث، حيث قال إن التاريخ في جوهره هو فحص الكائنات ومبادئها وتحقيقها وتفسيرها، ومعرفة كيفية الأحداث وأسبابها. وهكذا وضع اللبنة الأولى لما عرف فيما بعد بفلسفة التاريخ، وتبعه فولتير في فرنسا. ومن التعريفات الحديثة ما قاله المفكر المغربي: عبد الله العروي: التاريخ يصنعه المؤرخ. والمؤرخ هو الذي ينتقي من الأحداث التاريخية المحفوظة ليخلق الأنماط ويستخرج الحقائق. وفي الغرب، حسب كولينجوود، التاريخ هو الماضي الذي يدرسه المؤرخ، بحيث لا يزال الماضي حيا في الوقت الحاضر.
الفرق بين التاريخ والتأريخ
من أكثر المشكلات التي يقع فيها طلاب التاريخ الحديثون هو الاعتقاد بأن التسجيل التاريخي هو تاريخ، بينما يفرق العلماء بينه وبين التاريخ في أن الكتابة عما حدث هو تاريخ، والتاريخ هو إعادة قراءة ما حدث وإعادة كتابته بطريقة أخرى هو أقرب إلى الحقيقة.
أهمية التاريخ
قد تبدو أهمية التاريخ معروفة للجميع. ومن يُسأل عن الفوائد التي يجنيها الإنسان من التاريخ سيجيب فوراً: أخذ العبر والدروس من الماضي. وهذا صحيح، لكنه يحتاج إلى إضافة مهمة، وهي أن التاريخ يساعد إنسان اليوم على معرفة جذور المشاكل التي تنشأ. وحدثت فيها تحولات تاريخية هامة؛ الظاهرة والباطنة، مما دفعه إلى التخلي تدريجياً عن فكرة عبادة الإله الواحد القدير، واستبدالها بعبادة المادة والذرات والجزيئات والآلات.
فلا معنى لدراسة التاريخ دون التعامل مع مثل هذه الأمور، كما لا معنى لمحاولة صالحي الأرض وقف سفك الدماء في جميع أنحاء العالم، دون فهم حقيقي للماضي، وخاصة للطريق. وظهرت فيها الأفكار والفلسفات المادية، التي انتشرت كالنار في الهشيم بين فئة من الناس. عريضة من الناس، الذين كانوا على استعداد تام لقبولها، وتبنيها، ونشرها.
محتويات التاريخ
التاريخ يدرس مسائل كثيرة. ولا يقتصر دوره على دراسة وتحليل أحداث تاريخية محددة فحسب، بل يشمل التاريخ بالإضافة إلى ذلك: دراسة الشخصيات التاريخية والأدوار التي لعبتها. ويتضمن أيضًا تحديد الأوقات التي حدثت فيها الأحداث التاريخية، بالإضافة إلى عملية تسجيل التاريخ. ووصفها. وكل هذه الأمور يجب أن ترتبط ارتباطا وثيقا بالهدف الأول والأخير من وراء هذا العلم المهم، وهو معرفة أصغر التفاصيل التي أدت إلى التحولات التاريخية الكبرى.
مصطلح التاريخ وتطوراته
التاريخ اصطلاحاً: مجموع الأحوال والأحداث التي يمر بها الكائن، سواء كان فرداً أو مجتمعاً، كما ينطبق على الظواهر الطبيعية والإنسانية.
وفي اللغة تعريف الزمن، وتاريخ الشيء، وزمانه والغرض منه، والتاريخ أيضاً علم يدرس الحقائق والحوادث الماضية. وحقيقته كما قال ابن خلدون: “هو خبر عن التقاء الإنسان وهو تحضر العالم، والأحوال التي تنشأ عن طبيعة ذلك التحضر، كالتوحش، والأنسنة، والتعصب، وأنواع فتوحات البشر بعضها على بعض، وما يخرج من ذلك من الملوك والدول ومراتبها ونحو ذلك. ويمثلها الإنسان بأعماله ومساعيه، من كسب المال والأرزاق والعلوم والحرف، وسائر الأحوال التي تحدث في تلك الحضارة بطبيعتها» (المقدمة ص 57). إلا أن بعض المؤرخين يكتفون بذكر الأخبار والأحداث دون ذكر أسبابها، ويرفض آخرون الاقتصار على تعريف الأحداث الماضية، فيتفحصون الأخبار ويفسرون الأحداث، ويستبدلون التسلسل الزمني بالترتيب السببي الذي يتم على أساسه الأحداث رجعوا إلى أسبابهم، والأحداث إلى ظروفهم. ولو جعل المؤرخ همه فحص الأخبار ونقد الوثائق والآثار لكان تاريخه نقديا، ولو استخرج من تذكر الأحوال الماضية درسا يفيد في استكمال الاستفادة من الاقتداء بمن يسعون إلى ذلك. ولو فعل ذلك في تربية الشباب لكان تاريخه أخلاقيا، ولو اهتم بأخبار الدول وعلاقاتها مع بعضها البعض ليستفيد منها في إدارة الدولة لكان تاريخه أخلاقيا. سياسياً، فإذا تجاوز كل ذلك إلى بيان الحقائق، لمعرفة كيفية حدوثها، وأسباب ظهورها، فإن تاريخه كان فلسفياً. لقد شهدت كلمة “التاريخ” تطورات عديدة في الثقافة العربية. وقد بدأ بمعنى التقويم والتوقيت في صدر الإسلام، واحتفظ بهذا المعنى مدة. ثم أصبح يعني معنى آخر، وهو تسجيل الأحداث على أساس الزمن، بحيث حلت كلمة “التاريخ” محل ما كان تدريجيا.
ويعرف باسم “الأخبار”، وأصبح يستخدم للإشارة إلى عملية التسجيل التاريخي وحفظ الأخبار، بشكل متسلسل، متصل في الزمان والموضوع، للدلالة على هذا النوع الجديد من التطور في الأخبار والأخبار. العملية، منذ منتصف القرن الثاني الهجري. كلمة “التاريخ” لها خمسة معاني في اللغة العربية