أهمية دراسة علم النفس وكيف تطور عبر السنين ومفهومه الشامل في هذه السطور التالية.
علم النفس
يهتم علم النفس بدراسة الظواهر النفسية، وفهم سلوكيات الإنسان وأسبابها، ومحاولة تغييرها أو تعديلها، بالإضافة إلى مقارنة السلوك الطبيعي بالسلوك المرضي، ووضع حلول لمشاكل الأفراد اليومية. وفي هذا المقال سنتحدث عن أهمية علم النفس، بالإضافة إلى مجالاته المختلفة.
أهمية دراسة علم النفس
يهتم علم النفس في أصل دراساته بمعالجة وفهم السلوك الإنساني، ومحاولة إحداث التغيير والتعديل المطلوب في هذا السلوك. أي معالجة الظواهر التي تريد فهمها ودراستها، بالإضافة إلى الكشف عن أسباب حدوثها. وتبرز أهمية علم النفس من خلال جانبين:
-الجانب النظري: يدرس علم النفس في جوانبه النظرية الظواهر النفسية والأنماط السلوكية التي تظهر على الاستجابات السلوكية الخارجية للفرد بغرض التوصل إلى المبادئ والقوانين العامة التي تتحكم في ظهور ظاهرة معينة وآلية وكيفية ظهورها. من ظهوره.
-الجانب التطبيقي: يوظف علم النفس من خلال دراساته التطبيقية المبادئ والقوانين النظرية في عملية توجيه وضبط سلوكيات الإنسان وتغييرها نحو الأفضل. يصمم علم النفس معايير ومقاييس تعتمد على تمييز السلوكيات الطبيعية عن السلوكيات غير الطبيعية، أي الحكم على السلوك إذا كان طبيعيا أو غير طبيعي. وبناء على هذه المعايير والمقاييس تكمن أهمية علم النفس في معرفة فروعه ومجالاته كما يلي:
– علم النفس العام: هو المدخل الرئيسي لجميع العلوم النفسية، وتظهر أهميته في وضع الأسس النفسية العامة، حيث يدرس السلوك الإنساني في المواضيع الأساسية التي يهتم علم النفس العام بدراستها. مثل الدافعية، والإدراك، والشخصية، والعمليات العقلية كالتفكير والتذكر.
علم النفس الفسيولوجي: يهتم هذا العلم بدراسة الأساس الفسيولوجي العضوي العام لسلوك الإنسان، فتظهر أهميته في دراسة الجهاز العصبي وآلية عمله. وبالتالي، فمن الممكن، على سبيل المثال، فهم آلية عملية الإحساس والشعور، وكيفية انتقال التيارات العصبية، بالإضافة إلى فهم الطرق التي يتحكم بها الدماغ واستجابات الدماغ. والأنماط السلوكية، وعلم النفس الفسيولوجي يوضح الدور المهم للغدد الصماء ومدى تأثيرها على عمليات السلوك الطبيعي وغير الطبيعي.
– علم نفس النمو: يهتم علم نفس النمو بدراسة الطفل في مراحل نموه المختلفة، وتظهر أهميته من خلال دوره المهم في إثراء معرفة أولياء الأمور في الأسرة والمربين في المدرسة عن المراحل العمرية المختلفة التي يمر بها الأطفال. وخصائصها النمائية التي تميز كل مرحلة عن الأخرى، وبالتالي تساعد على فهم شخصية الطفل وأنماطه السلوكية وميوله ودوافعه في كل فترة زمنية يمر بها.
– علم نفس المثلية: ويهتم بدراسة الأساس النفسي للسلوكيات الشاذة والمنحرفة، ومحاولة فهم الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذه السلوكيات التي أدت إلى ظهور السلوكيات الشاذة. وأهم أشكال هذا الشذوذ هي الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية. يسعى علم النفس المثلي إلى معرفة أسباب الانحراف، والبحث عن أفضل الطرق وطرق العلاج، وتقديم التوجيه المناسب.
– علم النفس الاجتماعي: ويهتم بدراسة سلوك الفرد وعلاقته بالمجتمع والمجموعة، وعلاقة الجماعات فيما بينها. ومن أهم القضايا التي يتناولها آثار التنشئة الاجتماعية على الفرد، ومدى فعالية الحضارة والنظام الاجتماعي، ومدى تأثيرها في بلورة وتكوين اتجاهات الفرد ومعتقداته وميوله، في بالإضافة إلى سيكولوجية الرأي العام. الإعلام والتكوين النفسي للشعوب.
– علم النفس التربوي: ويهتم بدراسة الخصائص النمائية المختلفة للطلاب، ليتمكن المعلمون والقائمون على العملية التعليمية من وضع المناهج والخطط التعليمية وفق معايير نمائية تناسب الأطفال حسب مراحلهم العمرية، وبالتالي تمكين العملية التعليمية من تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي. معلمون ذوو كفاءات تربوية تعمل على خلق جو تعليمي صحي وسليم داخل الفصل الدراسي لضمان حسن سير العملية التعليمية بالشكل المطلوب، وغيرها من الاستراتيجيات التي ترفع مستوى العملية التعليمية. كما يوفر علم النفس التربوي للمعلمين اختبارات نفسية لقياس مستوى الذكاء والقدرات العقلية لتقدير كفاءات الطلاب واستعداداتهم.
علم النفس الجنائي: يدرس الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى وقوع الجريمة، ويقترح الأساليب العلمية لإيقاع العقوبة المناسبة، بالإضافة إلى تقديم الخطط العلاجية الصحيحة.
– علم النفس الصناعي: يدرس الأساليب المناسبة لتفعيل وتطبيق مبادئ وقوانين علم النفس في المجال الصناعي، ويبرز أهميته في إثراء أصحاب الأعمال والمصانع بالأساليب المناسبة لرفع القدرة الإنتاجية والكفاءة للعاملين، وهذا وذلك من خلال استخدام الاختبارات النفسية والنفسية، وتوظيف العاملين المناسبين حسب قدراتهم واستعداداتهم في المواقع. المناسبة، وتقديم الخدمات التدريبية لهم، بالإضافة إلى دراسة الأسباب التي تؤدي إلى حوادث الأمراض المختلفة، واقتراح الوسائل الوقائية للحد من انتشارها.
أهمية علم النفس
لعلم النفس أهمية كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات المختلفة، إذ تكمن أهميته في:
– مراقبة سلوك الأفراد والتنبؤ بحدوثه.
-دراسة أنواع مختلفة من سلوك الإنسان والحيوان.
– مساعدة الأفراد على اختيار طرق وأنواع التفكير.
– مساعدة الطلاب على استثمار أوقاتهم بالشكل الصحيح في الدراسة واكتساب المعرفة، ومساعدة الأفراد على تنظيم أنماط حياتهم المختلفة.
– دراسة القوانين التي تؤثر على الظواهر النفسية وتفسيرها والتنبؤ بها ومحاولة تعديلها إذا احتاجت للتعديل.
– بناء علاقات مبنية على الاحترام المتبادل بين الأفراد والمجموعات المختلفة.
– الاستفادة من الموسوعات النفسية في مجالات الحياة التربوية المختلفة كالكتب والمناهج والأساليب التعليمية المختلفة.
مجالات علم النفس
هناك مجالات عديدة لعلم النفس، كل منها يختلف عن الآخر. هذه الحقول هي:
-علم النفس العام: هو المدخل الأساسي لجميع العلوم النفسية. يهتم بدراسة المبادئ والقوانين التي تخص سلوك الإنسان الراشد والعاقل، ويستخرج الأسس النفسية العامة للسلوك الإنساني.
علم النفس الفسيولوجي: يهتم هذا العلم بدراسة الأسس الفسيولوجية للسلوك البشري، المتمثلة في الجهاز العصبي ومهامه، ومحاولة فهم كيفية حدوث الإحساس، وانتقال التيار العصبي داخل الأعصاب، وكيف يتحكم الدماغ في الإحساس والأداء الفردي. بالإضافة إلى كيفية تأثير الغدد الصماء على السلوك.
-علم النفس التفاضلي: هو العلم الذي يدرس الفروقات بين الأفراد، والمجتمعات، والأجناس، والأجناس، ومعرفة أسباب هذه الفروقات، وكيف تتشكل، والعوامل التي تؤثر فيها، علماً أن هذا العلم يتبع بعض المعايير قياس نسبة الذكاء والقدرات العقلية.
علم نفس الطفل: يهتم بدراسة مراحل نمو الطفل المختلفة، والخصائص التي تميزها، والعوامل التي تؤثر على عملية النمو. ومن ثم تساهم هذه الدراسة في تقديم معلومات تسهل على الوالدين طرق التعامل مع أبنائهم، من حيث توجيههم، وتربيتهم، وفهم سلوكياتهم.
– علم النفس الاجتماعي: ويهتم بدراسة علاقة الأفراد بالمجموعة، بالإضافة إلى علاقة الجماعات ببعضها البعض، من حيث تربية الفرد الاجتماعية، وتأثير الأنظمة الاجتماعية والثقافات المحيطة به، وتوجهاته. والمعتقدات. كما يهتم بدراسة الرأي العام وعلم نفس الجماعة.
– علم النفس التطبيقي: ويهتم بدراسة تطبيق قوانين علم النفس في مختلف مجالات الحياة. وينقسم هذا العلم إلى ستة علوم: علم النفس الصناعي، والعسكري، والجنائي، والتجاري، وعلم النفس السريري.