اخلاق المسلم وصفاته

أخلاق المسلم وخصائصه، ما هو مفهوم الأخلاق في الإسلام، ومعنى الخلق كلها في هذا المقال.

الخلق في اللغة: هو الخلق والطبيعة والدين، وهو الصورة الداخلية للإنسان، أما الصورة الخارجية للإنسان فهي الخلق. ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “… واهدني لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهديني لأحسنها إلا أنت، وتول عني” أبعد عني شرهم، ولا يصرف عني شرهم إلا أنت» (رواه مسلم). ويوصف الإنسان بأنه حسن الظاهر والباطن إذا كان حسن الأخلاق والخلق.

والمبدع إذا جاز التعبير:

وهي حالة ثابتة في النفس تتم بها الأعمال بيسر وسهولة، دون حاجة إلى تفكير أو تأمل. وهذه الحالة إما أن تنتج أفعالاً محمودة أو أفعالاً مذمومة. فإن كان الأول فالخلق حسن، وإن كان الثاني فالخلق حسن. سيء.
وهناك فرق بين الخلق والخلق. لأن التكلف هو تصنع وتصنع، ولا يدوم طويلا، بل يعود إلى الأصل، ولا يسمى سلوك التكلف تأدبا حتى يصبح عادة وحالة راسخة في النفس، يصدرها صاحبها بكل سهولة ويسر. . فمن قال الصدق مرة لا يمكن أن يقال عنه صفة الصدق، ومن كذب مرة لا يمكن أن يقال عنه صفة الكذب. بل المهم هو الاستمرار في الفعل، حتى يصبح صفة عامة لسلوكه.

حسن الخلق

إن أغلب العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه تحتاج إلى جهد بدني ومجاهدة نفسية للحصول على ثوابها وإثبات استحقاقها. فالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها من العبادات العظيمة تحتاج إلى مثابرة عظيمة وعزم كبير على أدائها والتقرب إليها. بل إن خللاً بسيطاً في بعض أركانها قد يبطلها ويوجب جبرها أو تكفيرها. أما عبادة الأخلاق الحميدة فهي أخلاق فطرية وفضائل إيمانية تنعكس في عادات الإنسان وسلوكياته دون بذل جهد أو تكلف أو عناء. إنها عبادة صامتة عظيمة. أجره، ويرتفع أجره إلى درجة من نام الليل وصام النهار، كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن المؤمن ليبلغ من الخير إن خلقه عند درجات الحسنى). (قائم الليل وصام النهار). وعبادة الخلق الحسن تزين سائر العبادات، وتكملها، وتحتل من الأجر كغيرها، وتتفوق في درجات الإيمان، كما جاء في الحديث (أكثر الناس ثوابا). ممتاز من المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا).

كيف يتم اكتساب الأخلاق الحميدة؟

وسئل عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن حسن الخلق فأجاب: (حسن الخلق أمر هين، ووجه طلق، ولين كلام). الأخلاق الحميدة مخزنة عند الله. وينعم بها على عباده بالفطرة ثم بالتعلم. وهي رزق يوفّره الله لمن يحب من عباده مكافأة على تقربهم إليهم وربطهم بالطاعات. فالأخلاق تكتسب بالتأمل والتدبر ومصاحبة الطيبين، ابتداءً حتى تصبح سلوكيات تمارس. وبدون شعور أو نية، فإن الأخلاق الحميدة في الإسلام كثيرة، منها الصبر، والكرم، والإيثار، واللطف، والعدل، والحياء، والشكر، وحفظ اللسان، والعفة، والوفاء، والصدق. وضدها الأخلاق المذمومة التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، كالغضب والغيبة والنميمة والكذب والفحش، وغيرها من الصفات التي لا يقبلها الفطرة.

أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم

ويجب على المسلم أن يلتزم بجميع الأخلاق الإسلامية دون تفرد أو انتقائية، وعليه أن يجتهد في خلق كل الفضائل والصفات الحميدة حتى ينطبع بها وتصبح مبرمجة ذاتيا في أفعاله وانعكاساتها السلوكية واللفظية. ومن أهم الأخلاق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:
الأمانة: وهي من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم التي عرف بها وتميز بها قبل البعثة لحسن أخلاقه. يعني حفظ الحقوق وأدائها لأصحابها، وقد أثنى الله تعالى عليها وذكرها في كتابه العظيم، وجعلها علامة الإيمان، وضدها الخيانة، علامة النفاق.
– الحلم: وهو الامتناع عن تبادل السب مع الناس، والصبر والتسامح على أفعالهم. وهو خلق إلهي نسبه الله إلى نفسه وجعله من أسمائه.
-العفة: هي الزهد عن المحرمات، واجتنابها، والابتعاد عن طرقها، وترويض النفس عن طلبها والرغبة فيها. العفة من أخلاق الأنبياء وآيات الصالحين، وبها يتلذذ المؤمن الصادق، ويشعر بحلاوة إيمانه وعفته.

أمثلة على حسن الخلق:

ومن حسن الخلق بر الوالدين وصلة الرحم. وليس القريب بالعدل، بل الذي يصلهم إذا انقطعت رحمته.
ومن الأخلاق الحميدة الإحسان إلى الجيران وتقديم المنفعة لهم.
ومن حسن الخلق إفشاء السلام في السر والعلانية، وحسن الكلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم من كان على هذا النحو بأنهم سيدخلون الجنة بسلام.
ومن حسن الخلق أن تسلم على أهلك عند دخولك عليهم. وهذه سنة مشهورة، وقد أصبحت مهجورة عند كثير من الناس اليوم، مع أنها بركة للمسلم الداخل وأهل بيته، كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن حسن الخلق معاملة الزوجة بإكرام واحترام، ووجه طلق، وكلمة طيبة. وقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي». (السلسلة الصحيحة).
ومن حسن الخلق التعامل مع الناس بالود والوفاء، والكف عن التقليل منهم والقسوة، وقول الصدق، وأداء الأمانة، ونصحهم. وهذا من أهم أخلاق الإيمان والدين.
ومن حسن الخلق استعمال النظافة في البدن والملابس والبيت. إن الله جميل يحب الجمال، طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، وإذا أنعم الله على عبده أحب أن يرى أثرها عليه.

ومن فوائد الأخلاق للفرد والمجتمع:

1- نشر الأمن والأمان بين الأفراد والمجتمع.
2- وجود الألفة والمحبة بين الناس.
3- شيوع التعاون والتكافل الاجتماعي بين المجتمع. المسلمون أمة واحدة أغنيائهم يعطفون على فقرائهم.
4- نبذ الفرقة والخلاف وما يمزق المجتمع، والتمسك بالقيم والمبادئ.
5- المساهمة في خدمة المجتمع، والتخفيف من معاناته، وتقديم ما يعود بالنفع على الوطن والإنسانية. المؤمن مثل المطر أينما نزل كان نافعاً.
6- الإيجابية في المجتمع، وتفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما في ذلك من أسس وقواعد، دون تنفير الناس، أو إهمال الشريعة وتعاليمها.
7- تقديم الخير للناس بالحب والسعادة الغامرة، وتفعيل الإنتاج، وخلق ثقافة العطاء والعطاء بين المجتمع.
8- نشر روح التسامح ونشره بين الناس، تحت شعار: (والعافين عن الناس)، ونحو مجتمع راقي تسوده الألفة والمحبة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً