قصص الأطفال في هذا المقال سنقدم لكم مجموعة من أروع قصص الأطفال المميزة والمحبوبة لدى جميع الأطفال.
الذئب والكلاب
كانت الأغنام تسير في المرعى، آمنة، لا تخاف من الذئاب.
وكان يحرسه ثلاثة كلاب..
كان الراعي الصالح يجلس في الظل، تحت شجرة، يعزف ألحانًا تمايل الأغصان، وتتحرك النسائم.
في هذه الأثناء، كان ذئب متستر يراقب الأغنام خلسة ويتجه نحو الكلاب، ولا يجرؤ على الاقتراب.
وفجأة…
رأى الكلاب تتقاتل، وبعضها ينشغل ببعضه البعض..
ضحك الذئب بسعادة، وقال في نفسه:
الآن لدي الفرصة!
اقترب الذئب من القطيع فرأى نعجة بعيدة، فقفز عليها بسرعة وغرز فيها أنيابه.
فأخذتها النعجة وهي تثغ وتستغيث..
سمع ثغاء الكلاب مؤلما، فتوقفوا عن القتال وتركوا الشجار والخلاف، واتجهوا جميعا إلى الذئب، وعندما رآهم قادمين طار قلبه من الخوف، فتركت النعجة، وانزلق بعيدا، وليس اللجوء إلى أي شيء.
فتاة يتيمة
كان عيد الأم يقترب، وكانت الطفلة الجميلة سمر سعيدة للغاية. أرادت شراء هدية عيد الأم لأمها. وكانت تتحدث دائمًا عن الهدية التي ستشتريها لأمها وجدتها مع الجميع، كل الجيران والأقارب وحتى الأصدقاء. وفي أحد الأيام، جاء قريبهم من بعيد لزيارتهم ومعه فتاة صغيرة. جلست المرأة وجلست معها. دخلت الجدة والأم والطفلة الصغيرة مع سمر يلعبون بألعاب كثيرة.
وبعد فترة خرجت الطفلة وهي تبكي بشدة وتقول: أريد أن أغادر المنزل. لقد صدم الجميع. ماذا حدث؟ سألت الجدة ووجهت كلامها للفتاة الصغيرة. ماذا قلت لها؟ ماذا فعلت يا صغيرتي؟ لم تجب، بل أخذت تبكي أكثر مرددة: “أريد أن أذهب”، وغادرت الطفلة مع المرأة.
وهنا دعت الأم سمر الصغيرة، وسألتها عما حدث عندما كانت الطفلة الصغيرة تبكي بشدة. قالت سمر: “لم أفعل لها شيئاً”، لكنها بدأت تبكي لوحدها. عندما رأت هدية عيد الأم التي أحضرتها لأمي، لم أفعل شيئًا أبدًا يا أمي، أقسم لك. نظرت لها الأم بحزن وقالت يا سمر عليك أن تتعلمي ألا تتكلمي كثيراً أمام الجميع وأن تراعي مشاعر الآخرين، لأن تلك الطفلة يتيمة وأمها ماتت، وليس لها أم تقدم لها هدية. .
حزنت سمر على الفتاة، وندمت بشدة لأنها تحدثت كثيرا عن هدية عيد الأم أمام الفتاة، فأخذت تبكي، وهنا اقتربت الجدة من حفيدتها قائلة: تعالي يا سمر سأحكي لك قصة فلا تبكي يا صغيرتي، لكن تعلمي ألا تكثري الكلام وراعي مشاعر الآخرين.
حضنت الطفلة جدتها وقالت: لا أعلم يا جدتي. فأجابت الجدة: أعرف يا صغيرتي، فتعلمي ألا تكثري من الكلام حتى لا تحرجي أحداً. هيا، اجلس واستمع إلى القصة. يحكى أنه في أحد الأيام طلبت فتاة صغيرة من والدتها أن تصنع لها شالاً جميلاً من الصوف. لحمايتها من البرد الشديد وتدفئة جسدها الصغير، تتقن والدتها حياكة الأشياء من الصوف.
وعدت الأم الطفلة بأن تصنع لها الشال الصغير، وأنها ستسهر طوال الليل حتى تنتهي من صنعه لها، وهكذا بدأت الأم تجلس وتنسج بإبرتها الشال الجميل الملون باللونين الأحمر والأزرق لابنتها، وهي في غرفتها، تستذكر دروسها باهتمام ونشاط وفرح كبير.
وفي ذلك اليوم جاءت صديقة الفتاة لتدرس معها، فقالت الفتاة لصديقتها: لماذا لا تطلب من والدتك أن تنسج لك شالاً جميلاً يحميك من برد الشتاء مثلي؟ ستصنع لي أمي أجمل شال وسأذهب به إلى المدرسة غداً لإزعاج الجميع. بدأت بالضحك، وهنا خفضت الطفلة رأسها في حزن كما قالت. : توفيت والدتي منذ عدة أشهر.
شعرت الطفلة بالخجل والحزن الشديدين، لأنها اكتشفت أنها لا تعرف هذا عن صديقاتها في المدرسة، وحاولت تغيير الحديث حتى لا تحزن صديقتها أكثر، وهكذا عادت الصديقتان إلى يدرسون، وسمعت الأم الحديث الذي دار بين الصغيرين وهي تصنع الشال.
وبعد مرور عدة أيام، وبينما كانت الطفلة جالسة مع صديقتها في الغرفة تدرسان، دخلت عليهم الأم وعلى شفتيها ابتسامة رائعة، وتحدثت مع طفلتها قائلة: عندي لك مفاجأة رائعة. لقد انتهيت للتو من صنع الشال الجميل، وأخرجت الشال الملون من خلف ظهرها، فعانقتها ابنتها في عناق. فرحت كثيراً وقالت: شكراً جزيلاً لك يا أمي. لقد كنت متعبًا وسهرت حتى وقت متأخر لإنهاء الشال”.
ثم التفتت الأم واقتربت من صديقة ابنتها قائلة بحنان: أما أنت يا صغيرتي فشالك أجمل بكثير. وظهرت على وجه الطفل السعادة وعلامات الدهشة والإعجاب وهو يقول: أي شال؟ وهنا أخرجت الأم شالاً جميلاً وملوناً من خلف ظهرها أيضاً، وأعطته لها وهي تقول: “طبعاً يا صغيرتي، هذا هو”. شكرا لك، أنت مثل ابنتي تماما. أعطيته قبلة رقيقة على خده.
وانهمرت الدموع من عيني الفتاة اليتيمة وهي تشكر والدة صديقتها قائلة: شكراً. ربتت الأم على كتفها بحنان: وقالت: إذا احتجت أي شيء فأنا هنا يا حبيبتي واعتبريني أمك. ثم غادرت الأم الغرفة وهي تشعر بالسعادة لأنها أدخلت البهجة على قلب الفتاة اليتيمة.
أنهت الجدة القصة ونظرت في عيني سمر التي حزنت كثيراً على ما فعلته. لقد جعلت الفتاة الصغيرة تبكي وتتذكر والدتها. لقد تعلمت أن تراعي مشاعر الآخرين ولا تكثر من الكلام وهي لا تعرف ظروف الشخص الذي أمامها. طلبت من والدتها أن تتصل بالطفلة الصغيرة واعتذرت لها.
الديك والفجر
استيقظ حمدان مبكرا، وأمسك ديكه الأحمر، وربط ساقيه بإحكام، ثم…
فألقاه في السلة ومضى إلى المدينة..
وقف حمدان في سوق المدينة، والديك أمامه في السلة، ينتظر من يشتريه. وكلما مر رجل كان يفحص الديك بعينيه ويتحسسه بيديه. ثم تفاوض على السعر، لكنه لم يتفق مع حمدان وانصرف.
قال الديك في نفسه:
– وبعدين تبيعني يا حمدان:
تململ في السلة محاولا الخروج لكنه لم يستطع…
قال بغضب…
-كيف يمدحون المدينة وأنا لا أجد فيها إلا العوائل؟!
وتذكر القرية والحرية فقال:
-أهل قريتي لن يصبروا علي، لأني أوقظهم كل صباح، و…
وجاء رجل من قرية همدان فسلم عليه وقال:
-ما الذي تفعله هنا؟
-أريد أن أبيع هذا الديك…
-أشتريه…
اشترى الرجل ديك حمدان وأعاده إلى القرية…
فقال الديك بسعادة:
-علمت أن القرية ستعيدني لأجلب لها الفجر. وعندما دخل الرجل القرية اندهش الديك
لقد استيقظ الناس، وقد طلع الفجر!
سأل الديك دجاجة على الطريق:
-كيف طلع الفجر في مثل هذا اليوم؟!
-كما يظهر كل يوم
-لكنني كنت غائباً عن القرية!
-هناك مئات الديوك في القرية غيرك…
فقال الديك بخجل:
-كنت أعتقد أنه لا يوجد أحد غيري
فقالت الدجاجة:
هذا ما يظنه كل متكبر..
وفي آخر الليل خرج الديك الحمدان، فأصغى، وسمع صياح الديكة، يعلو من كل جانب. صفق بجناحيه، ومد رقبته، وصياح عالياً، وامتزج صوته مع صياح الديكة… وبزغ الفجر الجميل.
توتا توتا، انتهت القصة
جحا والحمار
ذات مرة كان جحا متوجهاً إلى السوق راكباً حماراً صغيراً، وكان ابنه يسير بجانبه ممسكاً بزمام الحمار ويتبادل الأحاديث مع والده.
وبعد فترة من المشي، مروا بمجموعة من الأشخاص يقفون على جانب الطريق. بمجرد رؤيتهم، بدأوا بضرب جحا وإلقاء اللوم عليه لأنه ركب الحمار وترك ابنه الصغير يمشي. فكر جحا فيما قاله الناس له، فاقتنع بصحة رأيهم. فنزل عن حماره وأركب ابنه مكانه على الحمار. أمسك بزمام الأمور وساروا في طريقهم إلى السوق.
ولم يمض وقت طويل حتى وجد جحا وابنه مجموعة من النساء يقفن بجوار بئر مجاور لطريق السوق. وأبدت النساء استغرابهن واستغرابهن مما رأوه، وبدأن يعبرن عن دهشتهن من جحا قائلات: “كم أنت غريب أيها الرجل، كيف تعبر الطريق سيرا على الأقدام وأنت كبير في السن وتترك الولد راكبا الحمار”. ؟” فاقتنع جحا برأيهم وركب بجانب ابنه على الحمار، وبدأا يعبران الطريق، كلاهما على ظهر الحمار.
وصلت الشمس إلى قلب السماء واشتدت الحرارة، وبدأ الحمار يتباطأ ويمشي بصعوبة، أولا بسبب شدة الحر، وثانيا لثقل حمله. بينما كان جحا وابنه لا يزالان يركبان على ظهره. وعندما وصلوا إلى باب السوق، حيث تجمع بعض الناس، بدأ الحشد في إلقاء اللوم على جحا وابنه قائلين: “ألا تشفق على هذا الحمار المسكين!” تركبانه معًا في مثل هذا الحر ولا تلاحظون مدى بطئه في المشي ومدى صعوبة حركته! فنزل جحا وابنه عن الحمار واستمرا في طريقهما.
وفي السوق رأى التجار والعملاء جحا وابنه يسيران على الأقدام وهما يقودان الحمار. واستغربوا جحا ولوموه على حماقته قائلين: “أنت تمشي على قدميك في الحر، وتترك ابنك يعاني من التعب والمشقة، وتترك الحمار يمشي مرتاحًا دون أي حمل!” وأضاف أحد الحاضرين ساخرًا من جحا: “كل ما بقي هو أن تحمل الحمار على ظهرك وتمشي به في السوق!” وضحك كل من في السوق على جحا، فمضى يقول: “إرضاء الناس هدف بعيد المنال”.