نتحدث عن تعريف التآكل النهري في هذا المقال، كما نذكر لكم مجموعة متنوعة من الفقرات المميزة الأخرى، مثل دورة التآكل النهري، والعوامل التي تؤثر على التآكل، والخاتمة، متوسط معدل التآكل. تابع السطور التالية.
تعريف تآكل النهر
عملية التعرية النهرية هي نوع من التعرية، وهي عملية طبيعية تحدث في الأنهار وعند مصبات الأنهار. وينتج تآكل الأنهار عن حركة المياه المتدفقة، خاصة في أوقات الفيضانات. ويحدث أيضاً في حالة مصبات الأنهار بسبب جريان المد والجزر، وتقوم الرواسب الموجودة في تلك الحالة بإعاقة الصخور أثناء سحبها. على طول قاع النهر، أما سطح الأرض الذي لا يتأثر بعمليات التعرية النهرية، فهو يتعرض أيضاً للتعرية المستمرة بفعل الأمطار وذوبان الجليد والصقيع، وينتج عن الترسيب الذي يحدث من خلال عمليات التعرية النهرية أشكال مختلفة على النحو التالي:
– مراوح الفيضانات:
وتتشكل مراوح الفيضان عندما يهطل المطر فوق كل سفح من منحدرات النهر، حتى يلتقي بالأرض الواسعة، مما يؤدي إلى إنتاج رواسب مخروطية أو على شكل مروحة.
-السهول الفيضية:
تتشكل السهول الفيضية إما عن طريق التآكل الجانبي، حيث ينحت النهر جوانب السهل المقعرة ويحدث الترسيب على جوانب النهر، أو بحلول وقت فيضان النهر.
دورة تآكل النهر
وقد لاحظ الجيولوجيون المهتمون بدراسة الأنهار طبيعة الأنهار من حيث شكل مجرى النهر بالإضافة إلى حركة المياه من المنبع نحو المصب. وقد قسموا مجاري النهر إلى ثلاث مراحل: مراحل الشباب، تليها مرحلة البلوغ، وأخيراً مرحلة الشيخوخة، إذ لا توجد علاقة بين هذه المراحل الثلاث في العمر الزمني للأنهار بمقارنة إحداها بالعصر الزمني للأنهار. الآخر. بل النهر نفسه له أجزاء تنقسم إلى ثلاث مراحل. وفي المرحلة الفتية لأجزاء النهر يكون انحدار النهر كبيراً جداً، ويكون تآكل النهر في هذه المرحلة سريعاً، أما الأودية. وهي عميقة ولها انحناءات حادة في مجرى النهر.
ولذلك نلاحظ أن الأراضي المتاخمة لمجرى النهر تبقى كما هي ولا تتأثر بعملية نحت النهر. كما تتميز هذه المرحلة بالإضافة إلى ما سبق بوجود بعض المظاهر في مجرى النهر مثل الحفر الوعائية حيث تعتبر هذه الحفر الوعائية عبارة. ويتكون من حفر عميقة تكون ضيقة واسطوانية الشكل وتقع في قاع النهر. ويتراوح قطر هذه الثقوب من عدة بوصات إلى عدة أقدام. والسبب في تكوين هذه الثقوب الوعائية هو حركة الماء السريعة خلال هذه المرحلة. وبما أن حركات الجزيئات حلزونية أي أنها تكون على شكل دائري، ولهذا فإن عوامل التعرية التي تحدث من خلال شظايا الصخور التي تعمل المياه على نقلها ستكون كبيرة جداً مما يتسبب في تكوين الحفر الوعائية و تعميقها التدريجي. والظهور الثاني هو الشلالات، إذ عادة ما تتشكل الشلالات. في المراحل الأولى من مجرى النهر، أي أنها تكون قريبة من منابع النهر، ومن أسباب تكون الشلالات هو اختلاف الارتفاع بين نقطتين في مجرى النهر، ويتشكل هذا الاختلاف في الارتفاع، بمعنى أنه إما أن يكون نتيجة لاختلاف الارتفاع في مجرى النهر أو بسبب تعاقب الصخور القوية والهشة في مجرى النهر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصخور الهشة تتآكل بشكل أسرع من الصخور القوية، مما يسبب اختلافًا في الارتفاع. وآخر هذه الظواهر هي الوديان والأخاديد العميقة. وتعتبر هذه الظاهرة من الخصائص المهمة جداً في مجرى الوادي خلال هذه المرحلة، وبسبب سرعة تدفق المياه فإن القسم يأخذ شكلاً مشابهاً لحرف V، حيث تشغل مياه النهر القاع من مجرى النهر، وهنا انتهينا من المرحلة الأولى. أما المرحلة الثانية (مرحلة البلوغ) فهي المرحلة التي بحلول وصول النهر إليها تكون قد انتهت من المرحلة الأولية وهي مرحلة الحفر. سوف تسير في مسارها بسرعة وقد وصلت إلى المرحلة التي تنكشف فيها جوانبها. هنا، في هذه المرحلة، بدأ النهر مجراه، متخذاً شكل وشكل الانحدار البطيء والهادئ. كما يزداد طول أودية هذا المجرى خلال هذه المرحلة، وتصبح عملية التعرية أبطأ بكثير من المرحلة السابقة، كما تصبح الانحناءات في مجرى النهر هنا أكثر هدوءاً، ومثال ذلك نهر دجلة الذي يقع بالقرب من وتعمل مدينة الموصل على تمثيل هذه المرحلة من حياة النهر، حيث يتميز النهر خلال هذه المرحلة بخاصيتين. السمة الأولى هي المنعطفات، وهي الالتواءات، أو هي الانحناءات التي تكون هادئة. وهي ليست حادة، وقد يصل النهر إلى هذه المرحلة في مجراه إذا انخفضت سرعته وبدأ في قطع ضفتيه.
تتشكل الجزر في مجرى النهر وسبب تكوينها هو الزيادة الطبيعية في كمية المواد المنقولة في النهر نسبة إلى قدرة النهر على ترسيب هذه المواد. وينقسم مجرى النهر الأصلي إلى عدة فروع، أي فرعين أو أكثر، ثم يعودون ليجتمعوا في مجرى موحد. المرحلة الأخيرة هي مرحلة التعتيق، وفيها يقل انحدار مجرى النهر بشكل كبير، ويفقد النهر في هذه المرحلة قدرته على التآكل إلا على الجوانب، ويبدأ النهر المتقادم في الانحناءات البطيئة وله سهولة في الفيضانات الواسعة. ، وتبدأ هذه الانحناءات بالتضييق مع مرور الوقت. المنحنيات دقيقة للغاية، وفي النهاية يقطع النهر الجزء الضيق من الأرض في نهاية منحنى النهر ليشكل بحيرة قوسية.
العوامل المؤثرة على التآكل
هناك العديد من العوامل الطبيعية التي تؤثر على التآكل، ومنها:
-الغطاء النباتي:
للغطاء النباتي تأثير معاكس على عملية التآكل، حيث أن الغطاء النباتي يبطئ عملية التآكل. وذلك من خلال جذور الأشجار والنباتات التي تلتصق بجزيئات التربة، وتحد من حركتها عند هطول الأمطار أو هبوب الرياح. تعتبر الصحارى من أكثر المناطق تعرضاً لعملية التآكل. بسبب قلة الغطاء النباتي فيها.
-النشاط التكتوني:
يساهم النشاط التكتوني في تشكيل معالم سطح الأرض. ومثال ذلك أن يرتفع جزء من القشرة الأرضية إلى ارتفاع أعلى من الأجزاء الأخرى، وبالتالي يؤثر على عملية التعرية وتأثيرها في تلك المنطقة.
-مناخ:
ويعتبر الأكثر تأثيراً على عملية التعرية، ويشمل: هطول الأمطار، والرياح، والتقلبات الموسمية التي يمكن أن تؤثر على نقل الرواسب الجليدية أثناء ذوبان الجليد أو الأعاصير.
-التضاريس:
تُعرَّف التضاريس بأنها السمات السطحية للمناطق، وتساهم في كيفية تأثير عملية التآكل على تلك المنطقة. تتآكل السهول الترابية بشكل أسرع من القنوات الصخرية، كما تتآكل الصخور الناعمة مثل الطباشير بشكل أسرع من الصخور الصلبة مثل الجرانيت.
متوسط معدل التآكل
وبالإشارة إلى متوسط معدل التآكل الذي يحدث على سطح كوكب الأرض، فقد وصل إلى حوالي 1 بوصة (2.2 سم) ويقدر حدوثه خلال ألف عام. إلا أن هذا المعدل يختلف بشكل كبير من مكان إلى آخر بسبب اعتماده على العوامل المساهمة والمسببة للتآكل، ومنها: المناخ، وطبيعة مواد القشرة الأرضية، ومعدل الانحدار، بالإضافة إلى دور النباتات والحيوانات. نمط الحياة.