مقاصد الشعر الأندلسي، خصائص الشعر الأندلسي، الشعر في العصر الأندلسي، الفخر بالشعر الأندلسي، ملامح الشعر الأندلسي، وقصائد الشعر الأندلسي. وسنتحدث عنها بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
أشياء من الشعر الأندلسي
1. الحمد
المدح هو أحد الأغراض الرئيسية للشعر الأندلسي. ولعل هذا يظهر بوضوح في الموشحات وفي أغلب الشعر الأندلسي.
2. الرثاء
وكانت المرثية أحد مقاصد الشعر الأندلسي الذي ازدهر وتزايد بشكل كبير بعد سقوط الأندلس. ومن أشهر من استخدم الشعر الأندلسي لغرض الرثاء الشاعر أبو البقعة الرندي.
3. الغزل
وكان الغزال من الأغراض الشعرية التي اهتم بها شعراء الأندلس، وكان الغزال غزيراً في الأبيات الأندلسية، ومن أشهر من نظم الشعر الأندلسي لغرض الغزال الشاعر ابن زهير الإشبيلي.
4. هجاء
استخدم بعض الشعراء الأندلسيين الشعر للهجاء. وأشهر من فعل ذلك هو الشاعر ابن حزمون.
5. الطبيعة
وكان من المنطقي جدًا أن يتغنى شعراء الأندلس عن الطبيعة الخلابة التي يعيشون فيها، وكان الشاعر ابن خفاجة من أشهر من نظم الشعر للغناء عن الطبيعة.
خصائص الشعر الأندلسي
وتتمثل خصائص الشعر الأندلسي في النقاط التالية:
1- تأثر الشعر الأندلسي بالشعر الإسلامي وخاصة العصر العباسي، لدرجة أن شعراء الأندلس كانوا يطلق عليهم شعراء المشرق.
2- كان الشعر الأندلسي يعبر عن ذاتية شاعره، وكان مرتبطا بالواقع بشكل وثيق. ويرجع ذلك إلى تأثير البيئة في الأندلس على شعرهم.
3- تميز الشعر الأندلسي ببساطة التعبير، وقدرته على استخدام الصور والخيال الجميل والواضح.
4- ونظراً لانتشار الغناء في المجالس الأندلسية، فقد تميز الشعر بالإيقاع الموسيقي الواضح الذي نراه في كلماتهم وألحانهم.
5- كان التناغم في الحروف في نهاية الأبيات، وروعة الكلمات، وسهولة التعبير والتركيب، من أهم سمات الشعر الأندلسي.
6- اهتموا بالشعر اهتماماً كبيراً، وتميزت مودتهم بالصدق، خاصة في إظهار الشوق إلى الحبيب.
7- أثرت الطبيعة في شعرهم إلى حد كبير، وكان شعر طبيعتهم يتميز بنظام المقاطع وليس نظام القصيدة.
8- وكان من أهم مقاصد الشعر الأندلسي المدح، إذ كان الشعراء يمدحون الملوك كثيراً. كما احتل الغزل مكانة كبيرة في الشعر الأندلسي، حيث ارتبط بالطبيعة في وصف المحبوب. كما اشتهروا بشعر الرثاء، خاصة في الفترة التي سقطت فيها الأندلس.
الشعر في العصر الأندلسي
عرفت بيئة الأندلس بطبيعتها الخلابة وتنوع تضاريسها من سهول وجبال وأودية وهضاب وينابيع وأنهار. كما عرفت بتنوع مناخاتها. ولعل هذا التنوع في تضاريسها ومناخاتها كان السبب في تلوين الأدب في العصر الأندلسي، خاصة في الشعر، ويظهر لنا ذلك في شعر ابن خفاجة. وأتباعه في عصره، ومن قبله ومن بعده.
تميز الأندلسيون في العصر الأندلسي بخصائص شخصية خاصة. وكانت الطبيعة هي العنصر المؤثر الفعال في هذا التميز والتفرد الذي عرف به الأندلسيون، وكان للاختلاف العنصري في الأندلس دور كبير في تشكيل شخصية الأندلسي. وقد نظر لسان الدين ابن الخطيب إلى الأندلسيين من خلال هذا الاختلاف في الطبقات، دون أن يولي اهتماما كبيرا للفوارق العرقية، معتبرا أن المستعربين من الأندلسيين الذين حافظوا على دينهم من الطبقة الشريفة.
ورأى كثير من النقاد والشعراء أن الشعر الأندلسي هو امتداد للشعر الشرقي، لأن الشعر عند الشرقيين كان محط اهتمام الأندلسيين، فكانوا منظمين في أسلوبه ومنهجه شكلاً ومضموناً، وكانت أغراضهم الشعرية في المدح، فالرثاء والغزل والكبرياء والهجاء كانت هي ذاتها أغراض الشعر الشرقي، واعتمدوا على مضامين شعرهم أيضاً، ولكن لكل بيئة أجواءها الخاصة، وهو ما ينعكس في إنتاجها الأدبي.
الاعتزاز بالشعر الأندلسي
وبقي شعر الفخر قليلا في الأدب الأندلسي نظرا لازدهار الحياة والظروف الجديدة التي دفعتهم في اتجاهات أخرى. وقلما يوجد شعر الفخر إلا في قصائد مدح الملوك، أو اعتزاز الشاعر بشعره، أو بصبره على مصائب الأيام. ويقول ابن حمديس إنه يفتخر بشعره:
– أنا رجل يبني الأرض، ولا أرى وقتاً أحاول هدم ما أصنعه بحبر المديح وخربشته، وكأن صنعاء تحت لساني، وأستفيد من نور الرائع، أتنفس في دقائق العقل.
ملامح الشعر الأندلسي
1- أن يكون خاليًا من الألفاظ الغريبة والملتبسة.
2- تماسك أفكاره ووضوح معانيه.
3- استخدام الصور والاستعارات الدقيقة والخيال.
4- ابتكار أفكار جديدة.
5- تجنب المبالغة والمبالغة.
6- استخدام الأبيات القصيرة والخفيفة بما يتناسب مع طبيعة الحياة وانتشار الغناء.
قصائد شعرية أندلسية
– قصيدة “قلبك ملآن أياماً” لأبي إسحاق الألبري
قلبك يمتلئ بأيام الشباب، وجسدك منحوت بالساعات المنحوتة، ومنون يدعوك بدعوة صادقة. يا صديقي، هذا أنت الذي أريد.
أراك تحب عروساً خائنة رفضت أن تطلقها. ستنام الأكياس إلى الأبد، وستحك رأسك عنها حتى عندما تموت سنستيقظ.
كم أنت مخدوع؟ إلى متى لن تستمع إليه؟ حتى أبو بكر سيدعوك، فإن استجبت لما فيه، فحظك إذا عقلوا.
إلى العلم الذي تكون به قائدًا مطيعًا إذا نهيت أو أمرت، وتجلي به ما أمام عينيك من أمسيته، وترشدك إلى الطريق إذا ضللت.
وتحمل تاجًا منه في ناديك، ويغشاك الإبل في الخارج. تنفعك ما حييت، ويبقى لك كنزها إذا ذهبوا.
– قصيدة “يا رب تزدهر مائة معطف” لابن خفاجة
يا رب، تزدهر العباءات اليائسة من كل غصن يرفرف بوشاح، هزت الريح خصلاتها في المساء، فاستحوذت عليها رعدة العزاء.
نزع الربيع قناعها من مفرق الشامات، كما يرغى الكوب بالفرج، ويفركها السحاب بملاءة ارتدت بها قميص الصباح الجميل.
لقد أنضج الندى أزهاره، كأنه مسح أغلفةه. اليد اليمنى لسماح والخليج ملتوية هناك، هناك صفحة معرض غطت سوالفها فجوات حبوب اللقاح.