المبادئ التربوية: من خلال هذا الموضوع المميز سنتعرف معًا على أهم المبادئ التربوية، وخصائص التعليم الجيد، وأهم أساليب التعلم المميزة.
مبادئ التعلم
ولا بد أن نشير إلى أن كثيراً من هذه المبادئ التي تساعد على تعديل السلوك وتربية النفوس، قد أشار إليها الإسلام قبل أربعة عشر قرناً من الزمان قبل أن يكتشفها علماء الحديث، وهنا سنتحدث عن بعض مبادئ التعلم.
ومن مبادئ التربية:
ومن المبادئ الأساسية التي يجب أن يتضمنها أي برنامج تدريبي حتى يكون التدريب أكثر فعالية، هذه المبادئ هي كما يلي:
أولاً: المشاركة:
ويعكس هذا المبدأ ضرورة إتاحة الفرص للعاملين المدربين للمشاركة في البرامج بشكل مباشر من خلال تبادل المعلومات أو العمل على مهام محددة داخل البرنامج.
مبدأ المشاركة يعكس التفاعل وتبادل الأفكار بين المدرب والمتدرب وعدم التركيز فقط على دور المدرب في التلقين ودور المتدرب في التلقي.
ثانياً: النقل:
أي تطبيق ونقل ما يتعلمه العامل أو المتدرب إلى الواقع الفعلي، حيث يؤدي التطبيق العملي إلى تقليل الأخطاء. ومن الممكن أن يتم تطبيق ما تدرب عليه العامل إما بشكل تدريجي أو بشكل كامل وشامل. قد يكتسب العامل أكثر من مهارة ضمن البرنامج التدريبي، وبالتالي يتم نقل هذه المهارات المتعددة إما بشكل كامل أو يتم تطبيق كل مهارة في أوقات مختلفة. مثال على ذلك اكتساب العامل مهارتين في البرمجة. (تصميم البرامج) على الكمبيوتر مثل تصميم برنامج الرواتب والأجور والمهارات الصناعية للقرارات الإدارية.
ثالثاً: التعزيز:
أي تحفيز السلوك المرغوب وقمع السلوكيات غير المرغوب فيها. وذلك من خلال خلق حوافز إيجابية وسلبية للمتدربين في البرنامج التدريبي.
رابعاً: التغذية العكسية:
إن التغذية الراجعة أو المعلومات حول أداء العاملين المدربين لها أهمية كبيرة في كل مرحلة من مراحل التعلم، حيث أنها تساعد العاملين على تصحيح أخطائهم.
قياس التعلم
وتستخدم مقاييس متعددة لقياس التعلم بأشكاله المختلفة (المعرفي والوجداني والحركي). ومن المعايير المستخدمة في هذا الصدد:
1. السرعة: وتظهر في قصر الوقت اللازم لإنجاز العمل، مثل سرعة الحفظ أو سرعة تعلم ركوب الدراجة.
2. الدقة: ويعني عدم وجود استجابات عشوائية وتناسق الاستجابات الصحيحة، مثل الدقة في التصويب على شباك الكرة. الدقة هي دالة على عدم وجود أخطاء ارتكبها المتعلم، مثل عدم وجود أخطاء أثناء الكتابة على الآلة الكاتبة نتيجة التدريب.
3. المهارة: وتعني السرعة والدقة في أداء العمل، مع سرعة التكيف مع التغيرات غير المتوقعة. السائق الماهر لا يستغرق وقتاً طويلاً في إدارة السيارة، ولا يرتكب الكثير من الأخطاء أثناء القيادة. يمكنه التكيف بسرعة مع التغييرات التي تحدث فجأة على الطرق.
4. عدد المحاولات اللازمة للتعلم: ويقصد بها عدد المحاولات التي يقوم بها المتعلم لكي يحدث التعلم، مثل أن يحتاج شخص إلى قراءة بيت شعر 30 مرة لحفظه، بينما يحتاج شخص آخر إلى عشر مرات فقط. محاولات.
5. تكرار أو احتمال ظهور الرد: مثل زيادة احتمال ظهور الرد الصحيح لتسديد الكرة نحو المرمى أثناء اللعب.
6. الاعتراف: ويتطلب عرض سلسلة من عناصر مهمة التعلم، ثم إجراء اختبار لاحق يتم فيه عرض هذه العناصر ممزوجة بعناصر أخرى لم يتم تقديمها من قبل في الموقف التعلمي، ويطلب من الموضوع تحديد أي منها تم عرض عناصر السلسلة الجديدة مسبقًا. مثل عرض اسم مدينة في صعيد مصر بين مدن الوجه البحري، ويطلب من الموضوع تحديد تلك المدينة (وهذا بعد دراسة المدن في الجانبين).
7. الاستدعاء والاسترجاع: ويتطلب من المبحوث إعادة إنتاج الاستجابة التي اكتسبها سابقًا، كأن يسمع المتعلم مقطوعة من الشعر سبق أن حفظها بنفس الترتيب (استدعاء تسلسل موجه)، أو ذكر الأسماء من الكتاب الذين ساهموا في النهضة الأدبية في فترة معينة دون ترتيب معين ( الاستدعاء الحر ).
لقد طورت كل نظرية حاولت تفسير التعلم عددًا من الوسائل والأساليب لقياس التغيرات في السلوك كوظيفة للتعلم.
تحفيز التعلم الموزع
يتم التدريب أثناء التعلم بطريقتين مختلفتين:
1 التدريب المركز: يتدرب الشخص بشكل مستمر دون انقطاع فترة التدريب أو التدريس بفترات راحة.
2 التدريب الموزع: يقوم الشخص بتوزيع التدريب أو التعلم على أوقات مختلفة تتخللها أوقات الراحة. وقد أثبتت الأبحاث التجريبية أن نتيجة التدريب الموزع أفضل بكثير من نتيجة التدريب المركز، كما أن نتيجته تثبت في الذاكرة.
وتطبيقاً لمبدأ التوزيع، كان الصحابة رضي الله عنهم يتعلمون عشر آيات فقط، ولا يتعلمون غيرها حتى يتقنوها.
تكرار
ومن المبادئ المهمة الأخرى للتعلم هو التكرار، فهو يعمل على الحفاظ على المعلومات أو المهارات التي يكتسبها الفرد، ومعظم ما يتعلمه الفرد يحتاج إلى التكرار حتى يكتمل التعلم. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك فرقاً بين عدد مرات التكرار والذاكرة الصحيحة. التكرار يعزز المعلومات والمهارات ويساعد في جودة الذاكرة. وكان الرسول ينصح أصحابه بأن يقوموا بما تحفظونه من الاستمرار في القراءة والتكرار فهو مهم في تثبيت العادات
المشاركة الإيجابية والممارسة العملية
تتطلب بعض الدروس مشاركة إيجابية، مثل تعلم المهارات الحركية والفنية والعملية مثل علم التشريح وغيرها. ولتعلم المهارات الحركية يجب على المتعلم أن يؤديها فعلياً ويمارسها حتى يتقنها. وهذا ينطبق أيضًا على العلوم النظرية وفي تعلم السلوك الأخلاقي وفضائل وآداب السلوك الاجتماعي. ويتجلى اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بممارسة العملية في قوله (العلم من التعلم)