قصة قصيرة عن معاملات الرسول مع أصحابه، قصص ومواقف عن الرسول، أجمل قصص الرسول مع أصحابه، وقصص عن أخلاق الرسول. وسنتحدث عنها بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
قصة قصيرة عن معاملة النبي مع أصحابه
– قصة بردة
وفي هذه القصة أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهدته هدية. وكانت هذه الهدية على شكل البردة، والبردة هي رداء أو عباءة. فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم البردة من المرأة. وكان يقول: «تصالحوا» فيقبل الهدية. إن القلب السليم والنفس الطيبة من صفات المؤمنين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ في حاجة إلى تلك الرداء، ولكن كان هناك رجل من الصحابة، فلما رأى الحال سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ليعطيه الله هذه الرداء ويعطيه إياها لأنه كان في حاجة إليها. ومن كان من أكرم خلق الله إلا أنه استجاب للرجل وأعطاه الرداء على الفور وآثره على نفسه ولم يبخل عليه؟ وبعد ذلك وبعد أن رأى الصحابة سلوك الرجل انتقدوه على ما فعله، لكنه قال إنه لا يريد حتى أنه أراد أن يلبس العباءة، لكنه أراد أن يكفن بها بعد وفاته، فلما مات مات، كان
حصل على ما طلب.
قصص ومواقف عن الرسول
ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وضع حجر الأساس لمسجده. كان يبني معهم، وينقل معهم الصخور على كتفيه الكريمتين، ويحمل التراب. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل جنباً إلى جنب مع الصحابة، ويشاركهم في نقل الحجارة والإنشاد، وكان الصحابة وقتها يحملون الحجارة فيها لبنة لبنة. وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه يحمل لبنتين في وقت واحد، وقد رآه النبي -صلى الله عليه وسلم-. فسلم عليه – وهو على هذه الحال، فجعل ينفض التراب عن رأسه ويقول: (يا عمار، ألا تحمل لبنة لبنة كما يحمل أصحابك؟) فرد عليه قائلا: « أريد الأجر من الله.” ثم أقبل النبي – صلى الله عليه وسلم – على أصحابه فقال: (ويل عمار تقتله الفئة الباغية) رواه البخاري.
ورأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاحبا من اليمامة، فأعجب بمهارته في خلط الطين وتحضيره. قال: «جهزوا اليمامى من الطين، فإنه خيركم لمسه». رواه ابن حبان والبيهقي، وكل ذلك يدل على مساعدة الرسول للصحابة ومشاركته معهم في جميع مراحل البناء.
أجمل قصص النبي مع أصحابه
– قصة أبو هريرة واللص
1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كلَّفني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحفظ زكاة رمضان، فجاء رجل إلى فجعل يتناول طعاماً، فأخذته وقلت: لأذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: إن لي حاجة، ولي أولاد، وأنا في حاجة شديدة، فتركته، فلما أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك بالأمس؟ قلت: يا رسول الله، شكا الحاجة والحاجة، فترحمت عليه وتركته.
2. قال: لقد كذب عليك وسيعود، فعلمت أنه سيرجع على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدته، فجاء يطلب طعاما. فقلت: لأذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: دعني فإني محتاج، ولي أولاد لن أرجعهم، فترحمت عليه وأطلقته، فأصبحت فقال لي. رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك بالأمس؟ قلت: يا رسول الله، شكا حاجة وحاجة، فرحمت عليه فخليت سبيله. قال: لقد كذبك وسيعود.
3. فرصته الثالثة. ثم جاء يطلب الطعام فأخذته وقلت: أذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه آخر ثلاث مرات تزعم أنك لن تعود فيها، ثم ترجع، فقال: دعني لأعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: وما هما؟
4. قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لا يزال الله يحفظك، ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك بالأمس؟ قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله. قال: وما هو؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم. [البقرة:255]
5. قال لي: لا يزال عليك من الله حافظ، ولن يقربك الشيطان حتى تصبح. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقك وهو كذاب. هل عرفت من كنت تتكلم منذ ثلاث سنوات يا أبا هريرة؟ قلت: لا، قال: ذاك شيطان. رواه البخاري.
قصص عن أخلاق النبي
كان هناك حبشي تأثر كثيراً بذكر النبي، فقرر أن يذهب لرؤية النبي لعله يجد ما يريحه وينير له الطريق حتى يصل إلى خيمته. فقال حارس خيمة النبي صلى الله عليه وسلم للحبشي: من أنت؟ ماذا تريد يا رجل؟ فرد عليه الحبشي قائلاً له: «أنا عبد حبشي لسيد من أهل خيبر، وأريد لقاء النبي». فقال له الحارس: كيف تأتي للقاء النبي وتسوق كل هذه الغنم أمامك؟ فأجاب الحبشي: عهدوا إلى صاحبهم سيدي من خيبر. فقال الحارس: غنم سيدك حجاب بينك وبين رسول الله. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامهم، فخرج إليهم واستمع من الحبشي بكل لطف ولطف. فقال له الحبشي: أنت النبي؟ فأجاب الرسول بالإيجاب، فقال له. الحبشي، إلى ماذا تدعو؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدعو إلى الإسلام، وأن تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله». فرد عليه الحبشي: فماذا سيحدث لي إذا شهدت ذلك وآمنت بالله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لك الجنة، فإن مت عليها فلك أجرها». فأجابه الحبشي. «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، ولكن يا نبي الله هذه الغنم عندي». فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أخرجوهم من معسكرنا واتركوهم بعيداً، والله يعصمكم”. الصدق. ففعل ذلك ورجعت الغنم إلى صاحبها اليهودي، فعلم الرجل أن غلامه قد أسلم.