من هو حاخام الأمة، من هو حاخام الأمة، ومترجم القرآن، ومعلومات مهمة عنه من خلال هذا المقال وفي هذه السطور التالية.
عن الصحابي عبد الله بن عباس
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وكنيته أبو العباس. ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين، وتوفي بالطائف.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدنو منه وهو صغير، فيربت على كتفه، ويقول: “اللهم علمه الدين وعلمه التأويل”.
وعبد الله بن عباس رضي الله عنه فقد بصره في آخر حياته، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرب من ألف وستمائة وستين حديثاً صحيحاً.
خصائصه وخصائصه وحياته
وكان مجلسه جامعاً لكل الخير، وكان يجعل يوماً للفقه، ويوماً للتفسير، ويوماً للمعارك، ويوماً لحقائق العرب، ويوماً للشعر.
– توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي العباس لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره.
كان ماهرًا في إقناع خصمه بفضل فطنته القوية وذكائه الحاد.
– كان عمر بن الخطاب يدعو ابن عباس إذا اشتد عليه الأمر فيأخذ بقوله. وقيل إنه أعلم الناس بما نزل على محمد.
تزوج من شاملة بنت أبي هانئ.
– تتلمذ العباس على يد علي بن أبي طالب وأبي بن كعب وعمر بن الخطاب وغيرهم من كبار الصحابة الذين سار على طريقتهم وعمق علمهم.
وكان أبرز تلامذته عكرمة، والأعرج، وسعيد بن جبير، وطاووس، قال عن عبد الله: “لقيت سبعين شيخاً من أصحاب محمد، فتركتهم وذهبت إلى هذا الغلام”.
يقصد ابن عباس – فاستغنيت عنهم.
ألقاب عبد الله بن عباس
ونظرًا لذكاء ابن عباس الكبير، وقوة ذاكرته، وغزارة علمه، فقد أطلق عليه العديد من الألقاب، منها:
1- حبر الأمة .
2- مترجمو القرآن. لتفسيره وتوضيح القرآن الكريم.
3- الصبي الكهل الذي لقبه عمر بن الخطاب لكثرة علمه.
من حياته
توفي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وكان ابن عباس الصحابي الجليل عمره خمس عشرة سنة فقط، وقد روي عنه 1660 حديثا. وكان عبد الله بن عباس الصحابي الجليل قائدا مع عمر الفاروق وعثمان بن عفان وأبي بكر الصديق، ثم ولايه علي بن أبي طالب واليا على البصرة.
وقد عينه عثمان إماماً للحج سنة خمس وثلاثين للهجرة عندما كان محبوساً في بيته، فرجع الناس يتحدثون عن علمه وفقهه وأنه أقرب الناس إلى اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم. محمد، وممن اعترف له بذلك بعض أزواج النبي. ولما رجع من الحج وجد أن عثمان قد قتل رضي الله عنه، ولما بيع لعلي بالخلافة أراد أن يستعين به على الشام، فاستغفره وقال: «يا أمير المؤمنين ولكن ولي عليهم معاوية بن أبي سفيان». ثم أمره بالبصرة، فرضا أهلها بأمره عليهم رضي الله عنهم أجمعين.
عائلته
زوجته هي: شميله بنت أبي هانئ بن أبي أزيهار بن أنيس بن الخيسق بن مالك بن سعد بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن عامر بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران.
صحبته مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سيد هذه الأمة لعبد الله بن عباس».
– ودعا النبي محمد صلى الله عليه وسلم لابن عباس وقال: “اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل”.
– عن علي بن عبد الله بن العباس ، عن أبيه قال : أمرني العباس رضي الله عنه أن أقول : الزموا في آل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. فانطلقت إلى المسجد فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة وأتم الدعاء الأخير حتى لم يبق في المسجد أحد غيره. قال: ثم مر بي فقال: من هذا؟ قلت: عبد الله. قال: «فمه؟» قلت: أبي أمرني أن أبيت عندك. قال: «فهو الحق». فلما دخل قال: افرشوا لعبد الله فراشا. قال : جئت بالمسوح . قال: أوحى لي العباس أن لا تنام حتى تحفظ صلاته. قال: ثم جاء رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فنام حتى سمعته يشخر. قال: ثم جلس على سريره، ورفع رأسه إلى السماء، فقال: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات، ثم قرأ هذه الآية من آخر سورة آل عمران حتى ختمها: «إن في خلق السماوات والأرض.” [آل عمران: 190] ثم قام فبال، ثم سوك بسواكه، ثم توضأ، ثم دخل مصلاه فصلى ركعتين لا قصيرة ولا طويلة. قال: صلى ثم أوتر، فلما قضى صلاته سمعته يقول: «اللهم اجعل في بصري نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في لساني نوراً، واجعل في لساني نوراً، واجعل في قلبي، واجعل عن يميني نورا، واجعل عن يساري نورا، واجعل أمامي نورا، واجعل من خلفي نورا، واجعل من فوقي نورا، واجعل من تحتي نورا، واجعل لي نورا يوم القيامة، وجعل النور أعظم له أنا.”
– وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: أُعطي النبي بغلة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فأعطاه كسرى. فركبه بحبل الشعر، ثم جعلني خلفه، ثم مشى معي بحذر، ثم التفت فقال: «يا غلام». قلت: لأمرك يا رسول الله. قال: أحفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده أمامك. تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة. إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. لقد مضى القلم بما هو كائن، ولو حاول الناس أن ينفعوك بما لم يكتبه الله لك لم يستطيعوا». ولذلك إذا حاول الناس أن يضروك بشيء لم يكتبه الله لك، فلن يستطيعوا أن يفعلوا. إن استطعت أن تعمل بالصبر واليقين فافعل. فإن لم تستطع فاصبر. فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن مع الصبر نصرا، واعلم أن مع الكرب فرجا، واعلم أن مع العسر يسرا».
أقوال الصحابة والتابعين عنه
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحرص على استشارته في كل أمر كبير، وكان يلقبه بالولد الكبير. وكان إذا ذكره قال: هذا شيخ.
– وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يصفه بهذه الكلمات: «ما رأيت أحدًا أعظم فهمًا، ولا بصيرة، ولا أعلم، ولا أكثر حلمًا من ابن عباس. ورأيت عمر يدعوه إلى الفتنة، وقد أحاط به أهل بدر من المهاجرين والأنصار، فتكلم ابن عباس، ولم يتجاوز عمر ما قال».
– قال الأعمش: كان ابن عباس إذا رأيته قلت: أجمل الناس، وإذا تكلم قلت: أفصح الناس، وإذا تكلم قلت: أعلم الناس. الناس.
وقال ابن عمر رضي الله عنه: ابن عباس أعلم الناس بما نزل على محمد.
وقال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلساً أكرم من مجلس ابن عباس، ولا أعظم قدراً، ولا أعلم. أصحاب القرآن من جهة، وأصحاب الفقه من جهة أخرى.
وأصحاب الشعر في جانب واحد فيجعلهم في وادٍ واسع.
– وقال مجاهد: كنت كلما رأيت ابن عباس يشرح القرآن رأيت في وجهه نورا.
قال طاوس: لقيت سبعين شيخاً من أصحاب محمد، فتركتهم وذهبت إلى هذا الشاب يعني ابن عباس، واستغنيت معه.
– قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: كان ابن عباس رضي الله عنه ينور الناس بالصفات التالية: العلم بما سبقه، والفهم لما يحتاج إليه رأيه، والحلم والنسب والنجاح. ، ولم أر أحدا أعلم بما سبقه من حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. ولا هو أعلم بأبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أنا أعلم برأيه منه، ولا أنا أعلم بالشعر، ولا بالعربية، ولا بتفسير القرآن، ولا في الحساب، ولا في الفرائض منه، ولست بأعلم منه. رأي في ما يلزم منه، وكان يجلس يومًا لا يذكر إلا الفقه، ويومًا التفسير، ويومًا المعارك، ويومًا الشعر، ويومًا أيام العرب، ولم أر عالمًا قط جلس معه عليه دون أن يخضع له، وما رأيت سائلاً يسأله إلا وجدت له علماً.
صفاته
وكان ابن عباس رضي الله عنه، بالإضافة إلى قوة حفظه، يتمتع بذكاء ثاقب وفطنة كبيرة. وكانت حجته مثل ضوء الشمس والسطوع والوضوح والبهجة. وفي حواره ومنطقه لم يترك خصمه مملوءا اقتناعا فحسب، بل كان أيضا مليئا بالبهجة لروعة المنطق وفطنة الحوار.. ورغم كثرة علمه وفعالية حجته فإنه لم ير الحوار والمناقشة كمعركة ذكاء، يفتخر فيها بعلمه، ومن ثم بانتصاره على خصمه.. بل يراها وسيلة سليمة لرؤية ومعرفة الصواب.. لقد كان دائما وأرعب الخوارج بمنطقه الصارم والعادل.
أخلاقه
ولم يكن ابن عباس يمتلك هذا الثروة العلمية العظيمة فحسب؛ بل كان يملك ثروة أكبر، من حيث أخلاق العلم وأخلاق العلماء. وهو في جوده وكرمه إمام وعالم. إنه يمنح أمواله للناس بنفس التسامح الذي يمنحهم إياه. وكان معاصروه يتحدثون عنه فيقولون: «ما رأينا بيتًا أكثر طعامًا أو شرابًا أو فاكهة أو علمًا من دار ابن عباس». طاهر القلب، طاهر النفس، لا يحمل ضغينة أو ضغينة لأحد. هوايته التي لا يكتفي منها هي أن يتمنى الخير لكل من يعرف ومن لا يعرف.
ويقول عن نفسه: “إنني قادم على آية من كتاب الله، وأتمنى أن يعلم الناس كلهم مثل ما أعرف. إني أسمع بحاكم مسلم يقضي بالعدل ويحكم بالعدل، فأفرح به وأدعو له. وليس له قضية. إني أسمع المطر يصيب أرض المسلمين فأفرح به، وليس لي من ذلك شأن.
فهو عابد مطيع ومطيع. يقوم الليل ويصوم النهار، ولا تفوت العين مجرى الدمع تحت خديه، كما كان يبكي كثيراً كلما صلى وكلما قرأ القرآن. وكان إذا تلا آيات التوبيخ والتحذير وذكر الموت والقيامة اشتد بكاءه وعويله. علاوة على ذلك، فهو شجاع.
وفاته
متى توفي عبد الله بن عباس؟
توفي حبر هذه الأمة الصحابي عبد الله بن عباس سنة 68هـ بالطائف. وكان عمره إحدى وسبعين سنة. ونزل في قبره فدفنه علي بن عبد الله بن العباس، ومحمد بن الحنفية، والعباس بن محمد بن عبد الله بن العباس، وصفوان، وكريب، عن سعيد. قال بن جبير: مات ابن عباس بالطائف، فشهدنا جنازته، فجاء طير لم يُرى بمظهره حتى دخل في نعشه، ثم لم يُرى يخرج منه. ولما دفن تليت هذه الآية ولم يعرف من قرأها: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”.