مفهوم النقد الأدبي. وسنتحدث أيضًا عن نشأة النقد الأدبي وتطوره. كما سنذكر أهم أنواع النقد الأدبي وما هي أهم خصائص النقد. كل هذه المواضيع يمكنك العثور عليها في مقالتنا.
مفهوم النقد الأدبي
يصنف النقد الأدبي في اللغة المواد بين الجيد والسيئ، ولا يوجد فرق كبير بين كلمة نقد في اللغة أو في الاصطلاح. يعرف النقد في المصطلحات بأنه عملية دراسة وإصدار الأحكام على النصوص الأدبية التي تعتمد على المناقشة العميقة. ويعتبر من الفنون الأدبية التي ترتبط بذوق الكاتب وفكرته عن النص الأدبي المكتوب.
إن ذوق الناقد وقدرته على التفكير في الأعمال الأدبية التي يقرؤها تكون منطقية وتعكس دراسة النقاد الأدبيين. وهو من العوامل التي تساهم بشكل كبير في انتشار العمل الأدبي
نشأة النقد الأدبي وتطوره
1- يعتبر النقد العربي القديم من أهم الدراسات الضرورية في تقدير الأدب وتاريخه، وتمييز عناصره، وبيان أسباب جماله وقوته أو وسطيته وضعفه. النقد شيء فطري في الإنسان. وهذا الأخير يميز بطبعه وطبيعته بين الخير والشر، وبين القبح والجمال، ويكره الكلام القاسي الجاف والنقد. ولم يبدو الأدب القديم ناضجا إلى هذا الحد، بل مر بمراحل ومراحل طويلة، بدءا من فترة ما قبل الإسلام ووصولا إلى العصر العباسي. اختلف النقاد أيضًا حول البداية. الأول للنقد العربي، وكانت الإجابات كثيرة ومتنوعة، مما أثار جدلا ساخنا بين الباحثين. إذن: ما هو النقد؟ كيف تطور النقد العربي القديم؟ وكيف كان الأمر في العصر الجاهلي والعباسي؟
2- عرف النقد بمعناه الدقيق كدراسة النصوص الأدبية بشكل عام، والنصوص الشعرية بشكل خاص، وموازنتها مع غيرها، بهدف إبراز الخير والشر فيها بالتفسير والاستدلال، وظهر مع ظهور الشعر. الشاعر بطبيعته ناقد، لأنه يفكر ويختار الألفاظ المناسبة لشعره، ومن هنا يقول ابن رشق: قد يميز الشعر ممن لا يقوله، كالنساج الذي يميز من الثياب ما لا يقوله. ينسجون، والصيرفي من الدنانير إلا إذا لم ينسجها. ألقاها أو ضربها، وعرفها العرب كما عرفتها الأمم الأخرى ابتداء من عصر الجاهلية الذي كان بداية العملة القديمة. وظهر الأخير نتيجة خروج العرب من جزيرتهم واتصالهم بدول مجاورة أخرى مثل الشام والعراق وفارس بدافع التجارة أو الحروب. يضاف إلى ذلك مظاهر التعصب القبلي. والتي كانت سائدة بين القبائل.
3- وبما أن النقد كان ساذجاً وبسيطاً، على شكل ملاحظات ذوق فطرية تعتمد بشكل أساسي على إحساس الناقد المباشر بالمعنى أو الفكرة، فإنه يستقبلها ويستشعرها بذوقه الخام وغريزته الساذجة. ليس لديها مبادئ راسخة ولا معايير يجب اتباعها. وفي هذا الصدد، نستحضر إلى الأذهان أقوال بعض النقاد بشأن النقد في العصر. وفي عصر الجاهلية، أما في العصر العباسي فقد نضج الفكر العربي ووجد طريقا للبحث ومجالا للتفكير. ومنذ هذا العصر بدأ النقد الأدبي يخطو خطوات جديدة نحو… تشكيل بنيته وترسيخ منهجيته، وبدأ النقاد يصدرون أحكامهم على أساس ذوق تدعمه المعرفة وتغذيه الثقافات، وكان خصباً، واسع الآفاق و التوقعات. فإن حلل فهو بذوق سليم، وإن شرح فهو بمنطق قوي. ومن هنا قول أحمد أمين: إذا وصلنا إلى النقد في العصر العباسي فإننا نرى تعمقاً حضارياً. والرفاهية، رأينا الشعر والأدب يتحولان إلى فن وصناعة بعد أن ولدا من رحم الطبيعة والطبيعة.
3- وكان من الطبيعي أن يتحول الذوق الفطري إلى ذوق مثقف بثقافة علمية واسعة، وأن يتأثر النقد بذلك الثروة العلمية والأدبية الهائلة. وازدهر النقد لكثرة الثقافة وتعدد روافده، مما جعل الناقد يبتعد عن الأحكام الاستنباطية، فبدأ في تسجيل أفكاره وفق إطار منهجي فلسفي قائم على الاستدلال. ورعاية الخلفاء والأمراء للشعراء.
4- إضافة إلى التنافس بين الشعراء، والترجمة الذي لون عقلية الأدباء والنقاد بآثاره العميقة في التفكير، فإن عامل القرآن الذي يتمثل في دراسة النقاد للقرآن والاستشهاد به ، وأصبح في طليعة الأدلة الأدبية. أما اتجاهات النقد فقد تجلت بشكل رئيسي في ثلاثة: الأول: اتجاه عربي. صرف لم يختلط بالثقافات الأجنبية أو يتأثر بالعوامل الأجنبية، وقد يمثله اللغويون والنحاة مثل: الخليل، والأصمعي، وأبو عمرو بن العلاء، وابن البدو. وكان له علم باللغة وأصولها، وبالشعر وروايته. والثاني هو الاتجاه العربي الذي اعتمد على الشخصية والذوق ثم دعمته الثقافات المختلفة التي روجت له لكنها لم تقضي على أصالته وعروبته. وهذا ما نلاحظه عن العميدي في «توازنه»، وعن الجرجاني في «وساطته». والثالث هو الاتجاه فيه، حيث تأثر أصحابه بالثقافات الأجنبية شكلاً ومضموناً، وكان النقد خاضعاً لسلطة المنطق والفلسفة، وغلب الذوق والفكر على الحس، وقد مثله قدامة بن جعفر الذي من الواضح أنه تأثر بالمنطق اليوناني
5- اشتهرت مجموعة من النقاد الذين كان لهم نشاط مؤثر في عالم النقد بالكتب التي ألفوها والتي أدرجوا فيها آرائهم ونظرياتهم النقدية في الشعر والنثر. ومن أهمهم: ابن سلام الجمحي (طبقات فحول الشعراء)، الجاحظ (البيان والشرح)، ابن قتيبة (الشعر والشعراء)، (أدب الأديب)، ابن طباطبة (عيار الشعر). ، قدامة بن جعفر (نقد الشعر)، الجرجاني (الوساطة بين المتنبي وخصومه)، الآمدي (موازنة)، العسكري (السناعين)، ابن رشق (العمدة)، الجرجاني (أدلة الإعجاز)، (أسرار البلاغة)، ابن الأثير (المثل الماشي).
أنواع النقد الأدبي
1- النقد الأدبي المهني
من النقاد والمتخصصين المعجميين.
2- النقد الصحفي
متخصصة في مجال الكتابة الصحفية.
3- النقد الجمالي والتكلف
ولا يعتمد على الموضوعية، بل يعتمد على الذوق الشخصي، ويركز على جماليات النص المكتوب.
4- النقد الموضوعي
وهو الذي يتبع مبادئ وأساليب محددة في النقد، ويتم تطبيقها بشكل تلقائي دون النظر إلى الآراء الشخصية.
5- النقد الفني
إنه تحليل للأعمال الفنية ويركز بشكل كبير على الفنون البصرية. ويركز على الشخص أكثر من الكتابة، وله أنواع منها: النقد الأكاديمي، والنقد الصحفي المتخصص في الأعمال التلفزيونية والإذاعية.
6- النقد الطائفي أو المعتقدي
ويعني النقد الذي يتبع منهج التعصب والميل نحو اتجاه معين. وغالباً ما يتبع اعتقاداً شخصياً، ولا يعتبر هذا النقد عادلاً لأنه انتقاد شخصي لا علاقة له بالموضوعية.
7- النقد العلمي
هو نقد النصوص باتباع المنهج العلمي للكتب العلمية والفلسفية.
8- النقد الفقهي واللغوي
هي عملية تقسيم النص وتحليله من حيث القواعد النحوية والعروض والصرف وغيرها من القواعد، ومن أبرز روادها الجاحظ. النقد الأسطوري هو الذي ينتقد النص النثري المكتوب أو الشعري من خلال دراسة معالمه الخارجية. يبحث عن المصادر الأصلية للنص ويحللها، ويربط الأشياء بطريقة أسطورية، مثل ربط المرأة بعبادة الشمس والخصوبة ونجوم السماء، أو ربط الحصان بالشمس وجعل وهو رمزٌ لها، ومن أشهر الكتب. وفي هذا المجال كتاب الأنيمة الذي استخدم فيه الجاحظ أسلوب تفسير الأشياء والحيوانات بطريقة الارتباط الأسطوري.
9- النقد الأدبي الإسلامي
إنها عملية نقد النصوص وتقييمها من منظور إسلامي.
والنقد المنطوق والمقصود هو المحادثات والمراسلات والمذكرات والصحيفة.
خصائص النقود
1- لقد كان البيان في هذا النقد متعدد الأوجه، وتنوعت جوانبه لتعدد المقاصد التي ظهرت في هذا العصر. وكان هناك نقد ركز على الغزال في بيئة الحجاز، وآخر ركز على المدح في بيئة الشام، وثالث تناول الفخر والهجاء في بيئة العراق (١).
2- اتسع نطاق النقد في هذه الفترة، وتزايد المشتغلون به حتى شمل الشعراء والأدباء والعامة والملوك والرجال والنساء، مما جعله يركز على أذواق كثيرة ومختلفة، مما اتسع آفاقه وعدد مؤلفاته. وجوه.
3- رسم هذا النقد بعض مقاصد الشعر، وتناول جوانب مهمة من أدبه. وقد وضع النقاد الحجازيون رسومات للشعر. واستنكر كثيرون عمر لفضحه الحرائر، واستنكر عمر كثير لما أحدثه من تشويه وجرب وطرد لمحبوبته.
4- وقد أعطى النقاد الشاميون آداب المدح، فدعوا إلى سلامة فاتحات القصائد، وأوضحوا أن ما يمدح به الملوك يختلف عما يمدحه الآخرون. ويوصف الملوك بالرزانة والرزانة وأصالة الرأي وعدم الهلع في مواجهة الأحداث. وعليه، فلا ينبغي للخليفة الأعظم أن يمدح على نور وجهه، وحسن الطلعة، واستقامة التاج عند التقاطع. .
5- كان النقد في العصر الأموي مبنياً على الذوق الفطري، خاصة في بيئة الحجاز. وعملت البيئة والحضارة على صقله، وكان يقوم على الشخصية والفطرة السليمة، ولذلك كان الاستدلال فيه فطرياً وساذجاً، بعيداً عن روح العلم والمنهج.
6- كان النقد بشكل عام يميل إلى الوضوح والسهولة، ويتميز بالأصالة الفنية والعمق في فهم النصوص، وفي ضوء الذوق الثقافي الخالص، أو الاستدلال العلمي.(3)
7- اتجه النقد الأموي إلى الدوافع الشعرية للشاعر وأثرها في تحسين فن دون آخر. عفة جرير أورثته هذه القريبة اللطيفة التي تجعل العجوز تبكي على شبابها والشابة على أحبائها. وكان فجور الفرزدق هو الذي جعله لا يحسن هذا النسبي كما فعل جرير، وبهذا ظهر اتجاه (النقد). والنقد العاطفي، إلى جانب نقد الذوق، خطوة متقدمة ووجه جديد في النقد الأدبي في العصر الأموي” (2)
8- ظهور اتجاهات جديدة في النقد تتجه نحو المعاني والأفكار والصور وتصحيح خيال بعض الشعراء، كما رأينا في تصحيح خلف رواية جرير (خيره قبل شره) إلى خيره وليس شره.