غرس قيمة التعاون

غرس قيمة التعاون نتحدث عنها من خلال هذا المقال. كما نذكر لكم طريقة تعليمية للأطفال حول التعاون، وطرق تنمية مشاركة الطفل، وفي الختام أهمية مشاركة الطفل في الحياة العامة.

غرس قيمة التعاون

السعادة العائلية تكمن دائماً في ترسيخ قيم التعاون المبنية على المحبة بين أبنائنا، وتنمية هذا الحس تكون من خلال توجيه الأطفال إلى التعاون والمشاركة وتعليمهم هذه الشخصية الجميلة وغرسها في نفوسهم. وهذا سينعكس إيجاباً على سلوكهم ويجعلهم متعاونين مع الآخرين، وليس أنانيين وعدوانيين.
وعن طرق تعليم الأطفال قيم التعاون والعطاء، تقول الأخصائية الاجتماعية سوزان خير: “هناك طرق كثيرة لتعليم الأطفال هذه القيم، وأهم ما في هذه الطرق هو أن يكون الأهل قدوة لأبنائهم في التعاون والعطاء، لأن الأبناء يقلدون والديهم بطبيعتهم. على سبيل المثال، يجب على جميع الآباء المشاركة والتعاون في الأعمال المنزلية لترسيخ فكرة التعاون بين الأطفال.
وتضيف: “هناك طريقة يجب أن يبدأها الأهل، وهي ضرورة الحوار والنقاش مع أبنائهم في كافة المواضيع، وإشراكهم فيها، وتعويدهم على التعاون والمشاركة في إيجاد الحلول لها. وهذا بحد ذاته درس في التعاون والمشاركة من خلال الحوار البناء”.
“كما اتضح أن من الأساليب التي يجب على الآباء اتباعها هو العمل على تعزيز الاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية لدى الأطفال من خلال حثهم على الاهتمام بغرف نومهم وترتيب ألعابهم ومتعلقاتهم، وأن يكون لكل فرد في الأسرة وهو الدور الذي يتحمل مسؤوليته، وهذا من شأنه أن يعزز روح التعاون والمشاركة العائلية. .
ويشير خير إلى أن: “هناك طرق أخرى لترسيخ قيم حب التعاون لدى الأطفال، وضرورة أن تعتمد الأسرة والمدرسة أساليب تعليمية حديثة وفعالة في ترسيخ قيم التعاون من خلال اللعب، و ولكل طفل دور في اللعبة، وهذا من شأنه تدريبهم على نظام الأدوار الذي في حد ذاته يرسخ قيم التعاون فيما بينهم.
وتشير إلى أهمية الرياضة. هناك أنواع من الرياضات التي تعتمد على اللعب ضمن فريق، مما يؤدي إلى بث روح التعاون والمشاركة فيها، مما يلقي فيهم سمة الأنانية.
وتبين أن: “يمكن ترسيخ قيم التعاون لدى الأطفال من خلال تعليمهم المحافظة على النظافة وعدم رمي القمامة على الطريق وفي الحدائق العامة”.
وتشير: “ضرورة اهتمام أولياء الأمور بأهمية مشاركة أبنائهم في الأنشطة اللامنهجية في المدرسة، مما ينمي مهاراتهم ويغرس فيهم التعاون من خلال العمل الإنساني والخيري”.
يقول محمد الخالدي ماجستير الفقه وأصوله: «التعاون من الأخلاق الحميدة التي يجب ترسيخها في نفوس أبنائنا. وقد حثنا الله تعالى في قوله: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
ويوضح أن: “خلق التعاون يعمل على تماسك الأسرة وترابطها الاجتماعي الكبير والألفة والمودة والرحمة بينهم، وعدم الفرقة والخلاف. وقد حث رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على التعاون بقوله: “”المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضه”.”
ويوضح الخالدي أن: «خلق التعاون يساهم في طهارة النفس وتجنب الأنانية لدى الأبناء، ويغرس فيهم الألفة والمحبة حتى يصبحوا أفراداً صالحين يتنافسون في فعل الخير ومساعدة الآخرين في سبيل الله. إشباع.”

أداة تعليمية حول التعاون للأطفال

1- لوحة الصديقين :

أما هذا النشاط فهو يعمل على تحسين المهارات الحركية الدقيقة لدى الطفل من خلال التناوب بين دور القائد والرسام. يطلب منه القائد أن يرسم لوحة فنية بتفاصيل معينة وخلال فترة زمنية محددة، ومن ثم يتم قياس مدى تعاون الطفلين بناءً على دقة الرسم الناتج وصحته.
2-جحر الأرنب:

يتم تنفيذ هذا النشاط من خلال تعيين طفل ليكون الثعلب والباقي أرانب. هنا يجب عليهم الهروب من الثعلب إلى جحرهم. تساعد هذه اللعبة في تحسين قدرات التحكم والتخطيط لدى الأطفال. كما يركز على مفاهيم المساحة الشخصية لهم، ويهدف إلى تعليمهم أفضل مهارات التعاون والمساعدة في الاختباء أو الهروب بطريقة تمنع الثعلب من الإمساك بهم.
3- سباق التتابع:

ويتم ذلك من خلال مشاركة الطفلين في حمل أي أشياء بشكل زوجي أو سحبها لأطول فترة ممكنة، مثل حمل الكرة بأصابع السبابة فقط، حيث توفر هذه الأنشطة متعة كبيرة للأطفال.
4- رسم كتاب القصة:

إنه نشاط فني وحرفي تعاوني يقوم فيه الأطفال ببناء تحفة إبداعية خاصة بهم. ومن المعروف أن الأطفال يتمتعون بمخيلة واسعة تمكنهم من رواية القصص. تبدأ التحفة الفنية بأن يرسم الطفل الأول أي شيء على الورقة، ثم يضيف طفل ثاني رسمًا آخر لتوسيعه، ويستمر الأطفال بالتناوب حتى يحصلوا على القصة. وأخيراً، فإن هذا النشاط الحركي التعاوني الجميل يمكن الأطفال من التعاون معاً في تنمية مهارات الإبداع.
5- اللعب الأعمى:

ويتم ذلك من خلال تغطية أعين الأطفال بالتناوب والسماح لهم بالاستماع لبعض الأوامر لاستكشاف البيئة المحيطة بهم. هذا النشاط يعلم طفلك مهارة الاستماع بكل سرور ومتعة. كما يدربهم على التعاون في تبادل الأدوار والاستماع للقائد. فهو يعلم القائد كيفية مساعدة أقرانه وتبسيط التعليمات لهم لإنجاح اللعبة أو المهمة.
6- طريق العائق:

ويتم ذلك من خلال تشكيل مسار بعوائق تقليدية أو مهام محددة، حيث يمسك كل طفلين بأيدي بعضهما البعض، وتحديد مستوى تعاون الشريكين في التغلب على تحديات الحركة دون التخلي عن بعضهما البعض أو ترك أيديهما من خلاله. هذا.

طرق تنمية مشاركة الطفل

1- يمكنك استخدام المؤقت:

بمعنى أنه يجب على الطفل أن يعطي اللعبة لشريكه في اللعب؛ وبمجرد انطلاق صوت المنبه حسب الوقت الذي تحدده، يتم تبادل الألعاب بينهم مع كل تنبيه مؤقت، مما ينمي لدى الأطفال أهمية الالتزام بالمشاركة.
2- الثناء الوصفي للطفل عندما يتقن عملاً تشاركياً :

لا تقل فقط: “أنت طفل بطل أو أنت طفل جميل…”. إلخ.” يمكنك بدلاً من ذلك أن تقول: “هل رأيت الابتسامة على وجه أخيك عندما أعطيته اللعبة؟” كم أسعدته.. أرأيت؟… هذه العبارات تلفت انتباه الطفل إلى الأثر الإيجابي الملموس الذي تركه في الآخرين.
3- البدء بتعليم الطفل قيم المشاركة في سن مبكرة:

منذ اللحظة التي يبدأ فيها الطفل في إدراك الأشياء وفهمها؛ علميه أهمية المشاركة من خلال تمرير الأشياء بينك وبينه، وتكرار القول: “دورك… الآن دوري”، وهكذا، فتعلم تبادل الأدوار هو الخطوة الأولى في المشاركة.
4- استخدم الألعاب التي لا تحدد الفائز لشخص واحد:

وخاصة قبل دخول الطفل إلى المدرسة، فإن مشاركتك في ممارسة هذه الألعاب غير التنافسية تنمي لديه روح العمل الجماعي وبالتالي المشاركة، مثل: لعبة البحث عن الكنز (حاول إخفاء الهدايا واستخدم الألغاز البسيطة وساعده هو وإخوته أو يحلها الأصدقاء للعثور على كنوزهم). وبالطبع هذا لا يعني أن الألعاب التنافسية سيئة، لكن الخبراء ينصحون بممارستها وتطويرها بعد سن السادسة ودخول الطفل إلى المدرسة (سنتناول موضوع القدرة التنافسية لدى الطفل بالتفصيل في مقال قادم).
5- كن قدوة لطفلك:

تدربي على المشاركة في المنزل بطريقة ممتعة، مثلاً اجلسي معه على الأريكة لمشاهدة التلفاز، أو تحدثي معه عن أهمية تناول أدويته أثناء مشاركتك الطعام الذي يحبه، مثل الآيس كريم.

أهمية مشاركة الأطفال في الحياة العامة

1- تحقيق بعض المكاسب في المجتمع، من خلال شريحة من أفراده.
2- تشجيعه على فعل الخير والعطاء والمنافسة في ذلك. – تشجيعه على التطوير المستمر لمهاراته وتحسينها.
3- تعويده وتشجيعه على تأمين مستقبله والتخطيط له.
4- إكسابه الصفات القيادية، وهي صفات لا يمكن أن يكتسبها الطفل إلا من خلال الخبرة العملية.
5- دمجه في البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها. استغلال واستثمار طاقاته المتعددة بشكل إيجابي. الطفل مليء بالطاقات الإبداعية التي تحتاج إلى تعزيزها وتشجيعها.
6- حسن توجيه سلوكه، وإعطائه القدرة على تعديله بنفسه باستمرار.
7- بناء شخصيته السليمة، حيث تنمي كافة اتجاهاته الإيجابية في الحياة، وتكتسب وتقوي بعض السمات الشخصية المهمة، مثل الجرأة، والمبادرة، والمسؤولية، والثقة بالنفس، والإيثار.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً