شروط الحج في الشريعة الإسلامية، وأركان الحج، وجوب الحج، وفضائل الحج. وهذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.
الشروط الشرعية للحج
1- الإسلام، إذ لا يجب على الكافر الحج، وإذا حج لم يصح.
2 – الواجب، وهو أن يكون المسلم بالغا عاقلا.
3 – الحرية، إذ لا يجب على العبد المملوك الحج لعدم قدرته، لكن إذا حج صح عنه، ويجب عليه الحج بعد حريته.
4 – القدرة، وهي تشمل المال والبدن، بحيث يكون له مال يستطيع به الحج، ويكون سليماً بدنياً غير قادر على أداء المناسك. وإذا كان المكلف عاجزاً لا بدنياً ولا مالياً، ففي هذه الحالة لا يجب عليه الحج، لعدم توفر شرط القدرة.
5- وجود محرم للمرأة.
أركان الحج
والحج له أربعة أركان عند جمهور العلماء:
1- الإحرام، وهو نية الدخول في النسك، لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى). ) وله وقت محدد، وهو أشهر الحج المذكور في قوله تعالى: {الحج شهر معروف فمن فرض عليه الحج فلا يحج. لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج» (البقرة: 197)، ومكان محدد، وهو الأوقات التي يحرم فيها الحاج. منها.
2- الوقوف بعرفة لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (الحج عرفة، فمن أتى ليلة الجمعة قبل أن يصلي الفجر فقد وصل) رواه أبو داود وغيره، و والمراد بصلاة الجمعة هي مزدلفة. ويبدأ وقته ظهر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد حتى طلوع الفجر. يوم النحر، وقيل أنه يبدأ عند فجر اليوم التاسع.
ومن وقف بعرفة ولو لحظة واحدة فقد بلغ الوقوف، لحديث عروة بن مضر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. – مزدلفة حين خرج للصلاة، فقلت: يا رسول الله، جئت من جبل طي. لقد أكملت جبلي وأرهقت نفسي. والله ما تركت حبلاً إلا وقفت عليه. هل لي من حج؟ ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (من شهد صلاتنا هذه، وقام معنا حتى نؤدي، ووقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهارًا، فقد تم حجه، وقد تمت ذبيحته ) رواه أبو داود وغيره .
وأي مكان يقف في عرفة يكفي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف) رواه مسلم.
3- طواف الإفاضة لقوله تعالى: {ثُمَّ لِيَتَنَفَّسُوا مِنْ جُنُسِهِمْ وَلْيَوْفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطْوِفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (الحج:29) ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم – قال – لما بلغه أن صفية رضي الله عنها قد حاضت – (أحبستنا؟)، فقالوا: يا رسول الله. والله لقد نزلت الدم، وطافت بالكعبة، ثم حاضت بعد الدم. قال: فلتذهب) متفق عليه، مما يدل على وجوب هذا الطواف، وأنه محرم على من لم يفعله، ووقته بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة، ولا نهاية له. إلى وقتها عند الجمهور، بل تبقى عليه ما دام حياً. بل وقع الخلاف في وجوب الدم على من أخره عن أيام التشريق أو شهر ذي الحجة.
4- السعي بين الصفا والمروة لقوله – صلى الله عليه وسلم -: ( جاهدوا قد كتب الله عليكم الجهاد ) رواه أحمد، وبلفظ عائشة رضي الله عنها. وعنها رضي الله عنها: “”طف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وطاف المسلمون – يعني بين الصفا والمروة – فكانت سنة”.” ولعمري ما أتم الله حج من لم يطوف بين الصفا والمروة». رواه مسلم.
وهذا السعي هو سعي الحج، ووقته للمتمتع بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة وطواف الإفاضة. وأما القران والفرد فلهما السعي بعد طواف القدوم.
وهذه الأركان الأربعة هي: الإحرام بعرفة، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة. فلا يصح الحج بدونهم، ولا يجب ترك شيء منهم بدم أو غيره. بل يجب القيام بها، والترتيب في القيام بهذه الأركان شرط ضروري لصحتها. ويشترط فيهم جميعا الإحرام والوقوف بعرفة قبل طواف الإفاضة، مع السعي بعد طواف صحيح عند جمهور العلماء.
متى يكون الحج واجبا؟
فرضت في السنة الخامسة للهجرة، وقد روى ذلك أبو الفرج الجوزي. ورغم أنها فرضت في السنة الخامسة للهجرة، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى مكة في السنة السابعة للهجرة. لقضاء العمرة، خرج في السنة الثامنة إلى مكة. الفاتح، وفي السنة التاسعة أرسل قافلة؛ وللحج جعل أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- أميرا عليه، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حج في السنة العاشرة من الهجرة. أي أنه أخره فترة ولم يخرج للحج على الفور.
ونقل النووي أن الحج فرض في السنة السادسة من الهجرة. وقال ابن الرفاعة: فرضت في السنة الثامنة من الهجرة. وقال الماوردي : فرضت في السنة التاسعة من الهجرة . وقال الإمام ابن القيم الجوزية: فرضت في السنة العاشرة من الهجرة. وقال الجويني: إنها فرضت قبل الهجرة، في كتابه (نهاية المطلب في دراية المذهب).
وذكر ابن عثيمين أن الحج فرض في السنة التاسعة من الهجرة. لأن مكة قبل ذلك كانت تحت ولاية المشركين، وعندما فتح المسلمون مكة في السنة الثامنة أقاموا في مكة شهر رمضان وبداية شهر شوال، ثم خرجوا لقتال ثقيف، وانتهى القتال في شهر ذي القعدة، فلم يفرض الحج إلا في السنة التاسعة للهجرة، وقد ثبت ذلك بحجة. ومن قال هذا قائلا إن آية فريضة الحج في القرآن الكريم نزلت في عام الوفود؛ أي في السنة التاسعة للهجرة، وهو قوله تعالى: (وعلى الله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
فضل الحج
يعتبر الحج من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، وقد ورد ذلك في كثير من الأحاديث النبوية.
– الحج يعادل الجهاد في سبيل الله تعالى في المكانة والأجر. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: «يا رسول الله، إنا نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟» قال: لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور.[المحدث: البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
– الحج المبرور يعتبر من الأعمال التي جزاؤها الجنة.
ويعتبر الحج المبرور من الأعمال المفضية إلى مغفرة الذنوب.
– الإسراف في الحج والعمرة يعتبر من أسباب الوقاية من الفقر.