الآثار الناتجة عن الطلاق العاطفي

الآثار الناتجة عن الطلاق العاطفي وكيفية التغلب على الطلاق الصامت وأسباب الطلاق العاطفي وتعريف الطلاق العاطفي. وهذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.

الآثار العاطفية للطلاق

الطلاق العاطفي من أوضح العلامات التي تدل على انتهاء الزواج بين الطرفين ما لم يشرعا في علاجه. وهي في هذه الحالة بلا شك الحلقة الأخيرة في سلسلة الحياة الزوجية التي قد تنتهي بالطلاق الفعلي. إلا أن بعض الأشخاص يفضلون تحمل معاناتهم وآلامهم، إما من أجل حماية أنفسهم. لحماية الأبناء من الضياع أو الحفاظ على المظهر الخارجي للأسرة في المجتمع، لأن المجتمع عادة ما ينبذ الطلاق.
الطلاق العاطفي ليس له آثار سلبية أقل من الطلاق الفعلي، وفي كثير من الحالات قد يكون أكثر خطورة. أما الزوجين فينزع الحب والمودة من قلوبهما لبعضهما البعض، ويجردهما من الاهتمام ببعضهما البعض. أي نوع من الحياة هي تلك التي تخلو من الحب وخالية من الرعاية؟
– في الظاهر هي الحياة، أما في الداخل فهي الجحيم نفسه. لأنه يولد مشاعر الإحباط والحزن، فضلاً عن الفراغ العاطفي، وكلها أمور ترتبط ارتباطاً وثيقاً على المدى الطويل بحالات الاكتئاب والقلق والاضطرابات على الصعيدين النفسي والجسدي.
كما أنه يضيع فرصتهم في بدء حياة جديدة من خلال زواج آخر قد يجدون فيه ما يفتقدونه من الدفء والأمان والحب والحنان.
ورغم أن الطلاق العاطفي يترك آثاره السلبية على الطرفين، إلا أنه أشد وأصعب على الزوجة، لأنها الأكثر حاجة إلى الحنان والاهتمام من ناحية، ومن ناحية أخرى لأن الزوج يستطيع تعويض ما عليه. قد يفتقر في هذه الحياة الزوجية إلى حياة زوجية أخرى، وأما الزوجة فلا تملك هذا الحق، ولذلك يمكن اعتبار الطلاق العاطفي من أهم الأسباب التي تدفع الزوجة إلى الخيانة لا قدر الله حتى لو لم تكن. مبررا لذلك.
أما الأبناء فهم أكبر الخاسرين، فزهرة طفولتهم تمزقها أشواك هذا المرض العضال، فتغرز أنيابها ومخالبها في جسد أسرتها، فتحولها إلى أسرة تأسر أبنائهم. الطفولة، تصادر أحلامهم الجميلة، وتقتل سعادتهم. حيث يهتم الأهل فقط باحتياجات الأسرة اليومية، دون الاهتمام بمشاعر أبنائهم، وهو ما ينعكس في مرحلة المراهقة على شكل انحراف بحثاً عن الحنان الذي يفتقدونه داخل الأسرة، بالإضافة إلى حالة القلق التي تصاحبهم بسبب سوء العلاقات وتوترها بين والديهم، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الشتائم والضرب؛ ولذلك فإن أغلب الأطفال في حالة الطلاق العاطفي يعانون من الاكتئاب وعدم القدرة على مواجهة الحياة، بالإضافة إلى الانطباع بوجود صورة سلبية مشوهة عن الزواج في أذهانهم.
قد يتصور الزوجان أنهما إذا نجحا في إخفاء الطلاق العاطفي عن أبنائهما سينجو من آثاره السلبية، لكن هذا تصور غير صحيح، فالأبناء سيشعرون حتما بالطاقة السلبية المشحونة بين الوالدين.

كيفية التغلب على الطلاق الصامت

1- الاعتراف بالمشكلة:

الخطوة الأولى للتغلب على الطلاق الصامت هي الاعتراف بوجود مشكلة وتحديد الأسباب الكامنة وراءها. في البداية يكفي أن تعترفي بذلك وحدك، لتتمكني من استكمال بقية الخطوات مع زوجك.
2- تحدثي مع زوجك:

تلعب المخاوف من تأثير الحديث دوراً كبيراً في بقاء الزوجين صامتين، لكن لا تدع هذه المخاوف تؤثر عليك، واطلبي التحدث مع زوجك بهدوء، حتى تتمكني من البدء في حل المشكلة.
3- استشارة أخصائي العلاقات الزوجية:
إذا كنت قد وصلت إلى النقطة السابقة، ولا تشعر بتحسن في العلاقة، فاطلب المساعدة من مستشار العلاقات الزوجية، فقد تكون هناك مشاكل أعمق يجب معالجتها لاستعادة التواصل بينكما وتقوية العلاقة بينكما من جديد.
4- كن صادقاً:

أخبري زوجك بما يدور في ذهنك، واذكري مخاوفك، كوني صريحة معه، وأخبريه بما تريدين أن يعرفه، ثم أعطيه وقته ليتحدث بحرية.
5- ناقشيه بهدوء دون تشاجر:

قد يخاف زوجك من الحديث معك لتجنب الخلاف، لذا قبل أن تناقشي الأمر، اشرحي له أنك لا تريدين أن تتشاجر معه، بل توصلا إلى حل معًا واكتشفي أسباب ابتعادكما عن بعضكما البعض. لأن الصمت يزيد المشكلة.
6- ابحث عن الحلول:

بعد أن كسرت حاجز الصمت وفتحت باب التواصل مع زوجك، الخطوة التالية هي البحث عن حل. تبادلا الآراء، وفكرا في كيفية إعادة الاتصال بينكما، وتذكرا كيف كنتما معًا، واكتبا قائمة بكل ما تحتاجانه لحل المشكلات حسب أهميتها.

الأسباب العاطفية للطلاق

1-الاختلافات الاجتماعية والثقافية

بعد فترة من الزواج، يدرك أحد الزوجين أو كليهما أن شريك حياته يختلف عنهما في عدة أمور، ولا يجمعهما سوى سقف واحد يكاد ينهار على رأسيهما من شدة الخلافات التي تنشأ بينهما.
المستوى الثقافي والاجتماعي وحتى طريقة التفكير والتعامل مع ضغوط الحياة وحتى فارق السن بينهما، كل هذه العوامل تتدخل لتحديد شكل العلاقة التي تجمع الزوجين الذين وصلوا إلى مرحلة “الاكتفاء”. أو الملل الذي يؤدي إلى “ضمور” المشاعر بينهما وبالتالي حدوث ما يعرف بالطلاق العاطفي.
2- المشاجرات المستمرة

الخلافات المستمرة بين الزوجين لأسباب مختلفة، بعضها يبدو بسيطاً والبعض الآخر معقداً، تؤدي إلى توتر العلاقة بينهما بشكل يسبب الاغتراب النفسي، والذي مع استمراره لفترة أطول يؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية و دخولها في نفق الانفصال العاطفي.
3- الملل الزوجي

بعد سنوات طويلة من الزواج، يبدأ الملل يتسرب إلى الحياة الزوجية، ويجردها من الفرح والشوق والحب، خاصة عندما لا يحاول الزوجان تجديد حياتهما، ومن الطبيعي جداً أن يتوقف القلب عن ضخ مشاعر المودة. والاتصال.
4- المرض والشيخوخة

يؤدي المرض أو الشيخوخة إلى تغير في ملامح الوجه، وضعف جسدي، واضطراب نفسي، كما أنه يتأثر الطرف الذي اختار شريكته على أساس الجمال والشباب بشكل يجعله ينسحب من حياته وكأنه لا يريد أن يعرفه.
ولعل هذا ما يفسر كثرة حالات الطلاق التي تحدث لمجرد اكتشاف الزوج إصابة زوجته بالسرطان، فهو لا يتحمل تبعات المرض الذي يفقدها جمالها وشبابها ويدمر صحتها.
5- فقدان الثقة

يمر الزوجان بعدة مراحل قبل حدوث الطلاق العاطفي، والتي تبدأ بزعزعة الاستقرار وفقدان الثقة، حيث أن الثقة هي دائمًا الأساس الرئيسي في العلاقة الزوجية، ولا يمكن للزوجين أن يعيشا بسعادة في حالة من انعدام الثقة. وفي تلك المرحلة يفقد أحد الطرفين الشعور بالأمان، وتتزعزع صورة الطرف الآخر في عينيه. .
6-قلة الإهتمام

إن توقف أحد الزوجين عن تقديم الاهتمام اللازم للآخر، وعدم التعبير عن مدى حاجته إليه ورغبته في العيش معه، يؤدي إلى الطلاق النفسي.
غالباً ما يكون سبب انفصال الزوج عن زوجته هو دخول امرأة جديدة إلى حياته، أو لأنه غارق حتى أذنيه في مشاكل العمل ومتطلبات الحياة.
بينما تبتعد الزوجة عن الزوج بسبب تطورات جديدة في حياتها، مثل ولادة طفل، أو بسبب ضغوطات العمل إذا كانت موظفة، أو لأن زوجها لا يمثل لها صورة المرأة. الرجل المثالي الذي كانت تأمل فيه.

تعريف الطلاق العاطفي

وهي الحالة التي يعيش فيها الزوجان منفصلين عن بعضهما البعض على الرغم من وجودهما في نفس المنزل. يعيشون في عزلة عاطفية ونتيجة لذلك تصبح حياتهم الزوجية باردة ويغيب الحب والرضا.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً