مقدمة عن البطالة تحتوي على تعريف شامل للبطالة، وما أهم أسبابها، وما هي أهم الحلول للقضاء على البطالة.
البطالة
وبشكل عام فهي ظاهرة اقتصادية منتشرة في جميع أنحاء البلاد. وقد تبدأ بالظهور من خلال المشاكل التي تواجه الصناعة، حيث تعتبر الأكثر شيوعاً في المجتمعات الريفية. ويرجع ذلك إلى الأشخاص غير القادرين على العمل ومحاولتهم العثور على عمل مناسب يلبي احتياجاتهم، ويأتي ذلك نتيجة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعانون منها. تعاني منه كل دولة، حيث أن هناك بعض المخاطر التي تؤدي إلى انهيار الاقتصاد نتيجة قلة العمالة اليدوية والاعتماد على المعدات الحديثة، مما يؤدي إلى الاستغناء عن طلبات أكبر من العمالة.
مقدمة عن البطالة
إن الاعتماد والاعتماد على الآخرين في مجتمعنا هو السبب الرئيسي لظهور مشكلة البطالة، بالإضافة إلى جوانب أخرى كثيرة تتسبب في تبخر أحلام الشباب، فأقصى طموحهم هو العثور على أي عمل يقومون به، حتى إذا كان بعيداً عن مجال دراستهم، بعد الانتهاء من دراستهم. في الكلية، يتقدمون لأداء الخدمة العسكرية ثم يبدأون رحلة البحث عن عمل يتناسب مع مجالهم على أمل العثور على أكثر من فرصة عمل.
لكنهم يجدون العكس، ويشعرون بالصدمة من الواقع الذي كان يرسمه ويخطط له طوال حياته. إضافة إلى ذلك نجد أن أصحاب المؤسسات الخاصة بدأوا في فرض ساعات عمل طويلة جداً، مما يجعل الشباب يشعرون أن الحياة تمر بسرعة دون أن يحققوا أحلامهم، فيشعرون أن تلك الأحلام مجرد أوهام في مخيلتهم فقط . .
معدل البطالة
معدل البطالة هو نسبة البطالة في مجتمع ما، ويتم قياسه بناءً على معرفة إجمالي عدد الأفراد العاطلين عن العمل وإجمالي عدد الأفراد القادرين على العمل. ويعتمد تحديد هذا المعدل على معرفة مجموعة من النسب وهي:
– التوزيع الجغرافي للعاطلين عن العمل حسب الوسط الاجتماعي في الحضر والريف.
– تحديد نسب الذكور والإناث من حيث المشتغلين والعاطلين عن العمل.
– قياس النسب العمرية للأفراد ضمن السن القانوني للعمل والمهن.
– معرفة نوع التعليم والمستوى الدراسي لكل فرد داخل مرحلة العمل.
يتم استخدام المعادلة التالية لحساب معدل البطالة: معدل البطالة = عدد العاطلين عن العمل / عدد الأفراد العاملين؛ أي معرفة نسبة المتعطلين عن العمل، ومن ثم قسمتها على نسبة المشتغلين.
مثال: نسبة العاطلين عن العمل في دولة ما 12%، بينما نسبة العاملين في نفس الدولة 6%. ما هو معدل البطالة؟
معدل البطالة = نسبة العاطلين عن العمل / نسبة العاملين؛ أي 12% / 6% = 2%
المفهوم الشامل للبطالة
تعد البطالة من أكثر الظواهر الاقتصادية انتشارا في جميع أنحاء العالم بعد الثورة الصناعية. هو عدم حصول الفرد على العمل رغم رغبته وبحثه الدائم عن فرصة عمل ولكن دون جدوى. هناك الكثير من الشباب المؤهلين قانونياً وجسدياً وعقلياً للعمل، لكنهم لا يستطيعون العثور عليه. وهذه المشكلة منتشرة في العالم العربي والعالم الغربي دون استثناء وإلى حد كبير. تؤثر البطالة سلباً على اقتصاد الدولة وتهدد تماسك المجتمعات واستقرارها. هناك العديد من العوامل التي ساهمت في رفع نسبة البطالة في المجتمعات العربية والغربية. وتسببت هذه المشكلة في إسقاط الأنظمة واندلاع الثورات في العديد من الدول بسبب قلة فرص العمل والحصول على مورد مادي يلبي متطلبات الفرد واحتياجاته اليومية.
ومن أهم الأسباب التي ساهمت في انتشار ظاهرة البطالة هو زيادة معدل النمو السكاني، مما أدى إلى انخفاض مصادر العمل وزيادة أعداد الشباب الباحثين عن عمل. كما ساعدت عوامل الهجرة من القرية إلى المدينة على زيادة نسبة العاطلين عن العمل، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المحلي المضطرب. ساهم عدم التناسب بين عدد الأفراد وعدد الوظائف في انتشار نسبة البطالة إلى حد كبير، وعدم توفر الخبرة المهنية والمؤهلات التعليمية للأفراد الساعين للحصول على عمل مع الوظائف الشاغرة والمؤهلات التي تتطلبها الوظيفة مما يؤدي إلى عدم وجود موظفين مناسبين للوظائف القائمة. يؤدي مزاولة الأفراد لمهن معينة تتوفر في أوقات معينة خلال العام وتنتهي بنهاية العام، مثل المهن الزراعية، إلى فقدان الفرد فرصة العمل في معظم أشهر العام.
ستنتهي مشكلة البطالة إذا ساهمت الحكومات في إيجاد الحلول الناجحة وزيادة فرص العمل للباحثين عن عمل في مختلف القطاعات، وذلك من خلال تشجيع عملية الاستثمار المحلي مما يساعد على زيادة عدد الشركات وبالتالي زيادة فرص الحصول على وظائف، والعمل على رفع استعداد الفرد من خلال تحسين وتعزيز تعليمه. وللحصول على عمل في مختلف القطاعات، يجب على الحكومة أيضًا دعم الشباب من خلال تشجيعهم على القيام بمشاريع صغيرة لاستثمار أفكارهم وطاقاتهم وإبداعاتهم، والعمل الجاد على تطوير القطاع الزراعي من خلال استصلاح الأراضي الزراعية، والحد من ظاهرة المغتربين. العمال.
إن تزايد حجم البطالة في العالم يؤدي إلى مشاكل حادة وخطيرة على الاقتصاد المحلي وعلى المستوى الأمني. ولا نستطيع أن ننكر أن البطالة لها دور كبير في انتشار الإرهاب وزيادة معدلات الجريمة والعنف، نتيجة إحباط هؤلاء العاطلين عن العمل وفقدان آمالهم وتحطم أحلامهم.
ولذلك يجب على كل إنسان أن لا ييأس وييأس وأن يسعى لكسب الرزق الحلال والبحث عن عمل كما حثنا الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها». فيحمي الله بها وجهه. خير له من أن يسأل الناس هل أعطوه أم منعوه؟ رواه البخاري.
أسباب البطالة
هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار البطالة، وهي:
– الهجرة من الريف إلى المدينة مما يؤدي إلى زيادة أعداد العاطلين عن العمل في المدن.
– ظهور تقلبات في الأوضاع الاقتصادية المحلية في الدول مما ينتج عنه مجموعة من الصعوبات الاقتصادية أهمها قلة توفير فرص العمل.
– عدم تناسب عدد الوظائف المتاحة مع عدد الأفراد في مرحلة العمل أو سنه، مما يؤدي إلى زيادة انتشار البطالة بينهم.
– عدم توافق المؤهلات الوظيفية للوظائف الشاغرة مع المؤهلات التعليمية أو الخبرات المهنية للأفراد، مما يؤدي إلى توفر الوظائف ولكن عدم وجود موظفين مناسبين لها.
– توفير وظائف في أوقات معينة من السنة، يعمل فيها الأفراد خلال فترة زمنية تنتهي بنهايتها، ومن أمثلة ذلك المهن الزراعية.
أنواع البطالة
تنقسم البطالة إلى مجموعة أنواع أهمها:
البطالة الهيكلية: هي البطالة التي تظهر بسبب النمو والتطور في بعض المجالات المهنية والعملية، والتي تستبدل القوى العاملة في تنفيذ الأنشطة المستمرة في المنشآت بمجموعة من الآلات التكنولوجية، مما يؤدي إلى انخفاض الحاجة إلى الموظفين لأنهم لا يمتلكون المهارات الكافية للتعامل مع التطورات الحديثة.
– البطالة الاحتكاكية: وهي البطالة التي تظهر بين الأفراد القادرين على العمل عندما يتركون وظيفتهم القديمة ويبدؤون بالبحث عن عمل جديد، حيث يفقدون القدرة على تحصيل أي دخل خلال هذه الفترة.
– البطالة الدورية: هي الركود الذي يؤثر على الحالة الاقتصادية لمجموعة من المنشآت خلال فترة زمنية محددة، أو في مناطق محددة، مع وجود منشآت مماثلة في مناطق أخرى تعمل بشكل ممتاز وتوفر القدرة على جذب العديد من الموظفين في أقسامهم الوظيفية.
أسباب البطالة
وتحدث البطالة على المستوى الوطني عندما يتراجع الاقتصاد، لذا تضطر الشركات إلى خفض التكاليف عن طريق خفض نفقات رواتب الموظفين. ومن الأمثلة على الأزمات المالية التي تسببت في أعلى معدلات البطالة منذ الثمانينات، الأزمة المالية التي حدثت عام 2008، والتي تسببت في الركود وزيادة معدلات البطالة. ومن الأمثلة على الأسباب الأخرى للبطالة ما يلي:
– استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل أجهزة الكمبيوتر والروبوتات، وبالتالي استبدال مهام العمال بالآلات.
– الاستعانة بمصادر خارجية للتوظيف، وهو أمر شائع في مجال التكنولوجيا ومراكز الاتصال والموارد البشرية.
عواقب البطالة
ومن النتائج المرتبطة بالبطالة على مستوى الفرد واقتصاد البلاد ما يلي:
البطالة تدمر الفرد ماديا ونفسيا.
– البطالة طويلة الأمد تؤدي إلى البطالة الهيكلية؛ أي انخفاض مهارات العاملين الوظيفية، وعدم توافقها مع متطلبات الوظائف الجديدة المتاحة.
وتؤدي البطالة إلى عواقب اقتصادية ضارة إذا ارتفع معدلها إلى أكثر من 5-6%، لأنها تسبب ضعف الإنفاق الاستهلاكي. أي أن العمال ينفقون أقل من المعتاد، وبالتالي يفقد الاقتصاد أحد محركاته الرئيسية للنمو.
تتسبب البطالة في حدوث ركود أو كساد وطني إذا استمرت معدلاتها في الارتفاع، وذلك بسبب انخفاض الإنفاق من قبل المستهلكين العاطلين عن العمل، مما يقلل من إيرادات الأعمال، ويجبر الشركات على خفض المزيد من الرواتب لخفض التكاليف.