أصول التعلم في القرآن. وفي هذا الموضوع سنعرض كل ذلك في هذا المقال.
أهمية التعليم في القرآن الكريم
التعليم هو عملية مستمرة في حياة الإنسان، ولا تنتهي مهما أصبح الإنسان كبيراً في السن أو متعلماً، وبما أن التعليم هو المحور الأساسي لمفهوم الموقع، فقد أردنا أن نكتب هذا المقال عن قيمة التعليم و المعرفة في الإسلام وفي القرآن الكريم، من خلال جمع عدد من الآيات والأحاديث والمقالات حول أهمية التربية في الإسلام.
الحقيقة الأولى التي ظهرت على الأرض عندما نزل جبريل عليه السلام لأول مرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أن الدين (الإسلام) دين علم ويرفض الضلال والضلال في مجمله. حيث أن الوحي نزل لأول مرة في خمس آيات تتحدث عن مسألة واحدة تقريباً وهي مسألة العلم. قال تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم } [العلق: 1-5].
آيات وأحاديث تحث على طلب العلم:
قال الله تعالى: {وقل رب زدني علما} [ طـه : 114 ] وقال الله تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ لا يتذكره إلا أولو الألباب } [ الزمر : 9] وقال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}. [ المجادلة : 11] وقال الله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط}. [آل عمران : 18] وقال الله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به . فكل ذلك من عند ربنا.” } [ آل عمران : 7] وقال الله تعالى: {إنما العلماء من عباده الذين يخشون الله} [فاطر : 28].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحر، وحتى الحوت في البحر، يصلون على معلم الناس الخير) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: : رسول الله وقال صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة» رواه مسلم.
القرآن والعلم:
أهمية العلم وقيمته في الإسلام. ولم تكن بداية هذا الكتاب المعجز (القرآن) فقط هي التي تحدثت عن العلم وقيمته وأهميته في قوله تعالى: {اقرأ}، بل كان هذا منهجاً ثابتاً في هذا الدستور الخالد، كما لا يكاد يوجد أي أحد. سورة في سورتها تخلو من الحديث عن العلم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
والمفاجأة الكبرى هي عند إحصاء عدد مرات ظهور كلمة (العلم) ومشتقاتها المختلفة في كتاب الله. وستجد -بدون مبالغة- أنها بلغت 779 مرة، أي بمعدل سبع مرات تقريبًا في كل سورة!
طرق وأساليب التدريس في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
الحمد لله والصلاة والسلام على الرسول القدوة الذي حدد مهمة رسالته وأبعاد رسالته بقوله:
…. لم يرسلني الله معاندًا أو عنيدًا، بل أرسلني معلمًا وميسرًا”. رواه مسلم.
إن الله تعالى أول من خلق القلم…
وهي الوسيلة الأولى في العملية التعليمية قبل خلق الإنسان والكون.
أول ما نزل من القرآن الكريم:
(اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق…)
إن الاستخدام الأمثل للتقنيات التعليمية من قبل المعلم الكفء سيساعده على أداء عمله بكفاءة ونوعية
ممتاز، حيث ثبت أن استخدام طريقة التدريس المسموعة والمرئية يوفر وقت الفصل بنسبة 50%.
والحصول على مستوى تعليمي أفضل.
وفي دراسة أخرى ثبت أن الفرد يستطيع أن يتذكر:
10% مما قرأه
20% مما سمعه.
30% مما رآه
50% مما شوهد وسمع في نفس الوقت.
70% مما رآه أو قاله.
90% مما رآه أثناء أداء العمل.
ولذلك، إذا تم التعلم من خلال أكثر من حاسة واحدة، فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع معدل التذكر وتعلم أكثر فعالية.
وهو من المبادئ التربوية العظيمة التي تتعامل مع العملية التعليمية بطريقة مدهشة
وهذا أمر مثير للإعجاب. وكان يستخدم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة
أولاً: التدريس بالأمثلة:
وضرب الأمثال للناس هو أسلوب قرآني اعتمده القرآن لتقريب الحقائق للناس.
قال الله تعالى: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون} (الزمر: 27).
وقال الله تعالى: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون. {43} العنكبوت
وكان النبي صلى الله عليه وسلم وهو المعلم الأول كثيرا ما يضرب
الأمثال في أحاديثه وأقواله؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم ما فيها
للأمثال القدرة على تقريب المعنى وتوضيح المعنى، ومنها:
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: ((مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل
الحصن، إن عاهدها حفظها، وإن أطلقها ذهبت)) متفق عليه.
ثانياً: الطريقة التدريجية:
لقد مر تحريم الخمر بأربع مراحل:
المرحلة الأولى:
وهو قوله تعالى:[You take from it intoxication and good provision.] [النحل: 67
المرحلة الثانية:
قوله تعالى: ]ويسألونك عن الخمر والميسر. قل فيهما إثم عظيم ونفع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما.[
[البقرة: الآية: 219]
المرحلة الثالثة:
يقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون”. [[ النساء: 43]
المرحلة 4:
هذه هي المرحلة الحاسمة:
]يا أيها الذين آمنوا إن الخمر والميسر والحجارة والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون.[ [المائدة: 90]
. ويمضي القرآن في بيان سبب التحريم:
]إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة. لقد انتهيت[ [المائدة:
وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التدرج عندما بعث
معاذ : إلى اليمن فقال له : ( ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني
رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله أفترض عليهم
خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم
أن الله افترض عليهم صدقة من أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتردُ
على فقرائهم ) مسلم .
ثالثا أسلوب القصة ( التعليم عن طريق القصص ) :
لقد ورد في القرآن قصة آدم مع إبليس ، وقصة هابيل وقابيل ،
وقصة موسى مع فرعون وقصة إبراهيم مع أبيه ، وقصة الثلاثة
الذين خُلفوا .. وغيرها ..
ورد ذكر القصة في سورة البقرة – الآية258
قال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ
قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فات بها مِنْ الْمَغْرِبِ
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقص على صحابته القصص ليثبتهم ، وليعلمهم ، وليربيهم ، وكان
ذلك في أول الدعوة بمكة ، يقول خباب : شكونا إلى سول الله صلى
الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا
تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا . فقال : ( لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل
فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، فيحاء بالمنشار فيوضع على
رأسه فيُجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط من الحديد ما دون لحمه
وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى
يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب
على غنمه ولكنكم تستعجلون ) البخاري
رابعا الحوار والمناقشة والإقناع :
قوله تعالى: { فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا}
سورة الكهف ،الآية ( 34( ،
وقوله تعالى في نفس السورة:
{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً}[سورة الكهف:الآية(37)،
والحوار والإقناع استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً ،
من ذلك :
ما رواه أنس قال : ( قال أُناس من الأنصار حين أفاء الله على رسوله
صلى الله عليه وسلم ما أفاء من أموال هوازن ، فطفق النبي صلى
الله عليه وسلم يعطي رجالاً المائة ناقة فقالوا : يغفر الله لرسول الله
صلى الله عليه وسلم يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر من
دمائهم قال أنس : فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم
فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم غيرهم ،
فلما اجتمعوا قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( ما حديث
بلغني عنكم ؟ )) فقال فقهاء الأنصار : أما رؤساؤنا فلم يقولوا شيئاً
، وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا : يغفر الله لرسول الله صلى
الله عليه وسلم يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فإني أعطي رجالاً حديثي عهدٍ
بكفر أتألفهم ، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون
بالنبي إلى رحالكم ، فو الله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به ))
قالوا : يا رسول الله ، قد رضينا )) البخـاري .
خامسا التعليم بالتكرار :
. قال تعالى :_ (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) [الأنعام: 6/74]
وقال الله تعالى: (واتل عليهم نبأ إبراهيم (69) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون (70) قالوا نعبد الأصنام ونبقى عاكفين) لهم.”) [الشعراء: 26/69 ـ 71].
وقال الله تعالى: _(وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم متواضعاً حليماً). [التوبة: 9/114]
يقول الله تعالى: (إن إبراهيم كان حليما توابا). [هود: 11/75]
من الأساليب التربوية الناجحة التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم
كما روى البخاري: «ألا أخبركم بشيء أكبر؟
الكبائر – ثلاث -)) قالوا: نعم يا رسول الله. قال: ((الشرك
والله وعقوق الوالدين) وكان متكئا فجلس فقال: ((إلا وقل
باطل)) قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت (رواه البخاري).
سادساً: أسلوب التشويق وإثارة الانتباه:
وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التشويق والإثارة.
إما عن طريق طرح سؤال يحفز النشاط العقلي ويجذب الانتباه
والتشويق فيما سيقوله هو ما تشتاق إليه النفس البشرية
اكتشف كل ما هو جديد. ويوضح ذلك الحديث الذي رواه مسلم في
صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم إن كان بباب أحدكم نهر يغتسل فيه؟
خمس مرات كل يوم. هل بقي عليه سل؟ )) قالوا: لا يبقى
وكان إذا غرته شيء قال: «ذلك مثل الصلوات الخمس، يمحوهن الله بهن».
الخطايا).
سابعاً: الرموز التوضيحية: لقد سبق الرسول صلى الله عليه وسلم التعليم الحديث بأربعة عشر
وقد أيد صلى الله عليه وسلم قوله قبل قرن من الزمان في بعض أحاديثه
بالرسومات ووسائل التوضيح التي تقرب المعنى إلى العقل ومنها:
وما رواه ابن مسعود قال: أخطأ النبي صلى الله عليه وسلم
مربع وارسم خطًا في المنتصف خارجه، وارسم خطوطًا صغيرة عليه
وهذا الذي في الوسط من جنبه، وهو في الوسط، فقال: ((هذا
الإنسان، وهذا مصطلحه، يحيط به – أو يحيط به – وهذا هو ما هو عليه
يفوق أمله، وهذه الخطط الشابة هي أعراض، إذا كان هذا خطأه
هذا يعضه، وإذا أخطأه هذا يعضه هذا». (البخاري)