أمراض الجهاز التنفسي المزمنة وكيفية التعامل مع المريض وأهم طرق الوقاية منها كلها يتناولها هذا الموضوع.
الجهاز التنفسي
يتكون الجهاز التنفسي من ثلاث مناطق رئيسية، بما في ذلك منطقة البلعوم الأنفي، والمنطقة الرغامية القصبية، والمنطقة الرئوية التي تتكون بشكل أساسي من الرئتين، وتتكون الرئتان من قصبات هوائية صغيرة جدًا. وتسمى بالقصيبات والأكياس السنخية، وتتميز بأن الأكياس السنخية لها مساحة سطحية كبيرة جداً وتتكون من طبقة واحدة من الخلايا ذات أغشية رقيقة جداً تسمح بسهولة تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى. وهناك ما يعرف بالمصعد المخاطي الهدبي، وهو يغطي بعض أجزاء الجهاز التنفسي مثل القصبات الهوائية، والقصبات الهوائية، والأنف. وظيفة الأهداب المتحركة هي دفع الجزيئات أو الميكروبات المستنشقة إلى أعلى نحو الحلق للتخلص منها.
أمراض الجهاز التنفسي المزمنة:
هي مجموعة من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة التي تصيب القصبات الهوائية وأجزاء أخرى من الرئة. وأكثر أمراض الجهاز التنفسي المزمنة شيوعًا هي الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
يهدف برنامج التوعية بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة إلى تحسين التشخيص المبكر وعلاج أمراض الجهاز التنفسي المزمنة (مثل الربو وانسداد الرئة).
الربو وهو مرض مزمن يصيب الرئتين، ويسبب نوبات دورية من الصفير، وضيق التنفس، وضيق الصدر، والسعال. على الرغم من أنه لا يمكن علاج الربو، إلا أنه يمكن تقليل شدة وتكرار النوبات الحادة بشكل كبير عن طريق تناول العلاج المناسب على النحو الذي يحدده الطبيب وتجنب مسببات الربو.
انسداد رئوي مزمن وهو مرض رئوي مزمن يحد من تدفق الهواء في الرئتين. ومن أكثر أعراض هذا المرض شيوعاً ضيق التنفس، أو “الحاجة إلى استنشاق الهواء”، وكثرة إفراز البلغم، والسعال المزمن. قد تصبح الأنشطة اليومية، مثل صعود بضع مجموعات من السلالم، صعبة للغاية عندما يصبح المرض أكثر خطورة. ويعتبر هذا المرض من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، ولكن لا يمكن علاجها. يمكن أن يساعد العلاج في إبطاء تقدمه، على الرغم من أن المرض يتفاقم ببطء مع مرور الوقت. ولهذا السبب يتم تشخيص هذا المرض في أغلب الأحيان عند الأشخاص الذين يبلغون من العمر 40 عامًا أو أكبر.
أمراض الجهاز التنفسي
الربو
في الواقع، يمكن أن يؤثر الربو على جميع الفئات العمرية، لكنه غالبًا ما يبدأ في مرحلة الطفولة. الربو هو مرض رئوي مزمن يسبب ضيق والتهاب الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مميزة منها السعال الذي يحدث في الليل أو في الصباح. في الصباح الباكر، نوبات متكررة من الصفير، والشعور بضيق في الصدر، وصعوبة في التنفس. ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص المصابين بالربو لا يتم شفاؤهم عادة من الربو. وعلى الرغم من أن الأعراض قد تختفي لفترات من الوقت، إلا أن المرض قد يتسبب في حدوث هجمات في أي وقت. لذلك، تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض المحفزات التي يجب على المصابين بالربو تجنبها، مثل حبوب اللقاح والغبار. فراء الحيوانات، والعفن، ودخان السجائر، والمواد الكيميائية، والبخاخات مثل مثبتات الشعر، وبعض أنواع الأدوية مثل الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs)، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي الفيروسية مثل نزلات البرد، وكذلك الجسدية النشاط وممارسة الرياضة.
انسداد رئوي مزمن
مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary Disease) هو مرض مزمن يزداد سوءاً مع مرور الوقت، وعلى الرغم من أنه يعتبر مرضاً غير قابل للشفاء؛ إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد المريض على التعايش معه، ويعاني المصابون بهذا المرض بشكل أساسي من ضيق التنفس والسعال. ومن الجدير بالذكر أن مصطلح مرض الانسداد الرئوي المزمن يشمل بعض الحالات الصحية المتعلقة بالجهاز التنفسي، وفيما يلي بيان بهذه الأمراض:
- انتفاخ الرئة: (بالإنجليزية: Emphysema) يتميز هذا المرض بتلف الأكياس الهوائية الصغيرة التي تسمى الحويصلات الهوائية، بحيث تتوسع الحويصلات الهوائية التالفة، مما يؤدي إلى زيادة حجم الرئتين. تؤدي زيادة حجم الرئتين إلى احتباس الهواء القديم داخل الحويصلات الهوائية وصعوبة دخول الهواء الجديد.
- التهاب الشعب الهوائية المزمن: (بالإنجليزية: Chronic Bronchitis)، وفي الحقيقة فإن القصبات الهوائية مُبطنة بأهداب تعمل على تخليصها من المخاط، وعندما تتضرر هذه الأهداب يصبح من الصعب التخلص من المخاط عن طريق السعال، وهذا بدوره يسبب حيث يتراكم المخاط وتسد القصبات الهوائية وتنتفخ مما يحد من قدرة الهواء على الدخول. والخروج، وهذا ما يعرف بالتهاب الشعب الهوائية المزمن.
- الربو غير القابل للعكس: (باللغة الإنجليزية: الربو المقاوم)، وهو نوع من أنواع الربو لا يستجيب لأدوية الربو المعتادة التي تساعد على فتح مجرى الهواء وتقليل تورم وتضيق الشعب الهوائية.
ارتفاع ضغط الشريان الرئوي
يمكن تعريف ارتفاع ضغط الدم الرئوي بأنه ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية. في الظروف الطبيعية يتراوح ضغط الدم في الشريان الرئوي بين 8-20 ملم زئبق أثناء الراحة، أما في حالات ارتفاع ضغط الدم الرئوي يصل الضغط في الشريان الرئوي إلى 25 ملم زئبق أو أكثر أثناء الراحة أو 30 ملم زئبق أو أكثر أثناء ممارسة الرياضة. نشاط. في الواقع، يسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي العديد من الأعراض؛ وتشمل هذه ضيق التنفس أثناء القيام بالأنشطة العادية، والشعور بالتعب والإرهاق، والشعور بألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن، وفقدان الشهية، وألم في الصدر، وسرعة ضربات القلب، والشعور بالدوار، والإغماء، وتورم الكاحلين أو الساقين، والأزرق الشفاه أو الجلد. أحد المضاعفات المحتملة لارتفاع ضغط الدم الرئوي هو قصور القلب.
عدوى الجهاز التنفسي العلوي
الجهاز التنفسي العلوي ويشمل: الجيوب الأنفية، والممرات الأنفية، والبلعوم، والحنجرة. يمكن أن تحدث العدوى في أي من هذه الأجزاء. ومن أمثلة التهابات الجهاز التنفسي العلوي التهاب تجويف الأنف (بالإنجليزية: Rhinitis) والتهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinus العدوى). يُعرف نزلات البرد باسم التهاب البلعوم الأنفي، والتهاب البلعوم، أو اللهاة، أو اللوزتين، والتهاب لسان المزمار. التهاب لسان المزمار، والتهاب الحنجرة، والتهاب القصبات الهوائية. تعد عدوى الجهاز التنفسي العلوي واحدة من المشاكل الصحية الأكثر شيوعًا والتي يستدعي الأشخاص زيارة الطبيب بسببها. تتنوع الأعراض التي يشكو منها المصابون بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي، وتتمثل عادة في سيلان الأنف والتهاب الحلق والسعال وصعوبة التنفس والخمول، وهي أكثر شيوعا في فصلي الخريف والشتاء. وتعد الفيروسات أكثر الميكروبات المسببة لهذه العدوى، ومن الجدير بالذكر أن هذه العدوى من الممكن أن تنتقل من الشخص المصاب إلى الآخرين.
عدوى الجهاز التنفسي السفلي
ويمكن وصف أهم أنواع الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي على النحو التالي:
- التهاب رئوي: (بالإنجليزية: Pneumonia)، وهو عدوى تصيب إحدى الرئتين أو كلتيهما، وتسبب التهاب الحويصلات الهوائية بحيث تمتلئ بالسوائل أو القيح، مما يجعل التنفس صعباً. يحدث الالتهاب الرئوي نتيجة التعرض لبعض أنواع البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، وتعد البكتيريا السبب الأكثر شيوعًا. هذه العدوى لدى البالغين. تشمل أعراض الالتهاب الرئوي السعال المصحوب بالبلغم والحمى والتعرق والقشعريرة وضيق التنفس وألم في الصدر. تتراوح أعراض الالتهاب الرئوي من خفيفة إلى مهددة للحياة.
* التهاب الشعب الهوائية الحاد : التهاب الشعب الهوائية الحاد هو التهاب في الممرات الهوائية التي تحمل الهواء إلى الرئتين، مما يؤدي إلى تورمها وامتلاءها بالمخاط والسوائل السميكة. غالبًا ما يستمر التهاب الشعب الهوائية الحاد لفترة قصيرة تصل إلى عدة أسابيع أو أقل، وبالتالي فهو يختلف عن التهاب الشعب الهوائية المزمن، والذي يحدث غالبًا بسبب التعرض للتهيج المستمر مثل التدخين. الفيروسات هي الأسباب الأكثر شيوعا لالتهاب الشعب الهوائية الحاد. تشمل أعراض التهاب الشعب الهوائية الحاد التهاب الحلق والسعال المصحوب بمخاط شفاف أو أصفر أو أخضر والحمى وضيق التنفس والقشعريرة وآلام في الجسم.
أمراض أخرى
بالإضافة إلى ما سبق، هناك مجموعة من الأمراض التي قد تصيب الجهاز التنفسي، وتحديداً الرئتين، وذلك على النحو التالي:
- تليّف كيسي: يعتبر التليف الكيسي مرضًا وراثيًا، ويؤدي إلى إصابة المصاب به بالتهابات الرئة المتكررة.
- مرض الدرن: (بالإنجليزية: Tuberculosis) وهو نوع من العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي، ويحدث نتيجة التعرض لبكتيريا تعرف علمياً باسم Mycobacterium tuberculosis (بالإنجليزية: Mycobacterium tuberculosis).
- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة: (باللغة الإنجليزية: متلازمة الضائقة التنفسية الحادة)، وتحدث هذه المتلازمة نتيجة تعرض الرئتين لأضرار جسيمة أو مفاجئة.
- وذمة الرئة: الوذمة الرئوية، والتي تتمثل في تراكم السوائل في الأكياس الهوائية والمناطق المحيطة بها.
- تغبر الرئة: (بالإنجليزية: Pneumoconiosis)، ويعتبر هذا المرض مجموعة من المشاكل الصحية التي تتمثل في استنشاق المواد التي تضر الرئتين.
- مرض الرئة الخلالي: مرض الرئة الخلالي هو مجموعة من المشاكل الصحية التي تؤثر على الأنسجة الخلالية. ومن أمثلة المشاكل الصحية المرتبطة بهذا المرض مرض الساركويد وبعض أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الرئتين.