قصة الجمل والثعلب، قصة الجمل للأطفال، قصة الجمل الأعرج، وقصة الجمل والحمار. وهذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.
قصة الجمل والثعلب
يحكى أنه في أحد الأيام سأل ثعلب امرأة جميلة واقفة على الضفة الأخرى من النهر: هل تعلمين إلى أي عمق يصل ماء النهر؟ فأجاب الجمل قائلاً: إلى الركبة، فقفز الثعلب على الفور في النهر ظناً منه أن الماء سيصل إلى ركبته، لكنه فوجئ بالمياه تغطيه وبدأ يحاول جاهداً أن يخرج رأسه من الماء، وما أن تمكن من الوقوف على صخرة في النهر حتى صرخ بأعلى صوته في وجه… فقال الجمل: ألم تخبرني أن الماء لا يصل إلا إلى الركبة؟ قال الجمل: نعم، ولكنه يصل إلى ركبتي.
المغزى من القصة: عندما تستشير أحداً في أمور حياتك فهو يجيبك بحسب تجاربه وحياته، وفي كثير من الأحيان قد تكون حلوله مناسبة له فقط ولا تناسبك أو غيرك، لذلك تجنب اتخاذ تجارب الآخرين كحلول نهائية لك، لأنها يمكن أن تغرقك، والأفضل هو استشارة أهل المعرفة ثم اتخاذ قرارك بنفسك حسب ظروفك.
قصة الجمل للأطفال
كانت مجموعة من الإبل تعيش في منطقة صحراوية، وتحملت مشقة العيش هناك، وتأكل النباتات الجافة، وتشرب القليل من الماء. وكان من بينهم جمل صغير متمرد. ولم يكن يريد العيش في الصحراء، وكان يرغب في العيش بين الخضرة الدائمة والمياه الوفيرة. فذهب إلى أمه وأخبرها بماذا… كان يفكر في نفسه… حاولت الناقة الأم إقناع الطفل الصغير بحب العيش في الصحراء وعدم الابتعاد عنها، فقالت له: يا بني ليس لك حياة إلا بين أهلك وعشيرتك. لكن الجمل لم يقتنع بذلك، وأصر على موقفه. وفي أحد الأيام كانت الجمال تمر بالغابة، وعندما رآها الجمل الصغير أعجبته الأشجار العالية، فابتعد عن الجمال ودخل بين الأشجار.
بقي الجمل الصغير Pumpeler بين الأشجار داخل الغابة، والتقى به الأسد ملك الغابة. فطلب منه الجمل مساعدته، وقال له: أيها الملك العظيم، لقد تعبت من حياة الصحراء، وأريد أن أعيش معك في الغابة، فقال له: أنت آمن، ابق معنا وأنا. سوف أضمك إلى حاشيتي وكانت حاشية الأسد تتألف من غراب وذئب وثعلب. أخبرهم الأسد أن الجمل الصغير سيعيش معهم في الغابة، وأمرهم بعدم إيذائه. لأنه في ذمته وأمانه، فقالوا: سمعاً وطاعة. وظل الجمل يعيش في أمان، ويأكل العشب الأخضر، ويشرب الماء بكثرة.. فكبر حقي، وزاد وزنه، وكثر لحمه.
عرف الذئب أن صمت الأسد يعني الموافقة، فذهب إلى الغراب والثعلب، واتفقا على أن يقدم كل منهما نفسه طعاماً للأسد، أما الاثنان الآخران فيقفان ويرفضان. ثم ذهبوا إلى الأسد ودخلوا عرينه، وكان الجمل معه في ذلك الوقت، فقال الغراب: يا ملك الغابة، كنت بحاجة إلى طعام يقويك، فأعرض عليك نفسي لتأكل. أنا.. فقال الثعلب: لا خير فيك أيها الغراب، فحجمك صغير ولا يسد جوعك. لدي الكثير من اللحم، لذلك دع الأسد يأكلني. فقال الذئب: لحمك سيء. وهذا لن ينفع الأسد، بل سيضره. أما أنا فإن لحمي طيب فليأكلني سيدي الأسد. فأجاب الغراب: أنت رائع أيها الذئب. وقد قيل: من أراد أن يقتل نفسه في الحال فليأكل لحم الذئب.
وظن الجمل الفقير أنه إذا قدم نفسه للملك فإن الآخرين سيدافعون عنه كما يفعلون مع بعضهم البعض، فقام وقال: ليأكلني الأسد، فإني قد رضيت نفسي بذلك، فلحمي ولحمي. ليُضحى بالدم من أجل سيدي الأسد، فصاح الذئب والثعلب والغراب: صدقت. فهجموا عليه وأكلوه، وكانت هذه نهاية من لم يرض بمصيره وصاحب الأشرار.
قصة الجمل الأعرج
وفي أحد الأيام، سمع الجمل الأعرج عن سباق للهجن، فقرر المشاركة فيه ومحاولة الفوز به رغم عرجه. جاء الجمل الأعرج إلى مكان التسجيل وطلب تسجيله في السباق. وتفاجأت لجنة التسجيل بطلب الجمل، فأدرك الجمل الذكي ما كانوا يفكرون فيه. فقال لهم . ما هو سبب الغرابة؟ أنا عداء سريع وقوي البنية رغم مرضي. وخشيت اللجنة أن يتعرض هذا الجمل المسكين للأذى أو لأي خطر أثناء السباق، فطلبت منه التوقيع. رفض الدخول في السباق على مسؤوليته الخاصة، فوافقت الجمال وتجمعت الجمال عند نقطة انطلاق السباق.
بدأت جميع الإبل المشاركة في السباق بالسخرية من الجمل الأعرج، إلا أنه عبر عن هذه السخرية بابتسامة بسيطة وقال لهم: سنرى في نهاية السباق من هو الجمل الأقوى والأسرع بيننا.
أطلق الحكم صافرة بداية السباق، فانطلقت جميع الجمال كالسهام بسرعة كبيرة. وكان الجمل الأعرج آخر المتنافسين. ورغم أنه كان يشعر بألم شديد عندما يركض بسرعة، إلا أنه كان صبورا ومتحملا. وكان على الجمال أن تتسلق الجبل ثم تعود مرة أخرى إلى نقطة البداية. كان الجبل مرتفعا. كان الطريق وعرًا للغاية، وكان الطريق طويلًا ومتعبًا، وكانت الشمس حارقة. حاولت الجمال الصغيرة التسلق بسرعة كبيرة، لكنها سرعان ما أصيبت بالإرهاق والتعب. وسقط بعضهم من التعب الشديد، والبعض الآخر قرر العودة. خوفاً من إكمال هذا الطريق الصعب.
أما الجمل الأعرج فكان يتحرك ببطء وقوة وثبات، بعد أن تراجعت معظم الجمال قبل أن تصل إلى قمة الجبل. وكانت الإبل التي وصلت إلى القمة قليلة جداً، وكانت متعبة جداً، فاستلقيت لترتاح قليلاً.
أما الجمل الأعرج فكان يمشي بعزم شديد حتى وصل إلى القمة. ولم يشعر مثلهم بالتعب لأنه كان يمشي ببطء، فعاد مهرولا بعجله، ولم تنتبه الإبل المستريحة حتى وصل إلى أسفل المنحدر. وحاولت الجمال اللحاق بالجمل الأعرج فلم تتمكن، وكان هو أول من وصل. وحتى نهاية السباق فاز بكأس البطولة وكان فخوراً بعرجه. وهنأته بقية الجمال بفوزه وتعلموا منه درسا في الاستهزاء بالآخرين. وقدراتهم.
قصة الجمل والحمار
وكان سعد الدين يتاجر بالبهارات والحرير التي كان يجلبها من الهند ويوزعها على صغار التجار. أراد أن يوصل الكمية إلى أحد زبائنه في منطقة شبه صحراوية بعيدة عن بلدته مسيرة يوم وليلة. وأخذ معه جملاً وحمارًا، فوضع على الجمل حملاً خفيفًا، ولبس الباقي. على ظهر الحمار.
بعد يوم:
وبعد مسيرة يوم، أصبح الحمار يسير بصعوبة، إذ لم يتمكن من مواصلة المشي لثقل حمله. وشكا الحمار من قلقه إلى الجمل من ثقل الحمولة.
وبعد نصف يوم آخر:
وبعد مسيرة نصف يوم، قام سعد الدين بملء عدد من قربة الماء من بئر تقع على الطريق ووضعها على ظهر الحمار، مما ضاعف العبء عليه، وبدأ يترنح دون أن يلاحظه سيده.
الحمار وسيدته:
قال الحمار: يا سيدي، أنا متعب من كثرة الأحمال على ظهري، وقد حملتني فوق طاقتي. لو جعلت بيني وبين البعير ماءً… فقال له: على ظهر البعير أثقل مما تحمله بآلاف المرات. ظل الحمار صامتا وهو يعاني من التعب والإرهاق الشديد. .
شكوى الحمار:
قال الحمار: لقد أعطيتني وجبة واحدة فقط منذ الصباح. أريدك أن تعطيني بعض الطعام حتى أكون أقوى في الطريق. فقال له: سنصل قريباً إلى مكان تتجمع فيه قوافل التجار، حتى نأخذ ما نحتاج إليه من طعام وماء. لم يبق إلا القليل حتى نصل، فماذا في ذلك؟ عليك فقط التحلي بالصبر. لقد تزايدت أصوات التزمير والشكوى هذه المرة. هل كبرت وضعفت؟ هذه هي المرة الأخيرة التي سأخذك معي. سأختار حمارًا قويًا ونشطًا في المرة القادمة.
كارثة:
وبدأ الحمار يتمايل يميناً ويساراً، حتى سقط على الأرض بأحماله الثقيلة. وتقدم سعد الدين لتفقده فوجده ميتا. وكانت المصيبة أنه سقط على سعد الدين، فانفجرت المثانات، وخرج منها الماء، وشربتها رمال الصحراء العطشى، وبدأ يندب مصيبته، حيث لا ينفع الندم.
الجمل:
فصبر الجمل على العكس، وقال للسيدة: أنت السبب في موت الحمار بهذه الطريقة المروعة. لو أنصفتم لوزعتم الأثقال بيننا. لا داعي للعيش معك بعد اليوم. ليس هناك رحمة أو شفقة في قلبك. أريد أن أعيش في الصحراء بعيدا عنك وعن التجار مثلك. الذين لا يفكرون إلا في جمع المال بأي شكل من الأشكال، وأراد سعد الدين أن ينقل البضاعة التي كانت على الحمار إلى الجمل، وبدأ الجمل يزبد من فمه. يلتفت إلى صديقه معلنا رفضه.
الجمل وسيدته:
وحاول أن يعقد الحبل في رقبة البعير فلم يستطع، فقال له الجمل: ابتعد عني أيها الظالم الجشع. إذا اقتربت مني سأدوسك تحت غطائي، وسأتركك في الصحراء هنا، حتى تلقى نفس المصير الذي لقيه الحمار.
هروب الجمل:
انطلق الجمل سريعاً وسط الصحراء، حتى اختفى عن الأنظار، تاركاً صاحبه في الصحراء، والبضاعة ملقاة على الرمال.
الجشع والخسارة:
وهكذا خسر التاجر سعد الدين تجارته وجمله وحماره، بسبب جشعه وقلة رفقه بالحيوانات.