ما أسباب ظهور الحكمة في العصر العباسي، وكذلك خصائص شعر الحكمة؟ كما سنوضح أهم السمات التي تميز شعر الحكمة في العصر العباسي. وسنتحدث أيضًا عن مصادر الحكمة في العصر العباسي. كل هذا من خلال مقالتنا. تابع معنا.
ما أسباب ظهور الحكمة في العصر العباسي؟
1- ضعف تأثير الحياة البدوية، والتأثير الكبير على الحضارة الفارسية القديمة، ومنهجها، وهذا العامل ظهر جلياً في العراق، وأدى ذلك إلى اختفاء سلطة العرب. لقد تمتع شباب الجيل الجديد بكل ما لم يتمتع به شباب الجيل العربي في العصر الماضي، فكان المنتصر والمهزوم متساويين في كل شيء، مما أدى إلى اختفاء سلطة الدين، بسبب حداثة الدين. الناس وتأثير دينهم الموروث القديم عليهم.
2- لقد تطور العلم بشكل ملحوظ وواضح مما أدى إلى ضرورة اعتماد المنهج العلمي في التفكير لمساعدة الباحثين عن الحقائق في العثور عليها بالعقل. ولذلك احتاجوا إلى الحكمة، فتطوروا وازدهروا.
3- أدى تنوع العلوم الدينية وتطورها إلى ضرورة وجود الحكماء الذين يبتون في القضايا الدينية ويستخدمون العقل أداة لحل القضايا الدينية والمذهبية.
4- انتشار الحكمة الفارسية والهندية التي تتميز بالتصوف والزهد.
5- التوسع الكبير في حركة الترجمة والانتقال من الثقافات الأخرى كالفارسية واليونانية وغيرها من الحضارات. وتعرّف العرب على كتابات أفلاطون وأرسطو وغيرهما من فلاسفة وحكماء اليونان الذين كان لهم الأثر الكبير في الحكمة العربية في العصر العباسي.
خصائص شعر الحكمة
– حلاوة الكلمات وسهولة المعاني.
– كثرة تكرار الكلمات التي تدل على تأكيد المعاني.
– قوة التراكيب وتجانسها
– وجود الخصائص الأدبية. مثل الاستعارة والتشبيه والكناية.
– حلاوة القوافي وجمالها.
أهم ما يميز شعر الحكمة في العصر العباسي
وقد عرفت الحكمة في شعر شعراء الجاهلية، ولكنها انتشرت انتشارا واسعا في العصر العباسي، كما انتشر النثر في العصر العباسي. ومن شعراء العصر العباسي أبو تمام، وبشار بن برد، وصالح عبد القدوس، وقد أثرت حركة الترجمة الواسعة في شعر الحكمة.
ويلاحظ أن الشعراء العباسيين استوعبوا حكم اليونان وفارس والحكم الهندي لكليلة ودمنة، وقد ترجم إلى الفارسية، ثم ترجمه ابن المقفع إلى العربية، فمثلوا كل ذلك في الشعر وأدرجوا شعرهم. الآيات في بعضه.
وكادوا يصنفون ضمن كتب الأدب الكبير والأدب الصغير، نقل فيها ابن المقفع تجارب الفرس وحكمتهم ووصاياهم في الصداقة والنصح والآداب، ومن خصائص الشعر العباسي.
– يعبر عن تجربة الشاعر الشخصية وعدد من التجارب التي اكتسبها طوال حياته. كما أنها تتميز بتنوعها من خلال استخدام المعززات اللفظية الرائعة.
– يفتح مجموعة من الأبواب التي تظهر من خلالها الأخلاق الحميدة، ويصورها على حقيقتها، كالأعمال التي تدل على الصبر، والعفة، والكرم، والحياء.
– تظهر في آيات الحكمة عدد من المواقف المضحكة التي قد يستفيد منها الطفل من الأخلاق الحميدة بل وتشعره بالحاجة إلى التحلي بها.
يحتوي على عدد كبير من التشبيهات والصور التي تدعو إلى التعمق في النصوص. وقد يظهر في الأبيات الشعرية عدد من مظاهر الغموض، خاصة عندما يستخدم الشاعر الرموز في الأبيات.
وقد يستخدم الشاعر المقدمة التي تظهر في الكلمات الحنين إلى ماضيه، كما تظهر عدداً من التجارب التي اكتسبها من الحياة.
وتدل الكلمات على عدد من التصورات للواقع المحيط بالفرد، بما في ذلك القصور والصحراء الواسعة، التي تبرز الطبيعة ومكوناتها.
شعر الحكمة في العصر العباسي لا يستخدم كلمات صعبة أو معقدة، ويبتعد عن التعقيد اللفظي من أجل توضيح الهدف الشعري من إنشاد قصائده، مما ساعد على جعل كلماته واضحة لا لبس فيها.
مصادر الحكمة في العصر العباسي
وكانت الحكمة عند العرب تمثل الفطرة السليمة. لقد كانت موجودة منذ أقدم العصور، لكنها تطورت إلى معانٍ عميقة. وكان لشعر الحكمة قيمته عند الشعراء، إذ جعل المديح أكثر رصانة، وربي الناس على التهذيب والفضيلة. وهكذا كان الشعر أحد أسباب إصلاح النفس، من خلال خلق المادة الشعرية والتربوية والأخلاقية. ومن أهم أسباب تطور شعر الحكمة في العصر العباسي المصادر التي ساعدت على الانفتاح الثقافي والعقلي، ومنها:
1- التراث الشعبي:
وهو ما يرثه الأفراد من أسلافهم. ويعتبر الجزء الأهم من تاريخ الشعوب وثقافتها، ويشمل هذا التراث العادات والتقاليد والأفعال والأقوال بما في ذلك الحكايات والأساطير، وغيرها من التجارب الشخصية المتوارثة التي كانت أحد أسباب تطور شعر الحكمة في البلاد. العصر العباسي. التراث الشعبي هو الفن الذي يساعد على تشكيل الحياة. وفنونه، وهذه المعتقدات الشعبية، كلها تدل على ثراء الناس، واتساع فكرهم، ومدى إبداعهم في الحياة والحضارة، وعليه فقد تسلسلت أفكار الشعر العباسي بطريقة عقلانية ومنطقية، بالإضافة إلى تنوع المواضيع لمختلف الأغراض، كالفخر، والغزل العذري، والهجاء، والتصوف، وغيرها. كما تميزت هذه المواضيع بإحداث معاني جديدة وصور محدثة.
2- التأثيرات الخارجية:
وهو ارتباط الثقافة العربية بالثقافة الأجنبية، ويعتبر هذا الارتباط من أهم الأسباب التي أدت إلى ازدهار الحركة العلمية والأدبية في هذا العصر، ومن أهم هذه المؤثرات هم الفرس، كما وكان لهم دور بارز في إيصال أنواع أخرى من الثقافات إلى العرب، فاقتبس العرب منها واندمجوا ثقافياً. وكانت هذه الاقتباسات هي الأعمال المترجمة لأهم الكتاب الغربيين، حيث حفزت الكتاب العرب على كتابة إبداعات وروايات، بالإضافة إلى تحفيزهم على إتقان جوانب هذه الكتابة والإلمام بعناصرها المختلفة، من أجل خلق شيء أكثر إبداعاً من غيره.