ما هي العبادات، وما هي أنواع العبادات في الإسلام، وكيفية استيفاء شروطها؟ وسنتعرف على كل ذلك من خلال هذا المقال.
العبادة الإسلامية
العبادة في الإسلام مفهوم واسع وشامل لا يقتصر فقط على إقامة أركان الإسلام الخمسة الأساسية بالإضافة إلى صلاة التطوع، بل يتسع هذا المفهوم ليشمل جميع أعمال الإنسان في الحياة.
مفهوم العبادة في اللغة العربية
وأصل العبادة في اللغة: الطاعة، والخضوع، والاستسلام، كما قال الجوهري وغيره.
أفضل عبادة الله عز وجل
أداء الوضوء:
“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟)) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ذلك هو الرباط)) رواه مسلم.
الحمد لله كثيراً:
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تفطر قدماه. فقلت له: لم فعلت هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((ألا أحب أن أكون عبداً شكوراً)) متفق عليه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل يصلي كل يوم إحدى عشرة ركعة في رمضان وغير رمضان.
عليه أفضل الصلاة والسلام. وكان إذا شغله أمر وأحزنه قام يصلي.
كثرة الاستغفار:
-عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي. قال: ((قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كبيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي منك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)) متفق عليه.
قراءة القرآن:
كان يقرأ القرآن كثيرًا، لكنه لم يختمه في أقل من 3 أيام، ولم يتعجل عند قراءته. وكان صلى الله عليه وسلم يقول: “زينوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الجميل يزيد القرآن جمالاً”.
صيام النوافل:
وكان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام الاثنين والخميس، وقال: «يومان تعرض فيهما الأعمال على الله رب العالمين، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم». وكذلك يوم عرفة ويوم عاشوراء، وقال: «لئن مكثت إلى الآخر لأصومن تاسوعاء». “
فقه العبادات في الإسلام
ويتناول فقه العبادات أحكام العبادات التي يجب على المسلم القيام بها بالتفصيل، كما ورد عن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه – رضي الله عنهم -. ومعرفة فقه العبادات في الإسلام تكمن في المسارعة إلى فعل الخيرات. لما لها من أثر كبير في حياة المسلم، ومن أهم العبادات:
– الطهارة: تعني الاهتمام بالنظافة والطهارة وأحكامها، ومعرفة كيفية الوضوء وشروطه ونواقضه وسننه، وكيفية الغسل في حالات الحيض والنفاس والتيمم والمسح على الجبيرة، حالات قضاء الحاجة والتخلص من الجنابة.
– الصلاة: ويقصد بهذه العبادة كيفية الصلاة، والأحكام والشروط المتعلقة بها، وصلاحية الصلاة وأركانها. كما يتناول كيفية الأذان والإقامة وحكمهما وفضلهما، ومعرفة أنواع السجود مثل: سجود السهو، وسجود الشكر، والتلاوة، وكيفية أدائها، ومعرفة الصلوات المفروضة، وصلاة الجماعة، وصلاة العيد. حكمهم، صلاة الجنازة، وصلاة التطوع وفضائلها، كصلاة المطر، وصلاة كسوف الشمس.
– الصيام: معرفة الصيام وأحكامه وفضائله وأعذاره، وكيفية قضاء الإفطار في رمضان، ومعرفة صيام التطوع كالأيام البيض ويوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، وصيام يوم القيامة. عرفات وفضائله.
– الزكاة: معرفة حكم الزكاة وشروطها وكيفية إخراجها ولمن تجب الزكاة.
– الحج: معرفة أحكام الحج والعمرة وأركانهما وشروطهما وأوقات أدائهما.
فضل العبادة في الإسلام
لقد أكرمنا الله تعالى بالإسلام، وشرع جميع العبادات. ولتنقية النفس وتهذيبها، فإن جميع العبادات تتطلب إخلاص النية لله، وعبادة الله وحده، والتواضع والخشوع لله -عز وجل-، ويعتبر هذا من أعلى مراتب العبادة. ومن فضائل العبادات وأهميتها في الإسلام ما يلي:
– تحقيق مبدأ المساواة والتضامن بين الناس في الصلاة والصيام والزكاة والحج، فالجميع متساوون، لا فرق بين شخص وآخر.
– تحقيق الألفة والمحبة بين المسلمين، حيث يسود التعاون بينهم.
– الفائدة لصحة البدن، ونيل الأجر العظيم، ودخول الجنة.
– يتعلم المسلم العادات الصحية الجيدة، كالصبر على المصائب والمحن، وتهذيب النفوس وتنقيتها.
أنواع العبادة في الإسلام
1- العبادة القلبية: الحب، والخوف، والرجاء، والرغبة، والرهبة، والتواضع، والتوكل، والتوبة.
2- العبادة اللغوية: بقصد التقرب؛ كالشهادة والثناء والدعاء وتلاوة القرآن والمناصرة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3- العبادات الجسدية: كالصلاة، والنسك، والنذور، والحج، والجهاد، وسائر العبادات. فلا أحد يستحقهم إلا الله وحده. قال الله تعالى: “ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي العظيم”. [الحج: 62].
إفراد الله تعالى بأفعال الألوهية وصفات الألوهية، ويعتقد كماله سبحانه في نفسه وأسمائه وصفاته من كل وجه وبكل اعتبار، وهو منزوع. من صفات النقص وما هو من صفات الخلق.
وفي جميع الأحوال فإن النوايا والأقوال والأفعال مخلصة له، فلا يتوجه أحد منها إلى أحد غيره، ولا يخاطب أحد منها إلا إليه، ولا يتوجه أحد منها إلى أحد من خلقه. ، أيا كانوا. لأن المسلم يؤمن بأن الله تعالى له الألوهية والعبودية على جميع خلقه.
إن الله تعالى هو الإله الحقيقي المعبود بحق، الذي لا تجب العبادة إلا له، ولا يستحقها أحد سواه، ويتحقق ذلك بالدعاء له سبحانه وحده، وسؤاله جميع الحاجات. وكمال التعلق به والاعتماد عليه، والحاجة القصوى إليه، والثقة به في تحقيق الهدف، ودفع الضرر، ومعالجة أسباب ذلك. وكذلك تحقيق طاعته تعالى بامتثال أوامره سبحانه، واجتناب نواهيه على الوجه المشروع، وعلى الطريقة الموروثة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الإخلاص والأخلاق. والبراءة من الشرك والبدع. طلب رضوان الله تعالى وثوابه، والحذر من غضبه وعقابه.
معنى العبادة
العبادة باللغة
العبادة مصدر عبادة، وأنا عبدت الله وأعبدته غاية الإخلاص. بمعنى الخضوع والخنوع، ومنه العابد، والجمع هو العباد والعبيد، والعبد هو عكس الحر، وهو عبد بين العبودية والعبودية وجمعها. أعبد، أعبد، أعبد، وقيل: عبدت فلانًا زيدًا. أي: جعله سيدًا ليكون له عبدًا، واستعبده وخدمه بالثقل؛ أي أنه اتخذه عبدا.
العبادة في الاصطلاح
وقد عرّف العلماء العبادة بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الباطنة والظاهرية. وعرّفها ابن تيمية بأنها: طاعة الله المتمثلة في امتثال ما أمر به وأخبر عنه الرسل والأنبياء. عبادة الله هي الهدف المحبوب لله عز وجل، وهي التي خلقت الخلق وخلقتهم. من أجلها؛ حيث قال: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، ومن أجله ومضمونه أرسلت الرسل، وبه أبلغوا عن الله. وكلام جميع الأنبياء والمرسلين إلى قومهم يتلخص في آية واحدة. وهو قول الله عز وجل: (اعبدوا الله ما لكم من إله إلا هو).
الفرق بين العبادة والطاعة
والعبادة لا تعني الطاعة في كل حال، بل هناك فروق واختلافات بينهما حسب المكان الذي تستخدم فيه. فالعبادة هي غاية التسليم، ولا تستحق إلا من أجل النعمة. ولذلك فلا ينبغي أن يعتقد أو يستحق العبادة غير الله تعالى. فهو وحده المنعم، وهو وحده الخالق الرازق. ولا تكون العبادة إلا مع العلم التام بالمعبود والخضوع التام له. وأما الطاعة فهي الفعل الناتج عن طلب من هو أقل من الله منزلة، فيسمى الفعل طاعة، والطاعة حق للخالق كالصدقة على المخلوق، بخلاف العبادة التي إنما هي للخالق سبحانه، فالطاعة في اللغة تعني أن المدعو يتبع من يدعوه إلى ما دعاه إليه، ولو لم يقصد الاتباع. وقد يكون الإنسان أحياناً مطيعاً للشيطان، ولكن ربما لا ينوي طاعته، بل يفعل ما يريد. ومن دون أن يطلب منه ذلك، أطاعه في المضمون والنتيجة.
فضل العبادة
الحصول على ثواب العبادة وإثراء ميزان الحسنات، والنجاح في الدنيا والآخرة، والشعور بالراحة والسعادة والطمأنينة مع النفس، ونيل محبة الله ورضاه، وتحقيق العبودية لله على قول علي بن عن أبي طالب كرم الله وجهه: ((إن حسبي فخراً أنك ربي، ويكفيني فخراً أن أكون عبدك، أنت لي كما أحب، فادعني ما تحب.)