نقدم لكم قصة قصيرة عن أخلاق المؤمنين من خلال مقالتنا. كما نذكر لكم قصة قصيرة عن الأخلاق الحميدة، بالإضافة إلى قصة قصيرة عن الأخلاق السيئة. كل هذا وأكثر ستجده في ذلك المقال والخاتمة هي أهمية الأخلاق في المجتمع.
قصة قصيرة عن أخلاق المؤمنين
في أحد الأيام كانت هناك امرأة عجوز تعيش وحدها بعيداً عن مكة، ولم تؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكانت تكن له حقداً وكراهية شديدة، رغم أنها لم تره قط، لكنها كانت تسمع من الكفار الكثير من الكذب والافتراء، وفي أحد الأيام ذهبت المرأة العجوز. ذهبت إلى مكة لتشتري بعض الأشياء. كانت الأشياء كثيرة جدًا عليها ولم تستطع حملها بأي شكل من الأشكال. طلبت من عدة عبيد مساعدتها مقابل دفع مبلغ من المال، فرفضوا جميعاً، حتى جاءها رجل لم يفعل… فتعرف عليه وسألها إن كانت تريده أن يساعدها. فقال له الرجل العجوز: اصنع لي هذه الخدمة، فأنا كبير في السن ولا أستطيع أن أحمل أغراضي وحدي.
فحمل الرجل جميع ممتلكات المرأة العجوز وأوصلها إلى منزلها سيراً على الأقدام، ولم يتذمر أو يتكاسل رغم بعد المسافة. ولما وصلوا إلى منزل المرأة العجوز قالت له: يا بني، ليس عندي شيء ذو قيمة حتى أقدم لك أجرك، ولكن سأعطيك نصيحة قيمة. فقال لها: هاتي ما تحتاجينه. معك، قالت له: إن بمكة رجلاً اسمه محمد يقول إنه نبي ورسول من الله، فلا تتصدق عليه. إنه كاذب وساحر. فقال لها صلى الله عليه وسلم: ماذا تفعلين لو كنت مكانه؟ محمد، فقالت العجوز: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.
قصة قصيرة عن حسن الخلق
كان هناك عامل يعمل في مصنع لتجميد وحفظ الأسماك، وفي أحد الأيام دخل الثلاجة قبل أن يعود إلى منزله لاستكمال آخر أعماله. وأثناء وجوده في الثلاجة، حدث أن أُغلق باب الثلاجة في وجهه. حاول الرجل أن يفتح الباب فلم يستطع، فبدأ بالصراخ والنداء بأعلى صوته، ولكن لم يكن هناك من يسمع مكالمته، وبعد مرور خمس ساعات، وبعد أن اقترب الرجل من متجمدًا من البرد الشديد، فتح حارس المصنع باب الثلاجة وأنقذه. وعندما سأل مدير المصنع الحارس: كيف عرفت أن العامل لا يزال بالداخل ولم يخرج؟ فقال له مع العمال: أنا أعمل في هذا المصنع منذ ثلاثين سنة. مئات الموظفين والعمال يأتون ويخرجون من المصنع كل يوم، ولم يكن أحد منهم يسلم علي كل يوم ويسألني عن حالي إلا ذلك العامل، وفي نهاية اليوم لم أسمع منه وافتقدته عندما غادر العمال، فعلمت أنه لا يزال في المصنع، فبحثت عنه حتى وجدته.
قصة قصيرة عن سوء الأخلاق
تقول القصة أنه كان هناك رجل معروف بأنه ثري جداً، وكان يحب أن يتكبر على الناس، وخاصة الفقراء، وأن يسخر من الفقراء من حوله. وفي أحد الأيام كان يقود سيارته في مكان قريب من البحر، وجاءت سيارة أخرى بسرعة واصطدمت بهذا الرجل من الخلف فكاد أن يسقط. في البحر، اتصل الرجل بالناس طلبًا للمساعدة في محاولة الاستعانة بأحد لإنقاذه، لكن لم يفعل أحد ذلك.
رأى رجلاً يبدو فقيراً وطلب منه مساعدته. ساعده الرجل دون تردد. كان هذا الرجل الغني يضربه في الماضي، لكن الرجل الفقير لم يقل هذا وأنقذه لأنه كان يتمتع بأخلاق جيدة. فشكر الرجل المتكبر الرجل الفقير وأخبره أن ما حدث له كان نتيجة أفعاله وأنه قد تعلم. ومما كان يفعله بالناس، تاب مما كان يفعل، واستغفر ممن آذاه، وأقسم أن لا يفعل ما كان يفعله مرة أخرى.
أهمية الأخلاق في المجتمع
– إن جوهر وجود المجتمع الإنساني يكمن في النظام الأخلاقي الذي ينظم العلاقات بين الأفراد والجماعات. فبدون الأخلاق لن يكون هناك لقاء بين البشر، وبالتالي لا يوجد مجتمع، لأن الأخلاق هي التي تردع الإنسان عن التعدي والاعتداء على أخيه الإنسان، وهي التي تمنع نزوع الأنانية. الإنسان وجشعه وطغيانه يجعل الإنسان قادرا على التنازل عن بعض ما يرغب في امتلاكه من أجل الحفاظ على صورته ومكانته واحترام المجتمع له، لأن فكرة المكانة الاجتماعية في حد ذاتها هي نتيجة لل وجود الأخلاق.
ولا ننكر الحقيقة إذا قلنا إن للأخلاق أهمية كبيرة في حياة الناس، ويتوقف عليها مصير الشعوب والمجتمعات. فمنهم من ساد حين وجد، ومنهم من هلك واختفى حين غاب. ومن هنا ندرك مدى أهمية الأخلاق في تطور المجتمعات أو تفككها، باعتبار أن الأخلاق هي فن التعامل بين الناس. الناس بما يحفظ المصلحة الخاصة ولا يخل بالمصلحة العامة، والتي تتمثل في تنازل كل إنسان (فرد/مواطن) عن بعض مصلحته الذاتية من أجل مصلحة المجتمع ككل، حيث أن هذا ويعتبر الفرد في نهاية المطاف جزءا منه. وبذلك يستفيد من هذه الفائدة العامة.
لا شك أن البيئة والمجتمع لهما الأثر الكبير في خلق بيئة أخلاقية سليمة تؤثر في تكوين وبناء شخصية الإنسان. تمثل البيئة الاجتماعية البيئة الإنسانية التي يولد فيها الإنسان، وينشأ طفلاً، ثم ينمو ليصبح مراهقًا، ثم شابًا إلى بالغ. ويتضمن هذا الفضاء الاجتماعي أنظمة فكرية وأخلاقية تهدف إلى ضبط وتنظيم العلاقات الاجتماعية المختلفة في كافة المجالات. وغالبا ما تؤثر هذه البيئة على الإنسان. بل إن هناك حتمية في تشكيل شخصية الإنسان وفقا لثقافة البيئة الاجتماعية التي ولد ونشأ فيها. إذا كانت القيم والأخلاق والعادات يسود فيها خلل في البيئة والمجتمع، ويترتب على ذلك تنشئة الأفراد السيئة، خاصة إذا اختلط الإنسان بأفراد لا يتمتعون بالأخلاق الحميدة.
ومن هنا يمكننا أن نؤكد أن الأخلاق هي أساس بناء أي مجتمع، فالأخلاق الحميدة تؤدي إلى وجود مجتمع متماسك خالي من الجرائم ومظاهر الفساد المختلفة، وبالتالي مجتمع قوي لا يهاب أحداً ولا يخضع لأحد. ولذلك فإن تربية الأبناء مسؤولية على الوالدين، وهم مسؤولون أمام الله وأمام المجتمع عن حسن أخلاق أبنائهم. فإذا اهتم كل أب بتربية أبنائه وبناته على أسس سليمة، سنحصل على مجتمع تقل فيه مظاهر الانحراف والفساد بشكل كبير. ولا يمكن أن يخلو أي مجتمع من مظاهر الفساد، لأنه لا يوجد شيء كامل في الكون، والكمال لله وحده. بل هو النسبة والتناسب. ولكن إذا تم التعاون بين الأسرة والمؤسسات التعليمية وسنت الدولة القوانين اللازمة، فمن الممكن خلق إنسان سليم يفكر أكثر من مرة من قبل… يكون مستعداً للخطأ، وبذلك يكون لدينا مجتمع سليم متطور في الفكر ومتقدم في العلم والحضارة.