أسباب ظهور الحكمة في العصر العباسي الثاني، خصائص شعر الحكمة، تعريف شعر الحكمة، ومصادر شعر الحكمة في العصر العباسي. وهذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.
أسباب ظهور الحكمة في العصر العباسي الثاني
تقديم مواضيع تحتوي على مواد شيقة لتأديب الشباب وتشجيعهم على الأخلاق الحميدة. ويعتمد الشاعر على حضور المقدمة الأولى، فيستمر في ذكر حنينه إلى ماضيه، ويعبر من خلالها عن تجاربه في الحياة.
خصائص شعر الحكمة
1- تحسن كبير عن حكمة العصور السابقة
اعتمدت الحكمة في العصور العربية السابقة للعصر العباسي بشكل أساسي على تجارب الإنسان الشخصية والعوامل التي تشكل هذه الشخصية، وكانت الحكمة تكثر أو تتضاءل بحسب كثر تلك التجارب أو ندرتها.
أما العصر العباسي فبعد أن تعرف على علوم العرب والفرس والهند والسند والفرس والروم، وتشكلت لديه فكرة واسعة عن حياة كل منهم، ومعرفة الكثير عن تجاربهم وأرزاقهم، بدأ انتقاء ما كان واضحا وتجاهل ما كان غامضا بما يتناسب مع الشريعة الإسلامية الصحيحة التي تحث على العلم والحكمة. وأصبحت الحكمة واسعة في معانيها، ومتنوعة في أهدافها، ونبيلة في مقاصدها.
2- الجدة في بعض مواضيع الحكمة
فمن الطبيعي أن نجد أشياء لم تكن موجودة من قبل وأن نغير مفاهيم لم تكن سائدة. فالحياة دائرة مستمرة لا تعرف ثباتاً ولا استقراراً، وتدور حول أهلها كما يدور المجانين، ولكن الناس يشتركون في أشياء كثيرة لا تتغير ولا تتغير مع أي تغير في المكان أو الزمان، ولذلك تنبع الحكمة من هنا. ومن تجارب الناس على مر السنين، الأول يعطيها لللاحق ويهديها الوالد للطفل. وهذا كعصير السنين وزبد الأيام، تتشابه فيه المواقف، وتختلف الوجوه والأسماء، والجوهر واحد.
3- السهولة في الألفاظ والمعاني والخلو من التعقيد والصعوبة
ومن السمات التي تميّز بها شعر الحكمة العباسي أنه كان بلغة واضحة وألفاظ سهلة تناسب جميع طبقات المجتمع، وبذلك وصلت معاني الحكمة إلى جميع المتلقين، لأن هذا الشعر موجه إلى جميع فئات الناس بغض النظر عن انتمائهم. الثقافات والمعارف المختلفة.
تعريف شعر الحكمة
يعتبر شعر الحكمة أحد الأغراض الشعرية المشتركة بين الشعراء، ويُعرّف بأنه: نوع من الشعر يحاول المؤلف من خلاله نقل تجاربه وعصارات حياته التي واجهها بين الناس. لشعر الحكمة تاريخ طويل في الأدب العربي، حيث ظهر منذ العصر الجاهلي في العديد من القصائد لشعراء مختلفين، منهم زهير بن أبي سلمى.
مصادر الشعر الحكيم في العصر العباسي
– التراث الشعبي
وهذا ما يرثه الأبناء والأحفاد مما تركه الآباء والأجداد. وتعتبر هذه النقطة الأهم في ثقافات وحضارات جميع الشعوب وكل العناصر التي تساعد على تقدمها، وهي ما يتوارثه الناس عن أجدادهم.
وهذه المواريث من عادات وتقاليد، وأفعال وأقوال، ومنها الحكايات والأساطير التي تظهر في أشعار القدماء وكان يملكها الأبناء، هي ميراث شعبي يتم تملكه واكتسابه من الأجداد.
ولأنه الوراثة، فهو الفن العظيم الذي بناه الأجداد والأجداد، وهو أيضاً ما يساعد بشكل كبير على صياغة الحياة وجميع فنونها بشكل أكثر بساطة وفهماً أيضاً.
-المؤثرات الأجنبية
وهو التأثير الذي يحدث بين الثقافات العربية وأيضاً الثقافات الأجنبية المقابلة لها، حيث تنتقل أي منهما إلى الأخرى لتكتسب معاني كثيرة والعديد من الخصائص الأخرى.
وتعتبر هذه الحركة من أهم الأسباب التي ساعدت على إحداث الازدهار الكبير الذي حدث في الشعر العباسي في ذلك الوقت وتوسعه الكبير.
ومن أكثر اللغات والأشعار التي أثرت في الشعر العباسي الشعر الفارسي وشعراؤه، والأشعار التي نظموها.
وكان للشعراء الفرس دور كبير وبارز ساعد في نمو وانتشار الشعر والأدب العباسي وتوسعه.
وفي تلك الفترة، ولاحتلال تلك المساحة الكبيرة، ساعدت أيضًا في توصيل جميع أنواع الثقافات الأخرى من مختلف البلدان والدول، وكذلك اللغات الأخرى، إلى العرب في مختلف البلدان العربية.
حيث استعار أدباء الشعر العباسيون من العرب والشعر الذي كانوا يكتبونه، وكان هناك أيضاً اندماج ثقافي بينهم في حضارة كل منهم وأيضاً في الشعر الذي كانوا يكتبونه.
وهذه الاقتباسات التي أخذها كل منهم في كتاباته وأشعاره، سواء العرب أو شعراء العصر العباسي، لم تكن سوى أعمال، لكنها ترجمها أهم الأدباء الغربيين وأهم الشعراء.