شعراء الجاهلية

وفي هذا العرض المميز نقدم لكم أهم شعراء الجاهلية ولمحة مختصرة عنهم من خلال السطور التالية.

الجهل

الجهل مصطلح إسلامي ورد في السور المدنية في القرآن الكريم، عن حياة الأمم قبل الإسلام، إذ يشير إلى الفترة التي سبقت الإسلام، ويربطها بجاهلية الأمم من حيث الدين. وهو مفهوم لا يقتصر على العرب، بل يشمل جميع الشعوب، قبل بعثة النبي محمد.
أهمية تاريخية

ويطلق مصطلح عصر ما قبل الإسلام على حال الأمم قبل الإسلام، ويتميز ويميز نفسه عن عصر ما بعد البعثة النبوية وظهور الإسلام. وفي الجاهلية عبدوا النار بفارس، وعبدوا الأصنام باليمن وقدموا لها القرابين. انحرفت اليهودية والمسيحية في شمال الحجاز والشام والحبشة وغيرها من الأديان والطوائف المنتشرة هنا وهناك، وساد الحكم القسري المطلق، حتى جاء الرسول محمد برسالة الإسلام لينقذ الأمم من هذا الوضع. وهكذا راسل ملوك الحبشة وفارس والروم ودعاهم إلى دين الله، ليحررهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن الظلم. الأديان لعدالة الإسلام.
الشعر في عصر ما قبل الإسلام

الشعر الجاهلي هو الشعر الذي كتب في عصور ما قبل الإسلام، ويعتبر من أقدم القصائد التي وصلت إلينا. وهو شعر قديم يدل على جمال الذوق الفني، ويعتبر من الأدب الرفيع. وبسبب صورها التي تسحر القلوب وتثير المشاعر، عرف العرب ما يمكن أن تحتويه من أهمية كبيرة في تاريخ الشعوب، فكانوا يقدسون الشعراء ويرفعون مكانتهم بين شعوبهم. ولعل أهم ما جاء عن أبرز شعراء الجاهلية من ذلك العصر هي المعلقات وهي القصائد الطويلة. والذي يضم نماذج من الشعر الجاهلي اختارها العرب لأبرز شعراء العصر الجاهلي. لأنهم رأوا قيمته الكبيرة، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على أبرز شعراء عصر الجاهلية.
شعراء ما قبل الإسلام
عنترة بن شداد

هو عنترة العبسي من قبيلة عبس التي كانت تسكن نجد. وكان عبداً أسوداً، وكانت أمه زبيبة في أسرى إحدى المعارك مع العرب. ولم يعرفه أبوه، وكان من سادة عبس، لأنه كان أسود اللون. عاش معاناة وظروفاً صعبة في حياته بسبب عدم تعرف والده عليه من جهة ومن جهة أخرى. ومن ناحية أخرى، كان حبه لابنه هو عمة عبلة، لذلك لم يستطع أن يتزوجها طالما كان لا يزال عبدا. لكن عنترة كان فارساً شجاعاً لا يخاف من شيء، وكان يشارك في المعارك ضد أعداء قبيلته فقط للدفاع عنها وليس للاستيلاء على ممتلكات أو أي شيء آخر. كتب قصائد لا تعد ولا تحصى، حيث طغى على شعره مدى الحب والألم الذي عاشه ومدى الصراع بين حبه لعببلة ونفسه لأنه كان عبدا.
امرؤ القيس

وهو من أهم الشعراء العرب. وكان من أصل يمني، لكنه انتقل إلى نجد بعد انهيار سد مأرب. وعاش حياة الترف والبذخ. وكان أبوه سيد قومه، ولم يكن معتاداً إلا شرب الخمر والقمار ومطاردة النساء. ولكنه كان شاعراً عظيماً غمرنا بأشعاره العظيمة، وكلماته الرقيقة، وعباراته الرائعة، حتى قُتل. وفي أحد الأيام بدأ والده غمر القيس يستعد للانتقام ممن قتله، فعاش طوال حياته يبحث عن من قتل والده حتى وافته المنية في تركيا وتحديداً في مدينة أنقرة. كما دُعي بأبي الجراحات لكثرة الجروح التي أصابته بسبب كثرة سفره من مكان إلى آخر. ومن أشهر قصائده المعلقات التي تعتبر من أهم القصائد التي أنتجها شعراء الجاهلية.
النابغة الذبياني

من قبيلة قيس، اسمه أبو أمامة زياد بن معاوية، لكن لقب بالنابغة لأنه لم يكن ينشد الشعر في صغره، بل كان ينشده عندما كبر. كان من أشراف ذبيان، وكان شديد الاهتمام بمدح الملوك والأمراء لأنه يحب المال، فأراد أن يمطروه بالهدايا والأموال. وخص الملك النعمان بن المنذر. والعديد من هذه القصائد
عمرو بن كلثوم

وكان عمرو بن كلثوم من قبيلة تغلب التي اشتهرت بحروبها وعداوتها لقبيلة بكر. وأشهر ما فيهم حرب الباسوس التي استمرت سنوات طويلة بين القبيلتين. تم اختيار عمرو بن كلثوم ليكون ممثلا لقبيلته لما يتمتع به من شجاعة وإقدام، وفي نفس الوقت جرأة عالية جدا، لدرجة أنه كان يروي ويكتب قصيدته في ذلك الموقع، وكانت تحركه عواطفه حتى فقد أغضب عمرو بن المنذر الذي كان واليا في هذه الحرب، لأنه تجاوز حدود الواجب والآداب.
كعب بن زهير

وهو ابن زهير بن أبي سلمى، حيث نشأ في كنف والده وعائلته الذين غنوا الشعر. نشأ منذ صغره على الشعر مما صقل لغة الشعر وبنيته. وهو شاعر مخضرم مشهور جداً، خاصة في العصر الإسلامي. وهو صاحب قصيدة “بنت سعاد” التي قالها أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، وورث فيها الشعر. وعن أبيه برع فيه كثيرا. وكان من أفضل شعراء الجاهلية وأبرزهم. وكان يتكلم بالشعر حتى أصبح من أعظم شعراء الجاهلية والعصر الإسلامي.
العشاء

وهو ميمون بن قيس من قبيلة بكر بن وائل، وكان يلقب بالأعشى لضعف بصره. كان من شعراء الجاهلية، كما كان غزير الشعر. ولا يوجد شاعر في عصره بلغ حجم القصائد والأبيات التي بلغها الأعشى. كما غنى في شعره، ولقب بصنوج العرب لإتقان الأعشى الكبير. وقد لقبه آخرون بالأعشى تبارك وتعالى، واشتهر بتمجيد الملوك والأمراء، مما جعلهم يغدقون عليه الأموال.
طرفة بن العبد

من قبيلة بكر بن وائل التي كانت تسكن البحرين، عاش يتيما بعد وفاة والده، ولم يرعاه أحد سوى أمه. وعاش في الترف واللهو والبذخ. وكان معروفا بجرأته. ومع ذلك فقد أعطى العديد من القصائد العملاقة للشعر العربي الجاهلي، لكنه اشتهر بهجائه. هجأ أعمامه لأنهم ظلموا أمه، وهجو ملك الحيرة عمرو بن هند، حتى أنه قتل بأمره عندما هجى، وكان عمر طرفة ستة وعشرين سنة فقط. ورغم قصر عمره إلا أنه كان صاحب التفاسير السبعة وكان من أبرز شعراء الجاهلية
لبيد العامري

هو أبو عقل لبيد بن قيس ربيعة العامري. واشتهر بإحسانه وكثرة الإنفاق على الفقراء. لقد كان شجاعًا وقويًا وذكيًا. وكانت له مكانة كبيرة جداً عند قومه، حيث أثنى عليه شعراء آخرون كالنابغة الضبياني. وكان من أهم الشعراء المخضرمين حتى وفاته في العصر الأموي في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان. ترك لبيد روائع الشعر العربي حيث ضرب الأمثال بقلادته التي كانت إرثا هائلا للشعر العربي، كما أن له قصيدة شهيرة قالها في تأبين أخيه. ويقال أنه ترك الشعر بعد إسلامه وقال: “الحمد لله الذي أبدل سورة البقرة شعراً”.
زهير بن أبي سلمى

وهو من قبيلة غطفان بنجد. نشأ يتيما عندما توفي والده وتزوجت أمه أوس بن حجر، ولم يهتم بتربيته أحد إلا عم أبيه. وكانت نشأة زهير تربية شعرية. كان والده شاعراً، وعمه شاعراً، وزوج أمه شاعراً، وعمه شاعراً. فرباه حسناً، وأحب الشعر أيضاً، حتى اشتهر زهير. وبشعره وتهذيبه وأخلاقه، حتى أنه كتب قصائد بين أغراض الشعر المختلفة، كالمدح والغزل، لدرجة المدح كما أنعم عليه حرام بن سنان بالمال، وكان زهير بن أبي سلمى من أصحاب المعلقات السبع.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً