تعريف الحب الحقيقي . نقدم لكم متابعينا الأعزاء تعريفا شاملا وكاملا عن الحب الحقيقي وما تدل عليه أهم شروطه وعلاماته.
وللحب وجوه كثيرة مختلفة، بعضها حميد، وبعضها مذموم، وبعضها يأخذ من بعض. وهناك حب المصلحة، الذي يبدأ بالحصول على منفعة، ولكنه سرعان ما ينتهي بانتهاء المصلحة أو بانتهاء قدرة المحبوب على العطاء.
وهناك مشاعر شهوة لا يعرف فيها المحب معشوقه إلا باحتراق رغبته وإنهاكها بعد إشباعها، أو بعدم قدرة الطرف الآخر أو رفضه على تلبية احتياجات هذا المحب الشهواني، وهناك هو الحب الحقيقي الذي طالما تغنى به الشعراء والمطربون موضحين صفاته الجميلة دون أن يقدموا لنا مفهوما عنه.
ما هو تعريف أو معنى الحب
وهكذا فإن كل تعريفات هذه العاطفة الإنسانية العميقة، رغم جمالها وذكاء أصحابها، تبدو في غاية السذاجة ولا تصور الجوهر الحقيقي للحب… لأن الحب من أعقد المعاني وأصعبها بحيث يصعب فهمها. ينقل بالكلمات… وذلك لأن الحب غالباً ما يمتزج بالمشاعر كالشوق والفرح. والإعجاب والفرح والرضا والتواصل الروحي… كل هذه المعاني المضيئة تتشابك كالذرات المضيئة لتشكل قطعة كريستال تتلألأ سحراً. وجمال اسمه “الحب”. تنبعث من هذه البلورة ظلال مبهجة وألوان حب رائعة. ينثر عالماً من المشاعر المشرقة هنا وهناك، ولكل منا استقباله الخاص للحب. نختار اللون الذي يناسب شخصيتنا ومزاجنا وثقافتنا وبيئتنا الاجتماعية.
هناك تعريفات كثيرة ومتنوعة لهذه العاطفة الإنسانية البسيطة والمعقدة.. القريب والبعيد.. كل إنسان يرى الحب بعينيه وفي ضوء تجربته الشخصية.. كلنا نتلقى الحب بمستقبلاتنا الخاصة وحسب المفاهيم التي تشكلت في ذهنه لا لشيء سوى الحب وروحه التي تلقاها من خلال عائلته ومعلميه ومجتمعه.
إن أسرار الحب الخفية ومعانيه الخفية لا يعرفها إلا من تأثر بها، وعاشها وملأت كيانه ووجدانه. الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن الحب ولا أن تكشف حقيقته… لذلك سيبقى سؤال «ما هو الحب» مفتوحًا ولا ينتهي بإجابة؟
باختصار الحب تجربة حية… ومن ذاق الحب يعرف… ومن يعرف يعرفه… أما من لا يعرف الحب فهو بعيد عن عالم الأحياء، وإذا كان تظهر الشخصيات… فالله قادر على خلق الحياة لمن يحبون. وأما من لا يحب ولو رآه الناس فهو ميت.
معنى الحب الحقيقي
الحب الحقيقي هو الحب الذي لا يعاني من عجز، ولا تنقطع حباله مع مرور الزمن، بل يزداد قوة ونقاء ونضارة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذا الحب الحقيقي الذي نتحدث عنه لا يمكن أن يكون إلا من خلال العلاقة الطيبة الحلال التي يرضاها الله ويرضاها ويباركها الجميع، وهو الزواج الذي يعتبر من أقدس المقدسات. روابط ومسارات تربط بين الرجل والمرأة، وتتحدد في قوله تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة” “. والرحمة
علامات الحب الحقيقي
هناك مجموعة من العلامات تعلمك عزيزي الشاب، عزيزتي الفتاة، أن ما تشعر به مع الطرف الآخر هو الحب الحقيقي، البعيد عن أي رغبات نفعية. هم:
الراحة النفسية
المحب الحقيقي هو الذي ترتاح معه إلى عفويتك وعفويتك معه. تنفتحي له على مشاعرك وأخطائك والأحداث المهمة في حياتك، وتعلمين أنه سيفهمك ويسامحك. لن يحاسبك مثل حساب الملك على أخطائك في حقه. فإن عاتبك سيلومك على أخطائك في حق نفسك لا لشيء إلا لمصلحتك.
إذا كنت تشعر بالثقة حيال ذلك
إذا وجدت شخصاً تثق به وتثق بآرائه في كافة نواحي الحياة، فسوف تعلم أنه لن يضيعك وأنه لن يقول كلمة إلا إذا كان ذلك في مصلحتك. إنه مستعد أن يواجه معك مصاعب الحياة مهما كان حجمها، بكل عزيمة ومثابرة، فاعلم أنك وجدت حبيبك الحقيقي.
الحب الحقيقي هو الجواب على غياب الحبيب
الحب الحقيقي هو أن تدفع الشر عن حبيبك إذا أساء إليه أحد أو أساء فهمه، خاصة إذا كان هذا الشخص ذا شرف كبير وقيمة أخلاقية عند المحب. وحتى لو انفصلتما فإن الحب الحقيقي ينعكس في احترام النهايات وليس الانجذاب إلى البدايات.
مغفرة
الحب الحقيقي هو أن يسامح كل منكما الآخر على أخطائه ويدرك أن لكل إنسان أخطاء فنحن لسنا ملائكة وأن تحافظ لحبيبك على كل شيء جميل في قلبك مهما بدا صغيرا أو كبيرا متباعدة أو بعيدة.
دعوة صادقة
المحب الحقيقي يذكرك دائمًا في دعائه بظهر الغيب، ويتمنى لك كل التوفيق، ويحفظك بدعائه من كل شر دون تعب أو ملل أو نسيان مهما تباعدت أو تباعدت بينكما. ولا يحمل في قلبه ضغينة تجاه الطرف الآخر، حتى لو تركه أو لم يجد تجاهه مشاعر متبادلة. لا يتمنى له إلا السعادة، ولو مع شخص آخر، ولا يحمل له في قلبه إلا الأشياء الطيبة والجميلة.
وفي الختام أيها الشاب العزيز، أيها الفتاة العزيزة، لا ترهقوا أنفسكم وقلوبكم في البحث عن الحب الحقيقي، فهو ليس كإبرة تدخلها في كومة من القش، بل هو جوهرة تتلألأ فيها. حياة المحظوظين دون بحث مسبق أو إذن. إذا وجدته فهنيئاً لك، وإذا لم تجده، فاعلم أن الدخول في علاقات حب غير متساوية أو مضمونة العواقب لن يترك إلا قلوباً وأرواحاً تنزف.
وكما قال جبران خليل جبران: «لا يموت الإنسان دفعة واحدة، بل يموت أجزاءً. كلما رحل صديق مات جزء، وكلما رحل عنا حبيب مات جزء، وكلما قُتل أحد أحلامنا مات جزء، فيأتي الموت الأعظم ليجد كل الأجزاء ميتة، فيحملها و أوراق.”
لا تصلوا بأنفسكم إلى هذه المرحلة.
كيفية الحفاظ على الحب الحقيقي
يمكن الحفاظ على الحب الحقيقي من خلال العمل على ترسيخ قواعد المودة والحب والرحمة بين العشاق، ومن خلال هذا يمكن الحفاظ على الحب الحقيقي لأطول فترة ممكنة.
ورغم أن البعض يتصور أن الحب الحقيقي مخلوق هش ولا يستطيع أن يتحمل ضربات المجتمع والظروف الاجتماعية والمادية، إلا أن الحقيقة هي أن الحب الحقيقي قادر على تحمل مختلف ضربات الظروف المادية والاجتماعية والاقتصادية.
لكن ما لا يستطيع الحب الحقيقي أن يتحمله أبداً هي الضربات والطعنات الداخلية التي يمكن أن يتعرض لها الحب الحقيقي، وتتمثل هذه الطعنات في الخيانة وعدم الوفاء. كل هذه الأمور يجب تجنبها حتى يعيش الحب الحقيقي ويستمر وينمو مع الوقت.