على ماذا تدل كثرة الرؤى، وما هو المفهوم الحقيقي للرؤى، وأهم أنواعها؟ وسنتعرف على كل ذلك من خلال هذه السطور التالية.
تعريف الرؤى والأحلام
والرؤيا جمع رؤيا ويجوز نطقها بدون حرف علة في الميزان اللفظي، وهي في اللغة ما يرى في النوم. وأما الأحلام فجمع الحلم هو جمع حلم مع إضافة الهاء واللام، ويجوز ضمه، فيقال: الحلم مشتق من حلم الحلم ومعناه. هو: من رأى رؤيا في منامه، وقد حدد العلماء الرؤيا والأحلام من النصوص الشرعية. ومنها: حديث أبي قتادة – رضي الله تعالى عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان)) .
ما هو سبب الرؤيا المتكررة؟
ليس لها سبب ولا تدل على شيء خاص أو تفوق على الآخرين.. الأحلام كثيرة بين الناس وهي بشرى من الله – خاصة بين أهل البلاء والضيق.. وهي أقل شيوعا بين الناس وهذا لا يحدث أبدا سلبي بالنسبة لهم.. ويزعم البعض أن تكراره يدل على صحة التعبير أو قوته أو سرعة حدوثه.. وهذا ممكن في بعض النواحي وغير ممكن في بعض النواحي.. لكنه ليس ضروريا ولا يجوز تشير إلى أي شيء.. وبين ومنهم من يزعم أن كثرة الأحلام تدل على صلاح الإنسان.. وهذا باطل.. لأن المقصود أن الأمر كله بين حديث النفس وتلاعب الشيطان، وليس في شيء منه رؤيا من الله لها رؤيا. التفسير.. بل ربما يكون صاحب الممسوس أو المبتلى أكثر الناس نوما حتى يرى في النوم الواحد عشرة أحلام أو أكثر.. وكل ذلك. أذى من الشيطان.. ومنهم من لا يرى إلا حلماً واحداً في سنتين أو ثلاث أو خمس سنوات، وهو من أفضل الرؤى وأشدها في كثرة معانيه وقوة تأثيره.. و ومنهم من يدعي أن قلة الأحلام هي نقص في الدين أو عدم صلاح القلب.. وهذا باطل أيضا.. والصحيح أن أحلام الإنسان قليلة أو حتى لا أحلام له، إلا أنه فهو من أفضل الناس ديناً، وعبادة، ودعوة، و الصلاح ظاهراً وباطناً.. ومنهم من تكثر أحلامه، وإذا عرض على عابر سبيل حكيم يتفاجأ. وأن واحداً من كل مائة حلم هو رؤيا والباقي ليس له تفسير.. والتحقيق أن كثرةها لا تدل على شيء محدد كالتفوق. .. ولا أقولها دالة على شيء معين كالفضفولية. وقد كانت نومات النبي صلى الله عليه وسلم معدودة ومعروفة، ولو كانت كثيرة لأحصاها الصحابة، لأن ذلك مما حرصوا على نقله ونشره. ومع ذلك فهو رسول الله الذي عرفناه.
أسباب تكرار الرؤيا
ومن أعظم أسباب تكرار الرؤيا في الحلم:
1- اهتمام المالك بالأمر هو اهتمامه بالأمر وشغله عن الواقع والتفكير فيه. وهذا ما يسمى بحديث النفس وتلاعب الشيطان به، فيصبح حلماً يحزنه ويزعج عقله.
2- عدم القدرة وعدم القدرة على إغلاق الأبواب أمام الإنسان في أمر ما، فيرى رؤيا في حلمه فتحاً له أو بديلاً له. ولهذا تكثر رؤى الناس في السجون.
3- التطلع إلى المجهول والغيب الذي أخفاه الله تعالى عن الإنسان، ولكن في طبيعة الإنسان حكمة عظيمة في التطلع إلى معرفة ما خفي عنه. والناس في هذه المسألة فريقان:
المجموعة الأولى: المنحرف الذي يريد معرفة الخفي باستخدام السحرة والسحرة والكهنة والمنجمين.
الطائفة الثانية: المؤمن الذي يتطلع إلى رؤيا من الله -تعالى- ينزل فيها شيء من ذلك، إما علامة خير، أو إنذار شر.
أسباب كثرة الأحلام
كثير من الأحلام تدل على أمور كثيرة منها حالات نفسية أو صحية أو مس شيطاني، والتي تختلف من شخص إلى آخر. تشمل هذه الأسباب ما يلي:
قد يكون سبب كثرة الأحلام هو إصابة الإنسان ببعض الأمراض النفسية مثل الأرق والاكتئاب والوسواس القهري
– قد تدل الأحلام المتكررة على أن الشخص يتناول الطعام في وقت متأخر من الليل، وخاصة الأطعمة الدهنية والمرتفعة بالدهون.
تناول بعض أنواع الأدوية قد يؤدي إلى تنشيط الدماغ أثناء النوم، مما يجعل الأحلام تعود للإنسان
الأحلام المزعجة والكوابيس قد تشير إلى وجود أمراض القلب، لأن عدم انتظام ضربات القلب يزيد من حدوث الكوابيس.
كثرة الأحلام المخيفة قد تدل على وجود الشيطان وتدخله في هذه الأحلام مما يسبب القلق والرعب لصاحبها.
– الأحلام المتكررة قد تعطي إنذاراً يؤكد وجود بعض الأمراض، بما في ذلك الاضطرابات العصبية التنكسية
الأحلام التي توقظ الشخص مبكراً قد تشير إلى اضطرابات في المعدة مثل ارتجاع الحمض
الأحلام التي يتم فيها الهجوم على شخص ما قد تشير إلى أنه يعاني من بعض الاضطرابات التنكسية مثل مرض الزهايمر
قد تدل الأحلام على انشغال العقل بشكل دائم بالتفكير في بعض الأمور، ولذلك تظهر على شكل أحلام أثناء النوم.
قد تدل الأحلام على تعلق الشخص بما يدور في الأحلام ومعانيها، والتركيز على تفسيرها ومعرفة رموزها المختلفة.
قد تدل الأحلام على إصابة الإنسان بالفراغ العقلي، خاصة عند الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء
قد تشير الأحلام أيضًا إلى حالات الإرهاق والتعب الشديد التي تؤدي إلى أحلام متكررة لدى الأشخاص.
حقيقة الرؤيا
قال الإمام ابن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى -: (وكل الله بالرؤيا ملكا ينظر في أحوال بني آدم من اللوح المحفوظ، فنسخ منه وأعطى قدوة لكل من حدثه، فلما نام مثل تلك الأشياء على طريق الحكمة، لتكون له بشرى أو إنذاراً أو عتاباً) فقال الإمام. قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: (وهذه أمثال يضربها الملك الذي وكله الله بالرؤية، ليستدل الحالم على ما عرض عليه. من مثل إلى نظيره، ومنه يعبر بمثله.) قال شيخنا الشيخ خالد بن عبد العزيز الحويسين -حفظه الله تعالى-: (لا يصح من الحديث أن الملك الموكل بالرؤيا يسمى الصديقون).