مفهوم الرفق

نتحدث عن مفهوم الإحسان من خلال هذا المقال، كما نذكر لكم فقرات أخرى متنوعة مثل مفهوم الإحسان إلى الحيوانات وأنواع الإحسان، ثم الخاتمة: كيف نعلم أطفالنا أسسها من اللطف والرحمة؟ تابع السطور التالية.

مفهوم اللطف

يتم تعريف اللطف على أنه نوع من الود والكرم والمراعاة والمودة واللطف والاهتمام والرعاية. كل هذه الكلمات مرتبطة باللطف. وفي حين أن اللطف يحمل دلالة على أن الشخص ساذج أو ضعيف، إلا أن الأمر ليس كذلك. اللطف غالبا ما يتطلب الشجاعة. والقوة، إذ تعتبر مهارة شخصية. يعرّف أرسطو الإحسان بأنه تقديم المساعدة إلى شخص محتاج، لا مقابل شيء، ولا لمصلحة المساعد نفسه، بل لمصلحة الشخص الذي ساعد. كما اعتبر نيتشه أن اللطف والحب هما أعشاب. إن اللطف هو العامل العلاجي الأكثر في المجتمع البشري، ويعتبر من الفضائل في تعاليم الله.

مفهوم الرفق بالحيوان

ينظر الدين الإسلامي إلى الحيوانات باعتبارها جزءًا مهمًا ومفيدًا من حياة الإنسان. تساعد الحيوانات الإنسان في بناء هذه الأرض واستدامة الحياة عليها، ونرى هذه النظرة الواقعية من خلال ذكر الحيوانات في العديد من المجالات الإسلامية. وأبرز دليل على ذلك وجود العديد من السور القرآنية التي تحمل أسماء الحيوانات، مثل: سورة البقرة، والأنعام، والعنكبوت، والفيل. وغيرها من السور . لقد حرص الدين الإسلامي كثيراً على الرفق بالحيوانات والعناية بها، والرفق بها يعني أن يتجنب الإنسان النظر إلى الحيوانات كوسيلة للخدمة أو الطعام أو الملبس وغيرها فقط؛ بل إن للحيوانات جانبًا أخلاقيًا يجب على الإنسان الاهتمام به، ويجب عليه أن يحسن مصاحبتها ويمنع الأذى عنها. مثل حرمانها من الطعام والشراب، أو تحميلها الأعباء، أو عدم الاعتناء بها أثناء المرض.

أنواع اللطف

– كن لطيفًا مع نفسك

وهو الرفق مع النفس، فلا ينبغي للإنسان أن يشق على نفسه، فإن لنفسك عليك حقا كما جاء في الحديث الشريف، فلا ينبغي للإنسان أن يكلف نفسه فوق طاقته، والله تعالى لا يحب العبد لإرهاق نفسه أو القسوة عليه، خاصة إذا أدى ذلك إلى ذلك. إلى التهلكة، كما قال الله تعالى: “وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم”. حتى الهلاك، وعمل الخير. إن الله يحب المحسنين».
– الرفق في الدعوة

الإسلام دين الرحمة والسلام، والدعوة الإسلامية قامت على الدعوة ومجادلة الحق، وهذا ما أمر الله تعالى به. ولا يجوز للمسلم أن يتشدد في الدعوة إلى الله، أو أن يسيء إلى الناس. بل ينبغي له أن يحرص دائمًا على الرفق والرفق في الدعوة حتى يأسر قلوب الناس. ويميل الناس إلى دعوته، فقال الله تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة”. ونصيحة جيدة. وجادلهم بالتي هي أحسن . إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين. وقال أيضًا موجهًا كلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «برحمة الله أحسنت إليهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم». واستغفر لهما وشاورهما في الأمر، وإذا عزمت فتوكل على الله. إن الله يحب المتوكلين».
– اللطف بالرعية

وينطبق هذا النوع على كل من يتولى منصب قيادة على مجموعة من الناس، بدءا من رئيس الدولة أو الملك وانتهاء بأدنى منصب في الدولة، لأن كل راع مسؤول عن رعيته سواء كانوا من أفراد عائلته. أو خدمًا في بيته، أو موظفين في أي شركة أو دائرة يديرها، وفي الحديث عن عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا عليه وسلموا تسليما، قال: «اللهم من ولي أمر أمتي فشق عليهم فاشق عليهم، ومن ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به». “.
-اللطف الفطري

وهو شعور خلقه الله تعالى في جميع المخلوقات، وهو شعور جوهري ينبع من نفس الكائن الحي، سواء كان إنساناً أو غيره. ولذلك مهما كان الإنسان أو المخلوق قاسياً فلا بد أن يكون فيه بعض الرحمة الناتجة عن الطيبة الفطرية، إذ أن بعض الناس يظهرون اللطف واللطف والحنان بشكل مبالغ فيه في الأقوال والأفعال، وهناك أشخاص يظهرون القسوة الشديدة في التصرفات. وكذلك الأقوال والأفعال، ولكن خير الأشياء أوسطها، وقد دل على ذلك وجود الرفق الفطري لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زارع بن عامر قال: “” هناك اثنان “صفات يحبها الله فيك: الحلم والصبر”. قال: يا رسول الله! هل أنا خلقتهم أم الله خلقهم لي؟ قال: بل الله جعلك تفعلهما. فقال: الحمد لله الذي خلقني لخصلتين يحبهما الله ورسوله.كسبت اللطف

وبالإضافة إلى الرفق الفطري، يوجد في الإنسان ما يسمى بالرفق المكتسب، وهو ناتج عن التعلم والممارسة والعادة. وهذا أمر مشروع، وقد حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الناس بالرفق في التعامل مع الآخرين. وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المؤمن بالطعن، ولا اللعان، ولا الفاحش، أو قبيح اللسان.”
-كن لطيفًا مع الآخرين

ومن أعظم أنواع الرفق أن يلطف الإنسان بمن حوله. يعطف على الصغار، ويرحم الفقراء والضعفاء، ويحترم الكبير، ويكون قدوة للناس في التعاملات والأخلاق. وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن الله عز وجل يحب الرفق في كل شيء، وبالتأكيد فإن الرفق مع الناس أولى بجميع أنواعه. الرفق، كما قال صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي، لا يقدر الرفق على العنف، ولا يقدر غيره».
– الإحسان إلى النساء
هناك الكثير من الحديث عن حقوق المرأة وكيفية التعامل معها. ولا ينبغي للمسلم أن يتجاهل أن الإحسان إلى النساء قد أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم مراراً وتكراراً. المرأة هي أم، وأخت، وزوجة، وابنة، وهكذا، وقد خلقها الله بمودة عظيمة. وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وهو غلام. ويجري بينهم ويسمى: أنجاشا. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: خذ وقتك يا أنجاشا أسوقك بالقوارير. وقال أبو قلابة : يعني النساء . [وفي رواية]وكان للنبي صلى الله عليه وسلم صوت حاد يسمى أنجشا، وكان حسن الصوت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هون عليك يا أنجاشا، افعل لا تكسر الزجاجات. وقال قتادة : يعني ضعف النساء . وشبه النساء بالقوارير وأمرهن بالرفق.
-الإحسان إلى العبد والمملوك

وهو يدخل في باب الإحسان إلى الرعية، فلا يجوز للمسلم أن يظلم خادمه، أو عبده، أو الموظف الذي يعمل لديه، سواء في البيت أو العمل. وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن للعبد طعامه». فكسوته، ولا يُعطى من العمل إلا ما يطيق». وهذا يدل على ضرورة الإحسان إلى العبد والمملوك في كل شيء.

كيف نعلم أطفالنا أسس اللطف والرحمة؟

إن تطوير الأسس النفسية والروحية لأطفالنا في المراحل الأولى من حياتهم يشبه تنمية العضلات. كلما استخدمت عضلاتك وقمت بثنيها، أصبحت أقوى.
ويتعلم الأطفال التعاطف من خلال العديد من التجارب، مثل رعاية الحيوانات الأليفة على سبيل المثال. ويشارك بعضهم في برامج لتعليم اللطف والاحترام والتعاطف. إذا كانت لديهم عائلات تعزز ما تعلموه، فسوف يصلون إلى أعماقهم في مرحلة المراهقة، أي أنهم سيعرفون تمامًا قيمة ما لديهم. لديهم القيم الإنسانية مثل اللطف والرحمة والإحسان. تظهر الأبحاث أيضًا أن التعاطف يلعب دورًا مهمًا في مساعدة الأطفال على التطور ليصبحوا بالغين متفائلين.
الحديث عن اللطف لا يكفي لتعليمه للطفل. بل يجب على الطفل أن يمارس ذلك في حياته اليومية، من خلال تعويده على العطاء دون انتظار أي مقابل، وجعله يختبر شعور العطف تجاه الآخر، ويمكن أن يكون هذا الآخر أخاه الصغير أو حيوانه الأليف، حتى يتمكن من ذلك. ابحث عن معنى المكافأة الداخلية والشعور باحترام الذات. 5

‫0 تعليق

اترك تعليقاً