نتحدث في هذا المقال عن مراحل صناعة النسيج، كما نذكر لكم مجموعة متنوعة من الفقرات المميزة الأخرى، مثل نشأة المنسوجات، وتطورها، ومميزات المواد الخام التي تصنع منها المنسوجات، و ثم الخاتمة متحف النسيج بالقاهرة. تابع السطور التالية.
مراحل صناعة النسيج
لكي تنجح صناعة النسيج في تحقيق الهدف المرتبط بها، لا بد أن تمر بمجموعة من المراحل الأساسية، وهي:
– تصميم القماش
إنها عملية إنشاء الأشكال والتصميمات التي سيتم تصنيع القماش على أساسها. يعتمد تصميم القماش على خبرة وكفاءة المصممين، ومعرفتهم الجيدة بخطوات إنتاج القماش ونسجه، لضمان إمكانية تطبيق أفكارهم وتصاميمهم بشكل واقعي، بحيث يتم تصنيع القماش بناء على المواصفات الدقيقة التي يلتزمون بها. حريصون على. لتزويد مصنع الأنسجة بها.
-صناعة الخيوط
هي المرحلة التي يتم فيها تصنيع الخيوط المستخدمة في المنسوجات، وتعتمد على قيام المصانع بتصنيع الخيوط الخاصة بها، أو شرائها من المصانع المصنعة لها، ويتم تصنيع جميع الخيوط بنفس الطريقة سواء كانت من الطبيعية أو الألياف الاصطناعية. وتهتم مصانع النسيج بنسجه وفق قياسات ومعايير محددة بحيث يمكن لفه بسهولة على البكرات، وهي دوائر أسطوانية تُلف عليها الخيوط، لتحضيرها للنسيج.
– صناعة النسيج
هي المرحلة التي يتم فيها استخدام الخيوط، بناءً على تصميمات القماش، في نسج المنسوجات بناءً عليها. وتعتمد الكميات المنسوجة على الطلب وآراء المستهلكين حول مادة معينة. تستخدم ماكينة حياكة النسيج عادة مع نوع واحد من النسيج، أي أن كل ماكينة يتم توزيعها على مهمتها الخاصة. وبعد انتهاء العملية الصناعية، يصبح من السهل استخدام القماش في صناعة الملابس والمفروشات والمنسوجات الأخرى.
أصل وتطور المنسوجات
تعتبر صناعة النسيج من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان، وشهدت كغيرها من الصناعات القديمة تطوراً كبيراً منذ بدايتها نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي، خاصة منذ عصر الثورة الصناعية في أوروبا التي غيرت الكثير جوانب الحياة في العالم.
– وبالطبع حاجة الإنسان إلى الملبس هي نفس حاجته إلى الطعام والشراب والمسكن… واختلاف القماش يعكس اختلاف الحضارات والثقافات. ولكل دولة طابعها المميز في الألوان والأنسجة المستخدمة في الملابس والمفروشات.
عملية النسيج هي عملية تشكيل القماش، والتي يتم تشكيلها من خلال تشابك مجموعتين من الخيوط مع بعضها البعض وفقًا للزاوية القائمة عادةً. في هذه العملية يتم ربط خيوط السدى مع اللحمة، والسدى هو خيوط نسيج الملابس التي يتم شدها بالطول، وهو عكس اللحمة التي يتم شدها عبرها. يتم نسج القماش على النول، وهو عبارة عن آلة تضع خيوط السدى في موضع محدد بحيث يمكن تغذية خيوط اللحمة من خلالها.
عرف الإنسان صناعة النسيج منذ زمن طويل، حيث استخدم الإنسان الحرير والقطن لأول مرة منذ 5000 سنة قبل الميلاد في حضارات الهند ومصر والصين القديمة في ذلك الوقت. وقد تم العثور على بعض الرسومات الفرعونية التي تصور فردين أو أكثر يستخدمون النول البدائي، كما تم العثور على ألياف قديمة ترجع إلى العصر الفرعوني.
مميزات المواد الخام التي تصنع منها الأنسجة
وتختلف الأنسجة عن بعضها البعض حسب نوع المادة التي تصنع منها. ولذلك فإن هناك بعض المميزات التي تجعل كل منهم يتميز عن غيره، وهي كما يلي:
-صوف:
ويوصف بأنه من المواد التي تمنح الإنسان الدفء. وذلك لأن خيوطها قليلة التموجات والتجاعيد، مما يؤدي إلى إنتاج جيوب هوائية في المادة تعمل كطبقة عازلة.
-نايلون:
إنها واحدة من الأقمشة الأكثر مرونة.
-القطن:
يفضل الكثير من الناس استخدام الملابس الداخلية القطنية الممزوجة بالبوليستر. لأنه يمكّن الجسم من التنفس من خلال قدرته على المساهمة في تهويته.
-الكتان:
الكتان هو نسيج متين. الحرير: الحرير هو نسيج ناعم، على عكس الصوف، بالإضافة إلى كونه قماشاً لامعاً.
متحف النسيج بالقاهرة
يقع متحف النسيج الذي يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط والرابع على مستوى العالم، في منتصف شارع المعز بالقرب من حي “بين القصرين”. يجذب انتباهكم مبناه القديم بواجهته الرخامية البيضاء المقوسة. وعرف هذا النصب التاريخي لعدة سنوات باسم “طريق محمد علي”، الذي بناه محمد علي الكبير وقفا خيريا على روح ابنه “إسماعيل باشا” الذي توفي في السودان عام 1822، ولكن بعد ذلك تجديد شارع المعز وتحويله إلى متحف للنسيج. مصري، يضم نماذج وقطع نسيجية من عصور مختلفة.
تم افتتاحه في فبراير 2010 ليمنح زواره من خلال جولة واحدة نبذة شاملة عن تاريخ المنسوجات في مصر، من خلال مشاهدة المعروضات الموزعة في جميع غرف المبنى المكون من طابقين، والتي تقدر بنحو 450 ألف قطعة تعود إلى قرون. قديمة وتنتمي إلى عدة عصور متتالية. : الفرعونية، والقبطية، واليونانية، والرومانية، والإسلامية، والعثمانية، وحتى العصر الحديث.
ويعكس متحف النسيج بموقعه القديم وسط القاهرة الفاطمية تاريخ صناعة النسيج في مصر التي اشتهرت بها منذ القدم. كانت المنسوجات الكتانية والقطنية أحد المظاهر الثقافية في العصر الفرعوني، وكانت على رأس الهدايا المتبادلة بين فراعنة مصر وملوك العالم القديم. ويوضح المتحف كيف برع المصريون القدماء في غزل ونسيج وصباغة ألياف الكتان، بالإضافة إلى براعتهم في تطريز منسوجاتهم، خاصة الملكية منها. وكان للملابس والمنسوجات أهمية كبيرة في حياتهم منذ الولادة وحتى الوفاة، وظهرت هذه الأهمية بقوة في الحياة اليومية وفي الطقوس التي كانت تؤدى في المعابد. وكان الكهنة يلبسون أثناء أدائها ثوباً محدداً، وكان الملك يلبس أغلى وأفخم أنواع المنسوجات. كما كان للمنسوجات دور مؤثر في المعاملات الاقتصادية، وتعمقت حيويتها عبر العصور مع تنوع أشكال المنسوجات والملابس التي بدأت تعكس روح كل عصر.