مميزات الخطابة، مقدمة في فن الخطابة، التعريف بفن الخطابة، وخصائص الخطابة في العصر الإسلامي. وهذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.
مزايا التحدث أمام الجمهور
تعتبر البلاغة أحد مظاهر الرقي والتقدم الاجتماعي، ولذلك اهتم بها الناس في كل زمان ومكان، واتخذوها وسيلة لمحاولة توجيه الجماعات وإصلاح المجتمعات.
عملت البلاغة على مشاركة الشعر في الإقناع والتأثير، ولكنها كانت أقل انتشاراً من الشعر لصعوبة حفظها بسبب نثرها، كما أن الشعر سهل على الناس حفظه ونقله. اهتم العرب بالبلاغة في عصور ما قبل الإسلام لوجود العديد من الأسباب الاجتماعية التي أدت إلى انتشارها وارتفاع مكانتها. ومن الأسباب التي أدت إلى ازدهارها ما يلي:
1 – إذا أرادت قبيلة أن تهنئ أو تعزي قبيلة أخرى في مناسبة معينة مثل ظهور فارس أو تألق شاعر فإنها ترسل شخصا من نبلاء القبيلة ليمثلها في القبيلة الأخرى.
2- إذا أرادت قبيلتان عظيمتان التنافس فإنهما يستخدمان التفاخر والتمرد لإظهار أن كل قبيلة أعظم من القبيلة الأخرى. إنهم يستخدمون الخطابة بطريقة ترفع من مكانة قبيلتهم وتحط من مكانة من تقابلهم.
مقدمة في فن الخطابة
تُعرف البلاغة بأنها: القدرة على إقناع المستمعين وكسبهم. يتناول الجانب العقلي والعاطفي، لكنه يركز بشكل كبير على الجانب العاطفي للإنسان. ويعرف أيضاً بـ: القدرة على إيصال المعلومات والأفكار والأخبار إلى الجمهور المستمع بطريقة واضحة ومؤثرة ومقنعة. الهدف الرئيسي من التحدث أمام الجمهور هو إقناع الناس والتأثير عليهم. الخطابة علم مبني على أسس وقواعد وضوابط واضحة. وهي أيضًا موهبة إلهية، فهي تجمع بين العلم والموهبة.
تعريف فن الخطابة
البلاغة هي القدرة على صياغة الكلام بطريقة تمكن الخطيب من التأثير في روح المخاطب. وقد عرفها أرسطو بأنها (القوة التي تتيح إمكانية الإقناع)، وقال ابن رشد إن الخطابة هي: (القوة التي تتيح إمكانية الإقناع في كل شيء)، وقد عرفت أيضًا باسم (فن التواصل مع الحاضرين للتأثير والتأثير). إقناعهم.
وهناك تعريف آخر للخطابة، وهو أنها نوع من الفنون النثرية التي تكمن فائدتها في التأثير على الجمهور وإقناعه. هناك ثلاثة أمور يجب مراعاتها في التحدث أمام الجمهور، وهي:
1- خصائص المؤدي (الخطيب): يجب أن يمتلك الخطيب العمق والوعي وفهم الحياة، ومدى استكشافه لأعماقها، وفهمه لأحوالها، ومواصفاتها الشكلية من حيث حسن النغمة والجهارة. وأن يكون حسن المظهر.
2- مواصفات الأداء (الإلقاء): الاهتمام بدقة الأداء والإلقاء، والتقليل من الأمور المزعجة مثل السعال، وتطهير الحلق، والتأتأة، والتردد، والتكرار الممل، والحركات العشوائية، وصياغة الكلام بطريقة تجمع بين قواعد اللغة. بما فيه من النحو والبلاغة، وشامل لأصول المعالجة المنطقية والعلمية للأمور.
مواصفات النص المسلم: يجب أن يكون النص سهلاً في اللغة وعدم استخدام ألفاظ عامية، ويجب ألا يكون النص طويلاً أو قصيراً “خير الأشياء أوسطها”.
خصائص البلاغة في العصر الإسلامي
وكانت خصائص البلاغة في العصر الإسلامي عديدة ومتميزة ومتنوعة، نذكر منها ما يلي:
سيطر الطابع الديني على فن الخطابة، حيث أدخل الدعاة بعض الآيات القرآنية في فن الخطابة، وأدخلوا الأحاديث النبوية، واختفت الخطب التي كانت خالية من الآيات القرآنية.
قللت البلاغة في العصر الإسلامي من استخدام السجع في فن الخطابة. وقد سمي السجع قديما بسجع الكاهن، وهو الذي يتنبأ بالغيب ويفرض أسلوب السجع الغريب في كلامه.
اعتنق الخطاب في العصر الإسلامي فكرة العدل وعدم النفاق، حيث كانت النصوص في الخطبة هادفة وبعيدة عن النفاق الذي كان يقدم للحكام.
-تضمن فن الخطابة في العصر الإسلامي بعض الأقوال والأمثال الشهيرة التي جعلت الخطاب رخيماً في إلقاءه.
وتتميز البلاغة بالموضوعية والهدف الذي يسعى الخطيب إلى إيصال فكرة محددة ذات قيمة إلى المجتمع، أو إلى مستمعيه.
لقد جاء فن الخطابة في العصر الإسلامي بفكر واضح وسلس، بعيد عن التعقيد والأساليب غير المفهومة، وكانت نصوصه قصيرة مقارنة بما كانت عليه من قبل.
معظم الفقرات في فن الخطابة تبدأ بكلمة “البسملة” تكريماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بالبدء بأي عمل باسم الله.